في تطور أمني غير مسبوق، ومثير للتساؤلات في توقيته وأهدافه من جانب اسرائيل، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس، أنه أسقط طائرة تجسس إسرائيلية، لا يكتشفها الرادار، كانت تحاول اختراق موقع التخصيب النووي في نتانز في وسط إيران.
وجاء هذا الإعلان بينما كان الرئيس حسن روحاني يؤكد ألا معنى للأمن الإقليمي من دون طهران وأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحظر الغربي المفروض عليها.
وأعلنت العلاقات العامة لقوات الحرس الثوري، في بيان، أن «وحدة الدفاع الجوي لقوات الجو ـ فضاء التابعة للحرس الثوري قامت برصد طائرة استخبارية من دون طيار للكيان الصهيوني وأسقطتها بصاروخ»، حسبما ذكرت وكالة أنباء «إرنا».
وجاء في البيان: «إن هذه الطائرة كانت من الطراز الذي لا يرصده الرادار، وكانت تنوي دخول منطقة نتانز النووية، حيث قامت وحدة الدفاع الجوي باستهدافها بصاروخ أرض ـ جو».
في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لوكالة «فرانس برس»، إن جيش الاحتلال لا يعلق على التقارير الإعلامية.
في غضون ذلك، وفي كلمته خلال مراسم ازاحة الستار عن أربعة إنجازات دفاعية جديدة متطورة، قال الرئيس الإيراني إن إيران تتمتع بموقع جيوسياسي خاص وهي في قلب المنطقة وحتى في قلب العالم ولديها خصوصيات ثقافية وجغرافية خاصة.
وأشار روحاني الى أن العالم يواجه اليوم مشكلة شح في الطاقة، قائلا: «إن قسماً من الوقود الأحفوري على مشارف الانتهاء وستتحدد الدول المصدرة للنفط بدول منطقتنا نظير إيران والكويت والسعودية»، مضيفاً إنه كلما زاد شح الطاقة، كلما كان ذلك عاملاً للأزمات والحروب والنزاعات، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء «فارس».
وتساءل روحاني عن ظروف العالم في ظل تصاعد وتيرة الإرهاب، قائلاً: «أمام هذه الظروف ماذا ينبغي أن نفعل؟ إن التهديدات التي أخذت أشكالاً مختلفة والمكانة التي تتبوأها إيران في المنطقة والعالم، تؤكدان استحالة الحديث عن الاستقرار والرفاهية والتنمية في المنطقة من دون ايران»، موضحاً أن الاستراتيجية الدفاعية لبلاده تقوم على أساس الردع والدفاع المؤثر».
وفي إشارة إلى ما يجري في العراق، أشار روحاني إلى أن «إيران والعالم يواجهان بلاء آخر يتمثل بالتطرف الذي بات يهدد حتى من أرسوا دعائمه»، مؤكداً تصدي بلاده لكل «ألوان التطرف وعرضها مبادرة في الأمم المتحدة لإيجاد عالم منزوع من العنف».
وأضاف إن «التطرف اليوم سلب الناس الرفاهية والأمن وأضحى يهدد حتى نواميسهم»، متناولا الشأن العراقي من هذا الجانب، إذ تساءل: «ماذا يجري في العراق اليوم؟ يجري تدمير الكنائس ومراقد الأولياء والحسينيات، ما يضعنا أمام ظروف غريبة، ففي العقد الأخير شهدت أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان وحتى مصر وليبيا حروبا وإراقة للدماء».
وأكد روحاني أن «الجميع مهددون اليوم ومعرضون للهجمة البشعة من العنف والتطرف، فالأطفال يقتلون اليوم في العراق والمساجد تدمر بسبب العنف والتطرف»، معتبراً أن «العالم الإسلامي يحترق اليوم تحت وطأة الدمار والتشرد والتطرف».
وكشفت ايران خلال الاحتفال، عن صاروخين وطائرتين من دون طيار، أضافتها الى ترسانتها العسكرية. وذكرت وكالة «إرنا» أن صاروخ «قدير الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر، هو صاروخ ارض – بحر وبحر – بحر. وهو من فئة صاروخَي نور وقادر اللذين يبلغ مداهما 200 كيلومتر. وصاروخ النصر البصير الذي لم يتحدد مداه مزود برأس موجه بالأشعة تحت الحمراء».
وتابعت الوكالة ان «الطائرة الجديدة من دون طيار كرار – 4 قادرة على القيام بمهمات رصد ومراقبة الطائرات المعادية. والطائرة مهاجر – 4 مخصصة للقيام بمهمات تصوير ورسم الخرائط.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن إجراء جولة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، مشيراً الى امكانية التوصل الى اتفاق نووي شامل. واستعرض، عبر القناة الثانية للتلفزيون الإيراني، آخر مستجدات البرنامج النووي، قائلاً: «إن توفرت الإرادة اللازمة لدى الطرف الآخر، فهناك إمكانية للتوصل الى اتفاق شامل، ولكن اذا كان الهدف هو تلبية الرغبات السياسية لمجموعات الضغط في الدول الغربية، فلا إمكانية للتوصل الى اتفاق».
وعن حضور الرئيس الإيراني اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة قال ظريف إن الرئيس روحاني لم يتخذ الى حد الآن قراره بالمشاركة في اجتماع الجمعية العامة في نيويورك.
في السياق، يلتقي وزير الخارجية الإيراني نظيرته الأوروبية كاثرين أشتون في بروكسل في الأول من أيلول، من أجل استئناف البحث في آلية مواصلة المفاوضات حول برنامج طهران النووي، حسبما أفاد نائب وزير الخارجية عباس عراقجي.