صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان الآتي لمناسبة عيد الاستقلال :”تجمع القيادات وأصحاب الرأي على أن يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني لهذا العام، هو يوم حزين مشوب بالقلق على الحاضر والمستقبل، خلافا لمعظم أيام الاستقلال التي مرت منذ العام 1943.صحيح أن العديد من المآسي والحروب تعاقبت على أيام الاستقلال، وحجبت عن اللبنانيين فرحة الاحتفال بعيدهم الوطني، وإقامة العروض العسكرية في العاصمة وتنظيم الاستقبال التقليدي في القصر الجمهوري، ولكن الشعور بالمرارة لهذا العام، كما في مستهل الدورة الرئاسية الماضية، يصبح مضاعفا، بسبب غياب رأس للدولة يمثل رمزيتها الوطنية والدستورية ويعبر عن روح الصيغة التي قامت عليها دولة الاستقلال، وبسبب الحرقة التي تعيشها أمهات وزوجات وآباء وأولاد العسكريين المخطوفين، ويتردد صداها في بيوت اللبنانيين جميعا”.
اضاف :”أمر مشين ومريب، أن يحل عيد الاستقلال وليس بيننا رئيس للجمهورية، يعطيه الدستور حصرا شرف القسم للمحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.وما الاستقلال، إذا لم يكن ترجمة لمفاهيم السيادة والحرية والعدالة وتداول السلطة، بل أي معنى يبقى من الاستقلال إذا كانت الغاية من الحياة السياسية استبدال سلطة الانتداب بسلطة الفراغ في المؤسسات الدستورية”.
وتابع الحريري :”إن الإصرار على الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوامة الانقسام والضياع، وأكبر إساءة توجه لتلك النخبة من رجال لبنان، التي صنعت الاستقلال وجعلته قاعدة لولادة الميثاق الوطني وتأكيد صيغة العيش المشترك”.
وقال :”عيد الاستقلال مناسبة لتجديد الدعوة إلى خارطة الطريق التي تحمي لبنان من العواصف المحيطة، والمبادرة دون أدنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في أولوياته إحياء الحوار الوطني وتعطيل ألغام الفتنة، وفك الاشتباك الأمني والعسكري مع الحرب السورية.هذه الخارطة تشكّل القاعدة المتينة للاستقرار المطلوب، والبيئة الحاضنة للجيش ودوره في ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب واسترداد العسكريين المخطوفين، وجسر العبور إلى دولة الاستقلال التي كانت وستبقى محط أنظار جميع اللبنانيين”.
وختم الرئيس الحريري :”خلاف ذلك، نواصل سياسة الهروب إلى الأمام ونتحصّن وراء العناد السياسي وطرح الحلول المستحيلة، لنبرر لأنفسنا كسر قواعد الإجماع الوطني واستسهال التفرد بالقرارات المصيرية وحشر البلاد في المربعات الصغرى للحرائق الإقليمية”.