حزب الله يحشد الأقليات… ليحميها

قام شابان في منطقة الأشرفية المسيحية في بيروت بحرق علم داعش المكتوب عليه "لا اله الا الله"، فكان الرد في طرابلس عندما كتب مجهولون عبارة "دولة الاسلام قادمة" على جدران كنيستين، وبناء عليه ينشط حزب الله وانصاره في حملة دعائيه عنوانها "حماية الاقليات"، متناسين دور الجيش اللبناني القوي الموحّد الذي يبقى هو خشبة الخلاص.

تتعرض الشريحة المسيحية في لبنان لضغط اعلامي مخابراتي مركّز لجذبها ناحية حزب الله في صراعه الشرق أوسطي الجديد المعنون تحت شعار: “الحرب ضدّ التكفيريين لحماية الأقليات”، ليأخذ مكان شعار “يا قدس اننا قادمون”، مستفيدا من وجود تنظيم “داعش” التكفيري السني في العراق وسوريا واقترابه من حدود لبنان.

فبعد ان كشف فرع المعلومات حقيقة “موقع احرار السنة بعلبك” المخابراتي، الذي كان يوجّه انذارات وتهديدات للمسيحيين اللبنانيين بقتلهم وحرق كنائسهم، أن مشغّله ليس من الطائفة السنيّة حتى، بل هو شاب شيعي ما زالت دوافع عمله غير معروفة حسبما هو معلن، فان المراقبين يؤكدون ان الدوافع معلومة جيّدا من قبل الرأي العام اللبناني بالنظر لهويّة هذا الشاب وانتمائه وعائلته لتيار المقاومة، وبالتالي فان المطلوب كان تخويف المسيحيين من “الارهاب السني” ليلوذ هؤلاء بحماية حزب الله الشيعي، ويباركوا حربه الاستباقية في سوريا التي أبعدت عنهم هول الذبح بسكين “داعش” عدو النصارى والروافض.

وقبل يومين، وفي حادثة مفتعلة مشبوهة، قام شابان في منطقة الأشرفية المسيحية في بيروت بحرق علم داعش المكتوب عليه “لا اله الا الله”، فكان الرد في طرابلس عندما كتب مجهولون عبارة “دولة الاسلام قادمة”، على جدران كنيستين في منطقتي القبة والميناء، وقد حضرت عناصر الجيش اللبناني وعملت على ازالتها وفتحت تحقيقا بالموضوع.

وفي محاولة منه لقطع دابر الفتنه وعدم الافساح بالمجال لاستغلال هذه الاحداث من قبل المتطرفين، طلب وزير العدل اللواء اشرف ريفي من الاجهزة الامنية اتخاذ الاجراءات القانونية بحق الذين اقدمو على حرق راية “داعش” في الاشرفية، كما طالب ريفي بالتقصي عن الذين كتبوا الشعارات على الكنائس.

بالموازاة مع ما سلف، تنشط حملة اعلامية تقودها صحف ومواقع الكترونية محسوبة على 8 أذار تطالب بتسليح المسيحيين في مدنهم وقراهم وانضمامهم لحزب الله ، مدعية وجود مخاوف جدية على مسيحيي الشمال والبقاع جراء استمرار الوضع على ما هو عليه. كاشفة أن رؤساء ومخاتير بعض البلدات في منطقة البقاع الغربي والشرقي زاروا مسؤولين في “حزب الله” وطالبوا بالتنسيق ميدانياً والتعاون حماية لأهالي تلك البلدات والقرى.

واذا أضفنا لتلك الأحداث مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الضنين بدماء الأقليّة الدرزية التي برزت إثر أحداث أمنية وقعت في سوريا بين مسلحي المعارضة في سهل حوران ذو الاغلبية السنية وبين دروز جبل السويداء سقط على إثرها 12 قتيلا من أبناء الجبل، ومن ثم مسارعته لتحذير دروز راشيا من هجوم داعش عليهم الذي قد يضطره للتحالف مع حزب الله، فان المشهد يبدو هنا بانوراما متسلسلة لتظهير شرعية قتال حزب الله في سوريا تحت الشعار العرقي الطائفي الجديد وهو “حماية الأقليات”.

غير ان السؤال البارز هو لماذا تغييب دور الجيش وتضعيفه؟ ولماذا يستهزىء رموز الممانعه بقدرته ويشككون بالنوايا وبالجهود التي تسعى الى تسليحه ويتذرع بالشبهات حول الجهات المانحه ؟ وقد عدّ اعلام 8 اذار ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى بيروت بعد جلبه من السعودية مبلغ المليار دولار منحة من المملكة، عملا موجها للسيطرة على قرار الجيش اللبناني الداعم للمقاومه . أوليس الجيش اللبناني هو الأقدر على مواجهة التطرف الداعشي وغيره وهو الذي يجمع كافة الطوائف اللبنانية وشرائحها في قلب كتائبه وألويته؟

الجواب المؤكد ان لبنان هو بلد “الاقليات المؤتلفة”، فلا أكثرية بين صفوف ابنائه، والجيش الشرعي القوي الذي يحظى باجماع الجميع دون تحفّظ سيكون الاقدر على حماية الوطن من داعش واسرائيل وكافة المتربصين شرا بأبنائه.

السابق
السنيورة:انتخاب رئيس لسنة ونصف سنة او سنتين غير وارد على الاطلاق
التالي
لماذا يَذبَح الداعشيّون؟