المتاجر والمطاعم المتهمة «عم تصوفر»

حوالى الساعة الخامسة بعد ظهر أمس قطعت البرامج اليومية على التلفزيونات اللبنانية، ليطل وزير الصحة وائل أبو فاعور حاملاً في يده لائحتين تضمنتا أسماء متاجر ومطاعم “غير مستوفية للشروط”، أي فيها أطعمة فاسدة. اسم وراء آخر صدم المشاهدين، أسماء معروفة ومألوفة تلاها أبو فاعور بكل وضوح مفصلاً نتائج كشوفات أجرتها فرق وزارة الصحة.

جالت “النهار” مساء أمس على بعض فروع المطاعم والمتاجر التي وردت في اللائحة، Roadster ، كبابجي، هوا تشيكن،… الحال، كما كان متوقعاً، الاقبال خفيف على وقع “الصدمة”.
حالات استثنائية خرقت المتوقع، بعض اللبنانيين ارتادوا هذه المطاعم رغم ورود اسمها ضمن لائحة أبو فاعور. لمى احدى رواد مطعم “متهم”، استمعت لـ”أبو فاعور” وما اعلنه، ورغم ذلك أصرّت على انها ستأكل في مطعمها المفضل، “ما نأكله لا زلنا نأكله فلن نباليَ حتى بعد معرفتنا بأن في المطعم مواداً فاسدة”.

“شبه خالية”
في جولة ثانية لـ”النهار” اليوم على فروع مطاعم وردت ضمن اللوائح. بدت هذه المتاجر والمطاعم شبه خالية! في مطعم شهير ورد اسمه ضمن اللائحة المتهمة، في وسط بيروت كان الوضع مختلفاً عن الأيام العادية. عند الواحدة ظهراً، لا تستطيع في الايام العادية ان تمرّ الى جانب ذلك المطعم بسبب السيارات التي يركنها موظفو Valet Parking، أما اذا اردتم الدخول لتناول الغداء أو العشاء فكان رواد المطعم يصطفون بالدور قبل ان يجلسوا الى الطاولة. أما ظهر اليوم، فكان عدد الزبائن أقل بكثير مقارنة بالايام التي سبقت مؤتمر “ابو فاعور”.
حصلت “النهار” على اذن الدخول والتجول في فرع متجر الـTSC في الـCity Mall، والذي ورد ضمن اللائحة على ان اللحوم التي يبيعها غير مطابقة للشروط الصحية. الفرع تم نقله من مكان الى آخر في المبنى نفسه منذ مدة، مساحات شاسعة والزبائن “بينعدو عالأصابع”. في طريقنا الى الداخل، التقت “النهار” بعض المواطنين، كان التشاؤم واضحاً من خلال كلماتهم. “أكل وأكلنا هلق فاقوا…”، قالت إحدى السيدات وفي عينيها أسف على بلدها الذي من المفترض أن يحضنها ويؤمن لها الاستقرار والسلامة أقله في “لقمة الأكل”، “همروجة وبتمرق”، علقت المواطنة مضيفة: “اذا فعلاً وجدت الأطعمة فاسدة، ستودع في المستودع في الوقت الحاضر وعندما تهدأ الحال سيُعاد بيعها”.

جولة في TSC

في الـTSC، رصدنا عدداً قليلاً من الزبائن الذين يتوزعون بالقرب من الرفوف المنتشرة على مساحات واسعة. أمام البرادات، وقف مدير الفرع زياد وهاب، وشرح لـ”النهار” كيف أخذ موظف وزارة الصحة العينات لنقلها الى المختبرات. استهل وهاب حديثه مشدداً على “أننا نعمل بشكل صحي لضمانة نظافة منتوجاتنا وسلامة زبائننا”. ولفت الى ان “عملية نقل العينات من لحظة استلامها الى المختبرات كانت خاطئة”، مضيفاً ان “موظف الوزارة لم يضع العينات في برادات لحفظ حرارة المنتجات ومنع انتشار البكتيريا، فقد انتظر حتى وصل الى السيارة حيث كان البراد وفق ما قاله موظف الوزارة”. وأشار الى ان “عملية التسليم والنقل حتى وضعها بالسيارة موثقة بالفيديو، وسنكشفها للعلن لتتوضح الصورة عند اللبنانيين”. وأكد أنه “سيعاد اجراء الفحوص، على أن تضمن شركة الـTSC، نقلها بالبرادات”.
دخلنا مستودعات الخضر واللحوم: غرفتان مبردتان، الأولى تضم الخضر والفواكه والثانية تحتوي اللحوم الحمراء والبيضاء (الدجاج والسمك) كما فيها المنتجات التي تستخدم لصنع التتبيلات. في الغرفة زوايا مختلفة تودع فيها الأطعمة كل وفق نوعها، وفي إحدى الزوايا، مستوعب كبير توضع فيه اللحوم الفاسدة بهدف التخلّص منها. اللافت في المكان الذي سمحوا لنا دخوله النظافة العالية و”لماعية” الأواني وترتيب ودقة وضع المنتجات بذكاء…

منى التي تتجول في الـCity Mall مع صديقتها، وتناولتا في حديثهما هذه القنبلة الغذائية، اعربت عن تفاجئها من الأسماء الكبيرة التي وردت، وتقول انه من الضروري المتابعة وعدم التوقف هنا. زبائن كثر في المجمع التجاري سألتهم “النهار” عن فساد الأطعمة فأعرب أغلبهم عن تفضيل شرائها “من عند اللحام اللي حد البيت”. أحد هؤلاء ويدعى “جهاد” يحمل غضباً شديداً تجاه كل السياسيين ترجمها بكلمات قاسية، وتمنى أن تتواصل الحملة حتى الأخير.
كل المطاعم والمتاجر التي وردت أسماؤها ضمن اللائحة تأثرت كثيراً، ولكن يبقى الجدل قائماً حيال صدقية هذه المطاعم والمتاجر التي وجهت أصابع الاتهام نحو موظفي الوزارة، فمن على حق؟ على الأكيد أن المواطن اللبناني يضرس من كل المشكلات التي تحيط به ورغم ذلك يتأقلم!

السابق
بطرس حرب: إستفتاء باسيل غير رسمي
التالي
سالم زهران: سائق الوزير بو فاعور ينقل أموال لداعش بموافقة تمام سلام !