«حزب الله» مهدد بوقف التمويل الإيراني

ذكرت صحيفة “وورلد أفيرز جورنال” الأميركية، أنّ الاقتصاد الإيراني يضعف يوماً بعد آخر، إذ ما زال يضخ لأموال في سوريا، رغم تأثره الكبير من تبعات عقوبات طالته قبل سنين، فضلاً عن ارتفاع معدل البطالة والتضخم في البلاد، رغم تحسن جزئي بسبب الاتفاق النووي المؤقت.

وبدأت محن إيران الاقتصادية تؤثر على قدرتها باستعراض قوتها في المنطقة، واحتمال ترك وكيلها “حزب الله”، الأكثر خطورة على الساحة الدولية، في حالة ترنح وضعف.

وقال الخبير بشؤون “حزب الله”، ماثيو ليفيت إن “إيران ليست في وضع اقتصادي مريح، ولم تعد الأموال التي كانت طهران تغدقها على “حزب الله”، كما كانت عليه، خلال الـ30 عاماً الأخيرة، لذلك أشيع أن الجناح العسكري للحزب وجه أوامره لخلاياه الخارجية ووحداته الأمنية المنتشرة في الخارج، للبحث عن موارد جديدة، كما اضطرت مؤسسات الحزب الاجتماعية لتقليص خدماتها التعليمية والطبية، فضلاً عن قطع إعاناتها عن الأسر الموالية”.

وبحسب الصحيفة، فإن طهران مولت خلال 3 عقود أخيرة، عمليات “حزب الله” حول العالم، بدءاً من التفجيرات التي وقعت في الولايات المتحدة عام 1993، وتفجير الثكنات الفرنسية في بيروت التي أدت لمقتل 299 جندياً، وصولاً لتفجيرات وقعت في بداية التسعينيات في معبد ومراكز إسرائيلية في الأرجنتين، وقتل فيها 114 شخصاً.

واستمرت تلك العلاقة إلى هذا اليوم، إذ فجر “حزب الله” في 2012 حافلة سياح إسرائيليين في بلغاريا، حيث قتل ستة أشخاص، وخطط في نفس العام، لتنفيذ هجوم مماثل في قبرص.

واتهم الحزب بمهاجمة ديبلوماسيين يعملون في مناطق بعيدة عن معقله في لبنان، كما جرى في الهند وجورجيا، كما اعترف متهمون تابعين للحزب الشهر الماضي، بتخطيطهم لشن هجمات ضد سياح في تايلاند.

وفي الوقت نفسه، يدير الحزب شبكة دولية تضم حلقات إرهابية، إذ حقق في غرب أفريقيا ملايين الدولارات من المتاجرة بالسلاح والماس.

وفي كولومبيا، أدين عناصر من الحزب بالمتاجرة بالكوكايين، وبإدارة شبكات تهريب ونقل للماريجوانا والتبغ، في المناطق الحدودية الفاصلة بين الأرجنتين والبرازيل وباراغوي.

كما كشف مسؤولون أميركيون عن ضبط السلطات الأميركية لحلقة تهريب للمخدرات والسجائر تابعة لـ”حزب الله”، درت عليه أرباحاً قدرت بملايين الدولارات.

تعويض عن الدعم

وترى الصحيفة أنه بتراجع الدعم المالي الآتي من إيران، من المتوقع أن ينشط حزب الله عملياته المحظورة للتعويض عن ذلك النقص.

ولكن طرح خلال الأسبوع الماضي أمام الكونغرس الأميركي مشروع قرار من شأنه أن يحد بدرجة كبيرة من عمليات غسيل ونقل الأموال التي يديرها الحزب، فضلاً عن فرض عقوبات على أفراد وشركات يمارسون ذلك النوع من النشاطات الإجرامية، مما يعيق قدرته على تمويل عملياته.

دعم النظام السوري

في سياق متصل، تواصل إيران تمويل الحكومة السورية في حربها التي بدأت، قبل 3 سنوات، ضد قوات المعارضة.

وتشير تقديرات استخباراتية إلى تقديم طهران ما يصل إلى 600 مليون دولار شهرياً لحكومة الأسد، لمواصلة الحرب، ولتعويض البلاد عن عجزها المالي.

من جانب آخر، يفقد “حزب الله” أمواله نتيجة تعهده بإعالة أسر 500 من مقاتليه الذين زج بهم في سوريا، وقتلوا في المعارك الدائرة هناك.

 

السابق
إسرائيل: القلق الأساس من لبنان وسوريا
التالي
تلوث مجرى الحاصباني يفاقم مشكلة زيبار الزيتون الآتية