
تعرض الشاشة اللبنانيّة حالياً مسلسلان من كتابة منى طايع، هما «عشق النساء» من إخراج فيليب أسمر على «أل بي سي آي»، و«عروس وعريس» من إخراج ديزيريه دكّاش عبر «أم تي في». إلا أنّ الكاتبة والممثلة اللبنانيّة مقلّة في إطلالاتها الإعلامية، منذ اختارت الابتعاد عن عالم التمثيل إلى عالم الكتابة، إذ آثرت أن تتحدّث نصوصها بلسانها.
تقول طايع في حديث خاص لـ«السفير» إنّ عرض العملين في الفترة نفسها يندرج في سياق المنافسة بين القنوات التلفزيونيّة، ولا تنفي أنّ الأمر أغضبها. «يشكّل ذلك مديحاً كبيراً لي، فالناس منقسمة بيني وبيني، إلا أنّي كنت أرغب أن ينال كلّ مسلسل حقّه من المتابعة». آثرت طايع أن تتابع «عشق النساء» عبر الشاشة، «لأنّني كنت حاضرة خلال تصوير ومونتاج «عروس وعريس»، وأعرف ما الذي سيراه المشاهدون، لكنّي غبت عن تفاصيل ولادة «عشق النساء». ترى طايع أنّ المخرج فيليب أسمر منح نصّها إضافة جميلة، «مع العلم أنّه ليس دقيقاً، وهو يعرف جيداً موقفي، بأنني لا أقبل بأن يلعب أحدهم في نصي، أو يحذف مشهداً، ومع هذا لا بدّ من القول إنّه يعوّض عن الحذف بأحاسيسه وبعده الدرامي للصورة، كما أنّه يعمل على إدارة الممثلين بشكل ممتاز».
تلفت طايع من ناحية أخرى، إلى أنّها كتبت «عشق النساء» ليكون مسلسلاً لبنانيّاً، ولكن تمّ تطعيمه لاحقاً بشخصيّات عربيّة، وذلك لأسباب تسويقيّة. كما ترى أنّها أخطأت التقدير باستعادة شخصيّة عدنان (سعد حمدان) في مسلسل «عروس وعريس»، بعدما كانت أخذت مساحتها قبل سنوات في مسلسل «غنوجة بيا». تقول: «فكّرت أنّه يمكن لهذه الشخصيّة أن تطلّ في أكثر من عمل، كما كان الحال مع شوشو مثلاً، لكنّي أخطأت في منحها مساحة واسعة، بسبب البطء الذي يعتريها، لذلك استدركنا الأمر وقمنا بتقليل عدد مشاهدها».
«وأشرقت الشمس» ليس أهمّ أعمالي
في الموسم الماضي، حقّقت طايع نجاحاً كبيراً من خلال نصّ مسلسل «وأشرقت الشمس» للمخرج شارل شلالا. لكنّ الكاتبة والممثلة اللبنانيّة ترفض تصنيفه كالأهمّ في مسيرتها، والأعلى متابعةً في تاريخ الدراما. «أهم مسلسل كتبته ووضعت فيه كلّ وجعي وصراعي مع التقاليد هو «عصر الحريم» (2008) الذي كتبت نصّه قبل عشرين سنة، وقد حاز النسبة الأعلى من المشاهدة في تاريخ الدراما. ولي أعمال عدّة نالت نسب مشاهدة عالية، من «فاميليا» إلى «ابنة المعلم» و«بنات عمتي وبنتي وأنا» وغيرها. ربما استقطب «وأشرقت الشمس» المشاهدين لأنه عمل وطني في زمننا الرديء، زمن أشباه الرجال حيث يبحث الناس عن مفهوم البطل، وعن معنى الرومنسية».
قد أعود للتمثيل عبر «تلفزيون لبنان»
تُسرّ طايع حين يصف أحدهم شخصياتها بالحقيقية وذات ماضٍ وحاضر ومستقبل وسياق درامي حقيقي، وأيضاً حين يتوّج النقاد أعمالها بالقول إن حبكة مسلسلاتها قويّة ومتماسكة. تقول إنّها تمثّل كل شخصية تكتبها: «حين أكتب، أكتب بمشاعري وأحاسيسي وأقوم بكلّ الأدوار بما فيها أدوار الرجال». بدأت طايع مسيرتها المهنيّة ممثلةً، لكنّها فضّلت الابتعاد في وقت مبكّر عن الظهور. «تراجعت الدراما اللبنانية خلال فترة الحرب، ولم أكن مقتنعة بما يُعرض عليّ من أدوار ولا بما يُعرض من مسلسلات. النصوص كانت شديدة الرداءة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الإنتاج، وأجد أن قمّة الرقي في الأعمال التلفزيونية كانت مع إنتاجات «تلفزيون لبنان» في ذلك الوقت، ولذلك يمكن للنوستالجيا وحدها أن تردّني إلى التمثيل، في حال عاد «تلفزيون لبنان» إلى الإنتاج الدرامي. لا أحبّ أن يُعرف وجهي، ولا أحب الشهرة».
شاركت طايع تمثيلاً في فيلم «غدي» لجورج خبّاز، وتعدّ تلك التجربة استثناءً. «أقدّر جورج خبّاز ككاتب ودوري كان للممثلة لطيفة ملتقى، التي منعها مرضها من المشاركة، لذلك قبلت الدور، ناهيكم عن أنّ التصوير لم يتجاوز العشرة أيام. واعتقدت أن دوراً واحداً لن يعيد وجهي إلى الذاكرة، وكنت مخطئة، إذ سمعت ردود فعل إيجابيّة كثيرة عنه».
عمل تاريخي في رمضان
عن جديدها تقول طايع إنّها تكتب عملاً تاريخياً للعرض المشترك عربياً، عن زمن الانتداب الفرنسي، من إنتاج «أم أند أم» و«طايع أنتربرايز»، «أحبّ التنويع في مواضيعي، وهناك مفاجأة في هذا المسلسل». تضيف أنّ المسلسل مؤلف من ستين حلقة، يبدأ عرضه في رمضان المقبل، ويستمر ما بعده.
في جعبة طايع فيلم سينمائي جاهز للتصوير تحت عنوان «وتبقى حبيبي»، تدور قصّته حول علاقة حب خلال حرب الثمانينيات. «خفنا بعد استشارات مع دور السينما من المضي قدماً في جعل هذا الفيلم يرى النور، لأنّه قيل لنا إنّ الناس متعبة حالياً من مواضيع الحرب، وتريد مواضيع مغايرة عن الواقع الحالي. ولم أكتب قصة أخرى، لأنني في الأساس شخص بطيء، يستغرق المسلسل سنة من وقتي، بسبب مواعيد العمل وتجارب الأداء، فأنا أحبّ التعرّف على وجوه جديدة تشارك في أعمالي، وألاحق كل شاردة وواردة».