الاجتماع الأمني درس كل الخيارات بما فيها المقايضة بملف العسكريين المخطوفين

اشرف ريفي

كتبت صحيفة “الديار” تقول : الطرابلسيون استيقظوا صباح امس ليجدوا ان كنائس المدينة طليت بشعارات داعشية تنذر بملامح رياح طائفية تلوح قي الاجواء الطرابلسية.
لم يكن شعار: “الدولة الاسلامية قادمة” الذي طلي على جدران كنائس في القبة والميناء الحدث الوحيد في مدينة طرابلس وقد تناقلت وسائل اعلامية عديدة خبرا أخر مفاده ان بعض الاصوليين عمدوا الى احراق الصليب قي بعض الاحياء الطرابلسية الامر الذي دعا وزير العدل الى اصدار تعليمات بالتحري عن حقيقة الخبر واجراء المقتضى القانوني بحق الذين ارتكبوا هذا الجرم قي المس بالرمز الديني المسيحي المقدس.

وكانت وحدات الجيش اللبناني قد انتشرت سريعا في محيط الكنائس وعمدت على ازالة الشعارات الداعشية وضربت طوقا امنيا والمباشرة باجراء التحقيقات لكشف الجهة التي تقف خلف هذا الفعل الطائفي الذي يشكل خطرا على السلم الاهلي.

اوساط طرابلسية اعتبرت ان ما شهدته المدينة مؤخرا يندرج في اطار ردة الفعل واستغلال لحادثة حرق العلم الداعشي في الاشرفية وقد اثارت الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي يعود تاريخها الى السادس من اب الماضي حفيظة القوى الاصولية المتشددة في طرابلس والتي اعتبرتها مساً بركن اساسي من اركان الاسلام وادى ذلك الى حالة غليان في استغلال للحادثة وبحجة المس برمز ديني الى تنظيم مسيرات في التبانة رفعت فيها الراية الداعشية وكانت فرصة لرفع المزيد من هذه الرايات السوداء التي سبق ان كانت مرفوعة اساسا في المدينة وهي توحي بنمو انصار داعش الى حد نشر شعار: “الدولة الاسلامية قادمة” وقد اعتبرت الاوساط الطرابلسية ان هذا الشعار يوحي بان الايام المقبلة قد تشهد تطورات خطيرة وان لداعش انصار يمهدون لتمدد التنظيم وايجاد البيئة الحاضنة له.

وكان لافتاً طلب وزير العدل اللواء اشرف ريفي من الاجهزة الامنية اتخاذ الاجراءات القانونية بحق الذين اقدمو على حرق راية “داعش” في الاشرفية خصوصا ان حرق شعار “داعش” هو مس بالاسلام وشعاره “لا اله الا الله محمد رسول الله”. وهذا ما ادى الى سجال مع وزراء ونواب في التيار الوطني الحر الذين ردوا على الوزير ريفي.

كما طالب ريفي بالتقصي عن الذين كتبوا الشعارات على الكنائس، فيما اعتبر الشيخ بلال دقماق أن مثل هذه الافعال في الاشرفية قد تؤدي الى ذبح العسكريين من الجيش اللبناني. كما طالب مجلس الاساقفة بالتدخل واصدار الموقف المناسب منعاً للفتنة كما فعلوا بحق الاب سليم مخلوف الذي هاجم مشايخ الاسلام ولحاهم.

الاجتماع الامني ودرس كل الخيارات

وكان لافتاً ايضاً الاجتماع الامني الذي ترأسه الرئيس تمام سلام في السراي الحكومي، وحضره قادة امنيون وقضاة،و ناقش ملف المخطوفين العسكريين بكل تشعباته ودرس كل الاحتمالات بما فيها المقايضة واطلاق بعض الموجودين في سجن رومية جراء ضغط الاهالي، كما عرض القادة القضائيون ملفات بعض السجناء وامكانية الافراج عنهم دون اي مس بكرامة الدولة اللبنانية، وعلم ان الخاطفين يطالبون بالافراج عن عماد جمعة وجمانة حميدة المشاركة في نقل بعض السيارات المفخخة بالاضافة الى سجناء آخرين.
واكد الرئيس سلام ان اللجنة الوزارية الخاصة التي شكلها لمتابعة هذا الملف ماضية في عملها بدأب وجد وبعيداً عن الاضواء لانهاء هذه المأساة الوطنية.

كما استمع المجتمعون الى عرض للاوضاع الامنية في البلاد والخطر القادم من عرسال التي ما زال المسلحون غير اللبنانيين المنتشرين في الجرود يشكلون مصدر تهديد لها.
كما ناقشوا مطالب الخاطفين واصرارهم على اطلاق بعض السجناء والا نفذوا تهديدهم بقتل العسكريين وتفجير الاوضاع.
علماً أن هذا الملف، هو مصدر خلاف اساس خصوصا لجهة الخضوع لمطالب الخاطفين بالافراج عن بعض السجناء الاسلاميين في روميه.

وتقول المعلومات “أن وزراء 8 آذار سيرفضون هذا المبدأ خلال جلسة مجلس الوزراء الثلثاء وان العماد عون حذر الوزير نهاد المشنوق خلال الزيارة الاخيرة له من اخذ هذا الخيار. لكن الاجتماع الامني ناقش كل الخيارات والامر متروك لمجلس الوزراء لاخذ القرار النهائي”.

فيما طالب الوزير وائل ابو فاعور بالافراج عن المخطوفين العسكريين ولو حصل تنازل ما من قبل الدولة. كما ان اللواء اشرف ريفي وقبل دخوله الى الاجتماع الامني قال “بأن اي اجراء سنتخذه سيحفظ كرامة الدولة اللبنانية”.
واشارت المعلومات ان اللجنة تدرس كل الخيارات بصبر وبعيداً عن الاضواء.

امكانية الافراج عن 3 جنود اليوم

ومساء امس، سرت شائعات ن ملف المخطوفين بلغ مراحله الاخيرة، وان اللمسات الاخيرة توضع على عملية اطلاق سراح عدد من الموقوفين الاسلاميين مقابل الافراج عن جميع العسكريين الثلاثين الباقين لدى “داعش” و”النصرة” خلال الساعات القادمة، وان هذه الاخبار تناقلها اهالي المخطوفين نقلاً عن المسؤولين الذين يتابعون القضية، وان المسؤولين يتجهون الى هذا الخيار بعدما نقلت هيئة العلماء المسلمين وعبر الشيخ مصطفى الحجري “ابو طاقية” ان المسلحين سينفذون تهديدهم بذبح الاسرى اذا لم يتم الافراج عن سجناء في روميه وفي مقدمهم عماد جمعة وفتاة من آل الحجيري التي نقلت السيارة المفخخة التي انفجرت في حارة حريك من عرسال وسلمتها الى الانتحاري.

اطلاق 5 عسكريين سنّة

وعلى صعيد آخر، عاش اهالي المخطوفين العسكريين، “ربع فرحة” مع اطلاق 5 عسكريين سنّة كانوا لدى “جبهة النصرة” واحتفل اهاليهم بعودتهم وشهدت قراهم اعراساً وطنية، فيما استمر الاسى والحزن لدى اهالي باقي المخطوفين الثلاثين والموزعين على الشكل الآتي: 18 عسكرياً لدى النصرة بينهم 14 دركياً و4 من الجيش اللبناني، و12 جندياً لدى “داعش” حيث اشارت المعلومات عن وجود جثتين بينهم، فيما مصير الجندي يحيى خضر ما زال مجهولاً.

وقد قطع اهالي العسكريين الطرقات وخصوصا في عكار وبعلبك وحرقوا الدواليب وطالبوا الدولة بالافراج عن ابنائهم وطالبوا بتلبية شروط “داعش” بالافراج عن بعض السجناء الاسلاميين في روميه.
وليلاً ذكر ان الاهالي فتحوا طريق المحمرة، والقلمون البحرية فيما استمر اقفال طريق القلمون لناحية الاوتوستراد.

علماً ان العسكريين الخمسة الذين افرج عنهم، سلموا الى الشيخ مصطفى الحجيري “ابو طاقية” في منزله في عرسال وسلموا بعدها الى ذويهم من دون المرور بمؤسساتهم، فيما اعلنت قيادة الجيش ان مديرية المخابرات تسلمت كلا من الجندي ابراهيم مصطفى شعبان الذي اكد ان الجندي علي السيد ما زال حياً، والجندي محمد عمر القادري والجندي احمد عبود غيه والجندي وائل سعيد درويش، اضافة الى العريف في قوى الامن الداخلي صالح البرادعي.

وطالبت “جبهة النصرة” اهالي العسكريين بالضغط على حزب الله وتحذيره وبأن اي مشاركة في المعارك ضدنا في القلمون من قبل حزب الله سيضطرنا لقتل الاسرى الشيعة لدينا.
كما توجهت الى المسيحيين بالقول “لقد حرم التيار الوطني الحر بافعاله الأخيرة عدداً من ابنائكم بأن لا يعودوا من الاسر فالزموا الحياد، كما وجهت رسالة الى السنة اشارت بأن اطلاق سراح ابنائكم هو عربون محبة لهم.
لكن معلومات مؤكدة اشارت الى ان المفاوضات بين الشيخ مصطفى الحجيري والمسلحين بلغت مراحل متقدمة لجهة الاخلاء عن جنديين مسيحيين هما بيار جعجع وجورج خوري وجندي من الشوف اليوم.

زريقات: المعركة في لبنان لم تبدأ بعد

وغرد الشيخ سراج الدين زريقات الناطق الاعلامي باسم كتائب عزام التابعة لتنظيم القاعدة، على حسابه عبر “تويتر” مخاطباً أهالي العسكريين المخطوفين من قبل تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، فقال: اعلموا أنه لولا “حزب الله” وحماقاته لما اعتقل أبناؤكم، فمن الذي أدخل لبنان في المعركة غير الحزب؟ من الذي جعل أبناءكم وقودا لحرب الحزب الإيراني على أهل السنة في سورية ولبنان؟

ثم تابع مستذكراً أحداث عبرا فقال: من اقتحم بأبنائكم مسجد بلال بن رباح في صيدا؟ من جعل أبناءكم سياجا بشريا لحماية الحزب على حدود سوريا؟”.
واتهم زريقات الجيش اللبناني بتنفيذ أجندة حزب الله وإيران فقاتل: تعلمون ويعلم جميع الناس في لبنان أن الجيش اللبناني مسير من الحزب لتحقيق مصالح إيران.
تابع: “لماذا يداهم أبناؤكم بيوت أهل السنة لوجود سلاح فردي فيها، بينما يحرسون مربعات الحزب الأمنية؟”.

أضاف: “بات العسكري اللبناني حارسا لحدود اليهود، حارسا لمربعات “حزب الله” الأمنية، قاتلا للأطفال والنساء، بسلاح أميركي وولاء إيراني ومال سعودي!!!”.
وختم قائلاً: “لم تبدأ المعركة في لبنان بعد، فلا تجعلوا أبناءكم درعا لحزب إيران، يقدمهم قربانا لإرضاء الولي الفقيه”!

السابق
’سيدة الجبل’ تحت راية الدولة ’لا فقيه ولا خليفة’
التالي
إجتماع أمني قضائي لتحريك قضية المخطوفين وتثبيت الإستقرار