لماذا زار الأحدب المطلوبين للعدالة في التبانة؟

لم تجد طرابلس أي تفسيرات أو مبررات للزيارة التي قام بها النائب السابق مصباح الأحدب الى المطلوبين أسامة منصور وشادي المولوي في التبانة والاجتماع بهما على مدى ثمانين دقيقة.

ولم يكشف الأحدب عن تفاصيل اللقاء، أو ما دار فيه، وعما إذا كان نقل رسالة الى المطلوبيّن أو إذا كانا حملّاه رسالة الى أي جهة سياسية أو عسكرية.
ومن بين التساؤلات الكثيرة التي تطرح في طرابلس: هل أراد الاحدب استفزاز الجيش اللبناني بزيارة منصور والمولوي المسؤولين بحسب التحقيقات عن الكثير من الاعتداءات التي استهدفت العسكريين في طرابلس خلال الفترة الماضية؟
وهل أراد الأحدب إحراج «المستقبل» بعدما شنّ منسقه مصطفى علوش هجوما عنيفا على المولوي ومنصور، ولماذا يصر على اتهام «المستقبل» بتسليح الشباب في طرابلس ومن ثم التخلي عنهم؟
هل قام الأحدب بدعسة سياسية ناقصة نتيجة تخلي الجميع عنه، فذهب الى المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ، أم ان للنائب السابق «أجندة» خاصة يحاول من خلالها استمالة مثل هذه المجموعات المتطرفة لايجاد حيثية معينة له ضمن الساحة الطرابلسية قد تجعل كل الأطراف الأخرى بحاجة الى وساطته معها مستقبلا؟
لا يبدو الأحدب منزعجا من الضجة التي أثارتها زيارته «المربع الأمني» في التبانة، ويؤكّد لـ«السفير» أن هذه الظواهر تنتج من الظلم الذي تغطيه أجهزة معينة، وتفتح المجال أمام بعض الأطراف لاستغلاله وتفجير الوضع في بعض المناطق تمهيدا لضربها عسكريا على غرار ما حصل في محطات تاريخية سابقة.
يسخر الأحدب من الحديث عن إمكان إنشاء إمارة إسلامية في طرابلس، مؤكدا أن هذا الأمر غير وارد، محملا مسؤولية ما يحصل اليوم لـ«المستقبل» الذي قام بتنظيم مجموعات مسلحة تحت اسم «الأفواج» ثم تخلى عنها وتركها عرضة لاستغلال «حزب الله» وبعض أجهزة المخابرات، التي تسيّست بعد مؤتمر الدوحة فبدأت مخابرات الجيش تغض النظر عن تسليح فريق 8 آذار، بينما غض «فرع المعلومات» النظر عن تسليح «14 آذار».
ويرفض الأحدب ملاحقة الذين قاتلوا في سوريا، أو التخلي عنهم من قبل من دفعوهم، مؤكدا أن هؤلاء ليسوا إرهابيين، ويتساءل: «هل أصبحت مشكلة طرابلس اليوم هي أسامة منصور وشادي المولوي أو قادة المحاور»، داعيا الى محاسبة من كان يدعم كل هؤلاء بالمال والسلاح.
ويؤكد الأحدب أنه خلال اجتماعه بمنصور والمولوي أبلغهما رفضه كل ما أطلقاه من مواقف، ورفضه أيضا أي اعتداء على الجيش والقوى الأمنية، لكنه توافق معهما على أن كل ما تشهده طرابلس والتبانة تحديدا ناتج من الظلم القائم سياسيا وإنمائيا وأمنيا وقضائيا، فضلا عن تغطية بعض المرتكبين والمعتدين لاتهام بيئة كاملة بالارهاب.
ويقول إن الشباب في التبانة لديهم مطالب، وهي تلخص مطالب السواد الأعظم من شباب المدينة والبلد، «فالقضاء لا يزال غائبا، والدولة غير معنية بالانماء والتعويضات محجوزة، وإذا استمر التعاطي بهذا الاهمال فلن تكون هناك أي حلول».
يختم الأحدب:« إذا كانت الدولة وجدت أن هيبتها ضربت في طرابلس، فعليها أن تنتصر لهيبتها في أماكن كثيرة أخرى».

السابق
فرنسا: لم نؤخر تسليم لبنان السلاح.. والعقود في الرياض
التالي
إعلام لبنان بين انحطاطين… أو ثلاثة