لاقت تصريحات وليد جنبلاط «المتفهّمة» دور «جبهة النصرة» في الأزمة السورية ونفي صفة الارهاب والعداء عنها، ترحيباً من الأخيرة التي قررت في ما يبدو رد التحية بمثلها، إن لم يكن بأحسن منها.
واعتبر المسؤول الشرعي العام السابق في «جبهة النصرة» وعضو مجلس الشورى فيها، العراقي ميسرة الجبوري (أبو ماريا القحطاني) أن تصريحات وليد جنبلاط «تدل على أنهم ـ أي جنبلاط ودروز لبنان ـ يدركون أن جهادنا هو دفاع عن المسلمين ونصرة للمظلومين» وذلك في تمييز منه بين دروز سوريا الذين اعتبرهم «مطية لبشار وأدخلهم في حرب الخاسر فيها هم لأنهم أدخلوا أنفسهم في صراع لا حاجة لهم فيه وورطهم النظام النصيري»، وبين دروز لبنان «الذين لم يصدر عنهم أي اعتداء ضد السنة في لبنان»، مشيراً إلى أن بعض الطوائف في لبنان لا تريد الدخول في دوامة الصراع الجاري.
جاء كلام القحطاني في مجموعة تغريدات له تحت عنوان «نصائح إلى المجاهدين في لبنان» نشرها، أمس، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
ووصف القحطاني الساحة اللبنانية بأنها «ساحة حساسة ولا بد من التأني بكل خطوة يقوم بها المجاهدون من أي جماعة أو فصيل» لأن «معركة لبنان هي معركة مع حزب الشيطان والسبب أنه يحارب المسلمين في سوريا ولبنان وكل مكان»، مطالباً أنصاره بأن يكون شعارهم «في هذه المرحلة» هو «قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم»، بحسب ما تقتضيه السياسة الشرعية والحكمة.
وكان النائب وليد جنبلاط رفض في تصريحات له أواخر الشهر الماضي اعتبار «جبهة النصرة» إرهابية قائلاً عنها إنها «مجموعة من المواطنين السوريين» وإنها «ليست عدواً»، داعياً إلى التأقلم مع الوضع الجديد في سوريا. وفي موقف آخر رفض لجوء أبناء طائفته الدرزية إلى عمليات التسلح الذاتي الذي اضطر إليه الكثيرون لمواجهة تفشي خطر «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» (داعش) وطرقه أبواب المناطق اللبنانية أكثر من مرة، واعتبر جنبلاط التسلح الذاتي «اللبنة الأولى في التدمير الذاتي للطائفة في لبنان وسوريا».
من جهة أخرى وجه القحطاني انتقادات لاذعة إلى «كتائب عبد الله عزام»، لكن بشكل مبطن تحت مسمى «النصيحة»، حيث طالبها «بتفعيل الشورى وتوحيد الجهود الثورية والجهادية في لبنان والعمل بسياسة رشيدة ورسالة الشيخ ماجد الماجد الصوتية تقطر حكمة وحنكة وعلماً». وطالبها بشكل خاص بـ«عدم التهاون في مسألة السيارات المفخخة ومسألة التوسع في الترس، ولا نريد أن تعاد أخطاء الساحات وتكرر في كل ساحة». الأمر الذي يشير إلى وجود خلافات بين «كتائب عبد الله عزام» و«جبهة النصرة» حول بعض تفاصيل العمليات الانتحارية، مع الإشارة إلى أن «جبهة النصرة» سبق وتبنت تنفيذ تفجيرات انتحارية في الضاحية الجنوبية ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين.
ولكن الانتقاد الأهم كان الذي وجهه القحطاني إلى معركة طرابلس الأخيرة، حيث تمنى «ألا يسيطر الفكر الداعشي والسياسة العوّادية على الساحة، وألا تنفرد جماعة برأيها». وأضاف «ينبغي ألا يتم فتح معارك خاسرة من دون دراسة ونظر، وننصح بالابتعاد عن العمليات التي لا ثمرة لها والابتعاد عن العمليات العاطفية. ولقد شاهدتم ما حصل في معركة طرابلس الأخيرة». ويعتبر ذلك غمزاً من قناة أمير «جبهة النصرة في القلمون» أبو مالك التلّي الذي يتهمه بعض قادة «جبهة النصرة» بأنه يميل إلى «داعش» وفكرها وأسلوبها.
http://assafir.com/Article/2/384529