هل ينتقل ’إيبولا’ إلى لبنان؟

أجراس تنذر بالأسوأ، دقّتها منظمة الصحة العالمية في جنيف رافعة مستوى الخوف من انتشار فيروس إيبولا عالمياً في حال لم تتوافر أدوية ولقاحات لعلاجه سريعاً. وعلى رغم تطمينات المنظمة، يبقى الخوف من تفشّيه داخل وخارج أفريقيا قائماً، لما في أفريقيا من بيئة حاضنة للمرض، ولصعوبة ضبط حركة السفر من والى القارة.

وقاية لامحدودة في نقل المرضى
يومان من الإجتماعات المتواصلة في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف إجتمع خلالها نحو مئتي بروفسور وطبيب من جهات مختلفة من العالم، خلصت الى أن الوباء «القاتل السريع والفتاك» بات يُهدد دول غرب أفريقيا بالكامل، ما دفع بعض الدول الأفريقية الى إغلاق حدودها منعاً لتفشّي الوباء فيها.

بدأ في غينيا

إكتشف الوباء بداية في منطقة كيكدو في غينيا، وانتقل ليصل ليبيريا وسيراليون ولاحقاً الى نيجيريا. ويعود انتشار الوباء بهذه السرعة الى افتقاد الدول المصابة لنظام صحي وتوعية كافية، فهو ينتشر في مناطق فقيرة شاسعة وفي بلدان مفتوحة الحدود بشكل يسمح بانتقال الحالات المصابة من والى خارجها بكل سهولة.

حرية التنقل هذه رفعت الحصيلة النهائية لعدد الوفيات الى 3700 شخص تقريباً حسب آخر تقارير منظمة الصحة العالمية، من بينهم 250 طبيباً وممرضاً من فرق طبية تعاملت مباشرة مع مرضى حملوا الفيروس. هذا الإنتقال العشوائي والشرس للفيروس خلق حال خوف لدى الفرق الطبية ومنع العديد من طواقمها من تقديم المساعدة اللازمة للمرضى، ما أدى أحياناً الى عزل بعضهم وتركهم يواجهون الموت من دون تقديم حتى الغذاء لهم.

جون فرانسوا دلفرسي 

ويعتبر البروفسور الفرنسي في كلية الطب في باريس جون فرانسوا دلفرسي في حديث لـ»الجمهورية» «أننا لانزال في بداية طريق البحث عن لقاح، وما هو معروض حتى الآن يبقى قيد التجارب ونتائجه غير واضحة، وما لم نتوصل الى إيجاد لقاح فعّال، فإن الوباء سيكون خارج السيطرة وسينتشر بشكل كبير خلال الأشهر القليلة المقبلة داخل وخارج أفريقيا»، والمخيف أن لا علاج مكتشفاً حتى الآن.

ورداً على سؤال حول إمكان انتقال الفيروس الى لبنان عبر اللبنانيين الوافدين من الجالية اللبنانية من هذه الدول الى بيروت، قال البروفسور إن «مستوى الطبابة في لبنان متطوّر جداً، وهذا أمر إيجابي» ودعا الوافدين في الوقت ذاته الى مراقبة حالهم الصحية خلال فترة 21 يوماً من وصولهم «لأن الوباء خادع ويمكن أن ينام في جسد الإنسان طوال هذه الفترة من دون أن تظهر له أي عوارض، ليستفيق ويضرب بعد ذلك».

وهذا يعني أن انتقال إيبولا الى لبنان مرتبط بعاملين: الأول هو التأكد من عدم حمل الفيروس قبل القدوم الى لبنان، والثاني يقع على عاتق اللبنانيين العائدين الى الوطن في مراقبة أنفسهم بشكل دقيق خلال ثلاثة أسابيع من دخولهم مطار بيروت، والتوجه الى المستشفيات فور ظهور عوارض المرض عليهم، وقد يكون أولها ارتفاع درجات الحرارة.

تطوير لقاحين جُرِّبا على القرود

وتوصلت الأبحاث التي أجريت حتى الآن الى تطوير لقاحين جرّبا بنجاح على القرود، وينتظر أن تبدأ تجربتهما على البشر في تشرين الثاني المقبل. وتشير منظمة الصحة العالمية الى أن الفئات الأكثر تضرراً من المرض هي الطواقم الطبية وأسر المرضى والعاملين في دفن الموتى، وسيكون حقل التجارب المقبل للقاحين الفئة الأولى من هؤلاء، وفي حال نجاح التجربة توزع اللقاحات على البقية.

ولا يعرف اذا ما كان اللقاح سيفي بالغرض أم لا، «لكن علينا أن نقبل هذه المخاطرة، خصوصاً أن لا بدائل أخرى أمامنا».
بهذه الجملة أنهى أويي والي توموري – بروفسور من نيجيريا – إجابة مطولة على سؤال أحد الصحافيين، قائلاً إن «قبلة الموت» التي طُبعت على خدّ أحد مواطنيه، كانت كافية لنقل أسوأ وباء عرفته أفريقيا الى بلاده تاركة إياها أمام مصير مجهول.

السابق
هذه هي مواصفات iPhone 6 المنتظر
التالي
كيري يتعهد ببناء ائتلاف دولي لمكافحة ’داعش’