جعجع يعود من السعودية «مصدوماً»!

يعود السفير البابوي غابريال كاتشيا نهاية الشهر الجاري الى مقرّ السفارة البابوية في حريصا بعد انتهاء عطلة طويلة في الفاتيكان لم تخل من جهود مكثفة مع الدوائر الفاتيكانية من أجل إتمام الإستحقاق الرئاسي اللبناني وإقناع المسيحيين بسحب هذا الملفّ الحيوي بالنسبة الى مسيحيي لبنان والشرق من أتون نيران الملفات الإقليمية المتشابكة.

والمفارقة أنّ الفاتيكان ومعه فرنسا وحتى الدوائر الأميركية المعنية بالملف الرئاسي اللبناني يجمعون على مقولة واحدة: أقنعوا العماد ميشال عون بتسهيل الإستحقاق.

لعلّ الزيارة التي قام بها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للسعودية، والتي التقى فيها كبار المسؤولين السعوديين وفي مقدمتهم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، حفلت أيضًا بالرسائل السعودية الى مسيحيي لبنان عبر جعجع، الذي عاد الى “معراب” بجوّ سوداوي دفعه الى تكثيف اتصالاته من أجل القيام “بشيء ما” يجعل الإستحقاق الرئاسي يتمّ قبل نهاية تشرين الثاني المقبل، وإلا فإنّ على الإستحقاق السلام…وعلى المسيحيين أن يتحمّلوا نتيجة خلافاتهم بحسب ما تناهى الى مسامع جعجع.

وتنقل مصادر مطلعة لـ “لبنان 24” بأنّ السعوديين طلبوا من جعجع “القيام بكلّ شيء” من أجل إتمام الإستحقاق الرئاسي اللبناني والمساهمة بمصالحة مسيحية – مسيحية داخلية، وقالوا له بأنّ عدم إتمام الإستحقاق الرئاسي اللبناني من الآن ولغاية تشرين الثاني المقبل سيجعل إتمامه صعبًا جدًّا، وسيؤثر سلبا على مسيحيي لبنان على المستويات كلّها، وسيشجّع دولا إقليمية على أن تختار الرئيس الذي تريده خارج إرادة المسيحيين.

ونبّه المسؤولون السعوديون جعجع الى أنّ العلاقة السعودية مع إيران غير سويّة بعد، وقد عادت خطوات الى الوراء بعد لقاء سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف، وخصوصًا بعدما وصف الفيصل الإيرانيين بأنهم “غزاة في سوريا”، وبالتالي وعلى رغم الضغوط الأميركية المكثفة فإن السعودية غير متقبلة لتجرّع كأس العلاقة الودية مع إيران ولا سيما بعد الذي حدث في اليمن. من هنا فهي تضع الإستحقاق الرئاسي اللبناني بين أيدي المسيحيين وحدهم لكي ينقذوا أنفسهم لأنها لن تتدخّل في هذا الموضوع.

وفي سياق الإجتماع مع جعجع وافق الأخير على القبول بالتمديد للمجلس النيابي حيث سيحضر نوابه الجلسة المخصصة للتمديد من دون التصويت.

عاد جعجع الى معراب في شبه “صدمة” مما سمعه وبدأ اتصالات مكثفة من أجل حلحلة العقد المسيحية مع قناعته التامة بعدم جدوى انسحابه كي لا تخلو الساحة للعماد ميشال عون.

السابق
الشيخ تميم إلى لندن وسط مزاعم بـ “تمويل الإرهاب”
التالي
نانسي عجرم تخطف الأنظار بشورت جلدي