
استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي أشار بعد اللقاء إلى أنه بحث مع سلام في الأحداث الأمنية التي حصلت في جرود بريتال منذ يومين، وقضية العسكريين المخطوفين من أبناء الجيش وقوى الأمن الداخلي”.
وقال أبو فاعور: “ما سمعته من الرئيس سلام هو موقف جازم من الدولة اللبنانية بالاستمرار بالمفاوضات بجدية للوصول إلى نتائج ملموسة تؤدي حكماً إلى إطلاق العسكريين”، لافتا إلى أنّه “إذا ما حصل تباطؤ أو تعثر في اليومين الماضيين، فذلك لا يلغي قرار الدولة اللبنانية والحكومة الاستمرار في المسار الإيجابي في المفاوضات للوصول إلى تحرير العسكريين، كما اتخذ قراراً بذلك مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، آملاً أن نرى تحرّكاً وإيجابيات ما في الأيام المقبلة، والمهم أن لا تراجع من الحكومة والدولة عن عزمها للوصول في هذا الملف إلى خاتمته الإيجابية”.
وأضاف أنّ “ما أكدته لدولة الرئيس باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو أننا كحزب و”لقاء ديموقراطي” نعتبر أنّ هذه القضية هي أولوية وطنية تتقدّم على ما عداها من أولويات، ونعرف مدى حرص الرئيس سلام وخلية الازمة والوزراء والمسؤولين المعنين بها، وهذه القضية يجب ان تعطى كل الاهتمام اللازم وكل التضحيات، حتى ولو وصل الأمر الى اقرار المقايضة، وبعد ذلك يمكن الحديث في تفاصيل المقايضة”.
وأكد أبو فاعور: “ما زلنا كحزب تقدمي إشتراكي نعتبر أن على الدولة اللبنانية أن تقبل المقايضة والسير بهذه الأمر، لأن كل يوم نضيعه في المفاوضات دون الإقدام على قرار كهذا، نعرض العسكريين لمخاطر إضافية، وتصبح هذه القضية ثانوية في غمرة الأحداث التي تجتاح الساحة اللبنانية، وآخرها الأحداث الأمنية التي حصلت أخيرا”.
وقال: “لسنا أهم من تركيا التي قامت بمقايضة لتحرير ديبلوماسييها، وظهر هذا الأمر أخيرا، ولسنا أقوى من تركيا ولا أعتى منها، ولا نملك أوراقا وقدرة عسكرية وقنوات ديبلوماسية ولا تأثيرا ونفوذا أكثر منها، وهي قبلت بالمقايضة من أجل تحرير أبناء الدولة التركية، كما أننا لسنا أقوى من أميركا التي قامت بمقايضة مع طالبان لإطلاق جندي مخطوف لديها، ونحن سابقا قمنا بمقايضات مع العدو الإسرائيلي من أجل تحرير مجاهدين ومقاومين شرفاء، والشعب الفلسطيني قام بمقايضات ومنها المقايضة على الجندي جلعاد شاليط مقابل المئات من الأسرى الفلسطينيين المناضلين،لذلك فكل تردد في هذا الأمر تحت أي عنوان من العناوين لن يقود إلى نتيجة، ونحن ندعو إلى حسم موقفنا كدولة لبنانية في هذا الأمر”.
وعن إمكان حسم هذا الأمر في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء قال أبو فاعور: “نتمنى أن يحصل هذا الأمر من باب المسؤولية تجاه أبنائنا العسكريين ومن باب عدم إضاعة الوقت في هذا الأمر ومن باب حرصنا على السلم الأهلي وهيبة الدولة التي تصان باستعادة أبنائها وهيبة الدولة تعاد بإشعار العسكريين بأنهم لا يمكن أن يتركوا مقابل أي ثمن”.
وعن التحرك الذي يقوم به النائب وليد جنبلاط مع القيادات السياسية وما إذا تناول هذا الموضوع، أوضح أبو فاعور أنّ اللقاءين اللذين عقدا مع الرئيس فؤاد السنيورة والسيد نادر الحريري، واللقاء مع كتلة “الوفاء للمقاومة” هما لقاءان منفصلان، وقد تم التداول فيهما في أمور مشتركة ونتمنى أن يحصل وفاق، ولاسيما أن النائب جنبلاط يقول دائما أن الحل الأساسي هو في حوار فعلي بين “حزب الله” وتيار”المستقبل، ومن الجيد أن هذا الحوار الإيجابي بدأ بين الرئيس بري و”تيار المستقبل” ولكن لم يكن هناك مبادرة سياسية يطرحها النائب جنبلاط في اللقاءين اللذين عقدا”.
وردا على سؤال عما إذا كان الكلام الذي نقل عن الرئيس سلام من أننا “نتعاطى مع مجانين” في إشارته للخاطفين سيكون له إنعكاس على المفاوضات خصوصا بعد إنسحاب المفاوض القطري، قال أبو فاعور: “بمعزل عن تفاصيل إنسحاب المفاوض القطري أو تراجعه، كلنا نعرف أن الرئيس سلام من أصحاب الدماثة في الموقف ومن أصحاب العناية في الألفاظ، وكما تعرفون، فإن الرئيس سلام لا يمكن أن يستعمل مثل هذه التعابير، وبحسب ما علمت، فإن الرئيس سلام لم يستعمل ولم يطلق هذا التوصيف وهذا التعبير نتيجة دماثة أخلاقه ودفء لسانه وعنايته بالألفاظ ليس في هذا الأمر فحسب بل في كل القضايا الأخرى،ونتمنى ألا يتم استخدام هذا اللفظ الذي نقل على غير معناه، والتوصيف الذي نقل بغير حقيقته وبنية حسنة للإساءة لأي من العسكريين”.
وعن الوساطة التركية تمنى أبو فاعور “أن نحث الخطى كدولة لبنانية في الإسراع بالمفاوضات وعدم التلكؤ في القبول بأي أثمان ولو كانت المقايضة هي الثمن الذي سندفعه”.