قراءات فلسطينية متباينة لحرب غزة

بعد انتهاء الحرب على غزة، يبدي الفلسطينيون وجهات نظر متباينة حول ما آلت إليه الأوضاع في غزة والمفاوضات غير المباشرة بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي، إلا أن قراءة ما حدث خلال الشهرين الفائتين تتباين بين فلسطيني وآخر.

ما زال الكثير من الفلسطينيين يهلّلون لما وصلت إليه الأوضاع في غزة وما آلت إليه المفاوضات غير المباشرة بين الطرف الفلسطيني والطرف الإسرائيلي، إلا أن قراءة ما حدث خلال الشهرين الفائتين تتباين بين فلسطيني وآخر.

فالباحث الفلسطيني الدكتور ساري حنفي يرى أن أكبر انتصار تحقق هو وقف إطلاق النار، “إذ توقف العمل بآلة الحرب الإسرائيلية التي عملت ليل نهار لتدمير الحياة في قطاع غزة”!

وللإعلامي الفلسطيني كابي الجمال قراءة أخرى إذ يقول: “لا يمكن الحديث عن انتصار في غزة بعد تدمير أكثر من 18 ألف منزل، ووقوع نحو 15 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين. هل يُعدّ هذا انتصاراً؟”. ويعود الجمال ليسأل: “مع سيادة السلاح بدون سياسة، ومع غياب برنامج سياسي وطني عام يوجه البندقية والصاروخ، مهما حصل، هل يمكن أن نطلق على النتائج اسم انتصار؟”.

ويضيف: “دفع الشعب الفلسطيني خلال الـ50 يوماً أثماناً باهظة وثقيلة بوجود نية إسرائيلية مبيتة لإبادته وتسويق هذه البنية في عدد من العواصم، خاصةً أن ما حصل هذه الأيام يشكل الحرب الرابعة خلال سنوات. ومن جهتنا تكمن المشكلة في الاستثمار السياسي لدماء الشهداء تحقيقاً لأهداف سياسية تخدم مصالح فريق معين له ارتباطات خارجية ومرتهن لعواصم عربية معينة”.

للناشط الفلسطيني حسن المصطفى رؤية مغايرة، إذ يعتقد أن ما حصل في غزة بحاجة إلى وقفة لقراءة جديدة من الجانب الفلسطيني ويوضح رأيه: “إسرائيل ليست بحاجة إلى ذرائع لضرب الفلسطينيين، ما شهدناه هو عدوان مفتوح ومدروس ويهدف إلى تدمير ما تبقى من النسيج الاجتماعي الفلسطيني. إننا أمام عدو يعرف إهدافه، السؤال كيف يمكن أن نواجه هذا العدو؟ مع الأسف، يسلك البعض طرقاً تكتيكية موسمية، لكنها ليست مرتبطة بالهدف الاستراتيجي، وتأتي النتائج دائماً ليس لمصلحة هذا الفريق”.
ويضيف المصطفى: “لنعرف ما حصل في غزة، علينا أن نقرأ جيداً ما أعلنته القيادة السياسية الفلسطينية التي تعرف تماماً كيف تواجه وتعرف شروط المواجهة. البعض قال إننا حققنا انتصاراً، للأسف حتى اللحظة لم نلمس هذا الانتصار الذي نتمناه على العدو الإسرائيلي”.

يصمت لحظات قبل أن يكمل: “إسرائيل تعرف تماماً ماذا تريد، أهدافها واضحة تعتمد على المبادرة بالفعل، تستند إلى عناصر قوتها في الميادين كافة. تعتمد على حليف قوي متماسك ومزاج غربي عام ما زال مسانداً للرواية الإسرائيلية التي تقول أن الشعب اليهودي مهدد وأنه يريد أن يعيش. بالمقابل لا نرى أن هناك توافق حول الرواية الفلسطينية وما يريده الشعب الفلسطيني كأساس للمواجهة، وإلى أن يتم ذلك، ما نتمناه أن تقرأ جيداً كل المعارك التي خضناها من عام 1948 إلى عام 2014”.

السابق
زحمة سير على الطريق البحرية في القلمون
التالي
التعري ماشي… والبلد واقف