محمد المير.. العبقري الأول في العالم

لم يخيّب الطفل محمد نزيه المير آمال عائلته ومدرسته ومدينته طرابلس، فكان على قدر المسؤولية وعلى حجم التحدي، الذي أهّله لحمل لقب العبقري الأول في العالم عن مسابقة للحساب الذهني، التي أقيمت في ألمانيا بمشاركة 55 متنافساً من 40 دولة.
وأثبتت عبقرية محمد المير (10 أعوام) أن طرابلس، بالرغم مما تعانيه من حرمان وإهمال، «ولّادة» للمبدعين، وأنها تخرّج الطاقات العلمية المهمة التي ترفع اسم لبنان في المحافل الدولية، ما يتطلب رعاية خاصة من الدولة بالمدينة التي احيا محمد فيها الأمل لجيل قادر على أن يبتعد عن لغة الفوضى إلى لغة العلم والعلماء.
فقد حصد محمد المركز الأول بفارق كبير عن منافسيه، وعاد إلى المدينة التي غادرها قبل اسبوع برفقة والده بجواز سفر كندي، خشية عرقلته في الحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا نظراً لغياب الرعاية الرسمية له.محمد المير
وكان محمد حصل على معدل علامات بلغ 1455 علامة من اصل 1500 علامة والفارق بينه وبين الفائز بالمركز الثاني 322 علامة، علماً أن مسيرة محمد الطالب في «مدرسة العزم» حافلة بالإنجازات العلمية، حيث شارك مع 700 شخص العام الماضي في برنامج «Ac Ma» من مختلف المناطق اللبنانية وانضم إليهم متبارون من السعودية، مصر، والأردن والبحرين في المهارات الحسابية والذهنية، وتباروا على حل 120 مسألة حسابية في 10 دقائق على «أداة الخرز اليابانية». (Abacus) و100 مسألة ذهنية (من دون استعمال أي أداة مساعدة) في 5 دقائق، واحتل محمد المركز الأول. وشارك هذا العام في التصفيات النهائية التي أقيمت في «المدرسة اللبنانية الأوروبية» في عرمون، وفاز أيضاً.
وبعد إعلان النتائج تم اختيار 15 رابحاً من مختلف المستويات ليشاركوا في مخيم تدريبي في اليابان، وكان الفوز من نصيب محمد.
وأوضح المشرف العام على «جمعية العزم والسعادة» عبد الإله ميقاتي أن «مشاركة محمد في هذه المسابقة وحصوله على المركز الاول قد أثلج قلوبنا، وجعلنا في مجمع العزم التربوي نفتخر به، لأنه تلميذ العزم منذ فتحت المدرسة أبوابها في العام 2010».
أضاف: «محمد تلميذ مميز ويحظى بالرعاية الكاملة من إدارة المدرسة، التي قدمت له الإعفاء الكامل من الاقساط المدرسية، لأن مجموع علاماته كان دائماً يعطيه المركز الاول في صفه».
وشكرت والدة محمد صوفيا المير كل من ساهم في دعم ابنها ورعايته والاهتمام به، وقالت: «اليوم عاد محمد وكنت على ثقة في أنه سينجز المهمة ويرفع اسم بلده ومدينته طرابلس عالياً، لأني متأكدة من قدراته، والأهم هو أنه جرى العمل عليه إن كان في المنزل أو داخل مدرسته العزم ليكون جاهزاً لهذه المنافسة».
أضافت: «من حقي ان افتخر به، وأن تفتخر به مدينته وكل شخص ساهم ولو بكلمة تشجيع له. وآمل أن يحقق في المستقبل مزيداً من الإنجازات، وأن تكون هناك رعاية رسمية له ولغيره، لأن عندنا قدرات تحتاج إلى من يهتم بها».

السابق
8 أشياء تؤدي إلى الطلاق
التالي
قطاع السياحة يصرف 45 ألف موظف وعامل

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب