مبادرة مريبة لأردوغان بشأن عين العرب

قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، مبادرة مريبة، يمكن أن تساهم في تعزيز خطته بشأن إقامة «منطقة عازلة» داخل الأراضي السورية، حيث أعلن فجأة موافقة أكراد سوريا على انتقال مئات من عناصر «الجيش السوري الحر» إلى عين العرب (كوباني) السورية، لكن الأكراد نفوا هذا الأمر، مشككين بنياته، ومطالبين في المقابل بأن يفتح «الجيش الحر» معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ »داعش» في مناطق أخرى لتخفيف الضغط عن المقاتلين الذين لا يزالون يواصلون مقاومة «داعش» في المدينة.

في هذا الوقت، أعلن مسؤولون عراقيون أن «داعش» استخدم غاز الكلور خلال اشتباكات مع القوات العراقية ومسلحين في الضلوعية وبلد نهاية أيلول الماضي. وتبعد البلدتان حوالي 80 كيلومتراً شمال بغداد. وكانت تقارير تحدثت عن هجمات مماثلة استهدفت عين العرب، ما يعزز الاتهامات بأن «داعش» أصبح يمتلك ترسانة من الأسلحة الكيميائية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن واشنطن تحاول التأكد من معلومات تفيد بأن «داعش» استخدم الكلور في الهجمات في العراق.
ويواصل الأكراد، بدعم جوي أميركي مكثف، مقاومتهم لهجمات «داعش» في عين العرب. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن «خطوط القتال بين الدولة الإسلامية والقوات الكردية لم تتغير منذ أسبوع»، مضيفاً «أعتقد أن الأكراد الذين يدافعون (عن المدينة) سيتمكنون من الصمود». وأعلن الجيش الأميركي أن طائرات أميركية ومن الدول العربية نفذت حوالى 6600 طلعة جوية ضد «داعش» وألقت أكثر من 1700 قنبلة.
وأعلن اردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاستوني توماس هندريك ايلفس في تالين، أن «حزب الاتحاد الديموقراطي قبل المساعدة من 1300 من مقاتلي الجيش السوري الحر، هناك محادثات لاختيار الطريق الذي سيسلكونه».
يشار إلى أن «الجيش الحر» يتبع إلى «الائتلاف الوطني السوري»، الذي تتحكم أنقرة بقيادته، كما أن اردوغان وصف قبل أيام «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تقاتل في عين العرب، بأنها «إرهابية»، وانتقد قيام الطائرات الأميركية بإلقاء أسلحة ومساعدات لهم.
ونفى رئيس «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم التوصل إلى اتفاق على عبور مقاتلين من «الجيش الحر» إلى عين العرب، كما أعلنت مجموعات تنضوي تحت مظلة «الجيش الحر» رفضها إرسال أي مقاتل إلى المدينة لمواجهة «داعش». (تفاصيل صفحة11)
وشكك المتحدث باسم «الاتحاد الديموقراطي» نواف خليل بنيات اردوغان. وقال «كيف يمكن لأردوغان أن يتواصل مع حزب وصفه قبل أيام عدة بأنه إرهابي؟ كيف يصف حزب الاتحاد الديموقراطي بالحزب الإرهابي ويعود بعد أيام عدة ويقول إنه ينسق مع الحزب لإدخال الجيش السوري الحر إلى كوباني؟».
من جهته، قال المتحدث باسم «وحدات حماية الشعب» بولات جان «ليست لنا مشكلة مع الجيش الحر… أما مَن يسلّم نفسه لأردوغان، ويسير وفق أجندته ونياته الخبيثة، فلن نسمح له بلعب دور حصان طروادة لتمرير سياسات اردوغان ومشاريعه المريضة».
وكان مسؤولون أميركيون أكدوا أن الأكراد قادرون على التصدي لعناصر «داعش» في عين العرب، لكنهم عرضوا صورة أكثر تشاؤماً بخصوص العراق. وقالوا إن الجيش العراقي لا يزال غير قادر على شن هجوم كبير لاستعادة المناطق التي سيطر عليها «داعش» وهو يعيد رص صفوفه بعد سلسلة نكسات سجلها هذه السنة.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن «القوات العراقية قادرة حالياً على شن هجمات محدودة على الدولة الإسلامية، لكنها بحاجة إلى وقت للتخطيط والتدرب على شن عملية أوسع نطاقاً، حتى بدعم جوي من التحالف الدولي». وأضاف «لا يزالون غير قادرين على القيام بذلك (شن هجوم مضاد) قبل أشهر».
وفي حديث يلمح إلى إمكانية تعديل الخطاب الأميركي حول عدم التدخل البري في العراق، لفت كيري إلى أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على «قرارات تكتيكية» تتخذ في إطار إستراتيجية مواجهة «داعش»، إلا أن الولايات المتحدة «تعمل تدريجياً على أن يصبح هذا التحالف قادراً على دعم الجيش العراقي وأن يتخذ إجراءات ضد داعش».
وسيطر الهم الأمني المرافق لإحياء ذكرى عاشوراء هذا العام على تصريحات المسؤولين العراقيين، حيث دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء الشيخ أحمد الصافي السياسيين إلى الاستفادة «مما مضى» والاستعداد لما يأتي والعمل بنفوس صادقة لخدمة البلد وأبنائه، فيما شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة الحفاظ على «الوحدة الوطنية لاستمرار الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي، واستلهام العبر من مسيرة الإمام الحسين في الحرب ضد داعش»، بحسب بيان صدر عن مكتبه الإعلامي لمناسبة حلول رأس السنة الهجرية.

السابق
ريجيم لأصحاب فئة الدم O
التالي
سقوط صاروخين في النبي عثمان وسهل اللبوة مصدرهما السلسلة الشرقية