تقع في طرابلس، على ضفة نهر أبو علي في جوار القلعة، بناها صمصمجي علي سنة 1028هـ/ 1619م، العصر العثماني، وتبلغ مساحتها 200 متر مربع على ثلاث طبقات. إنها التكية المولوية. نسبت إلى صوفيين لقبوا بالدراويش الذين اتخذوها مقراً لهم، وعرفت بهذا الإسم لأنها كانت تكية للدراويش المولوية من أتباع جلال الدين الرومي.
لعبت التكية دوراً اجتماعياً في استضافة عابري السبيل، فأوتهم وقدم لهم فيها المأكل والمشرب والمغسل وممارسة طقوس العبادة. وظلت تشكّل صرحاً دينياً وتعليمياً ومؤسسة خيرية حتى أوائل الستينات من القرن الماضي، وكان آخر مشايخها الشيخ أنور المولوي الذي توفي عام 1963م.
وامتدحها كل من زار طرابلس في القرون الأخيرة الماضية من الرحالة العرب والأجانب. ويعتبر ابن محاسن الدمشقي أول من زارها، وأرخ لبنائها، وزارها الشيخ عبد الغني النابلسي أواخر القرن السابع عشر، وشبّهها بالجنة. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر زارها البريطاني جون كارن ووضفها بالسحر. وفي صيف 1919 قصدها المستشرق الهولندي فدي يونغ ليفيد منها في بحوثه.
وتم ترميمها مرتين عبر تاريخها الطويل، الأولى على يد الملّا مصطفى كما كان منقوشاً في الكتابة التاريخية التي سرقت أثناء الحرب من داخل المبنى، والثانية في عهد والي طرابلس محمد خاوصي باشا عام 1184 هجرية كما تؤكد النقوش فوق مدخلها الرئيسي. وكان هذا الصرح التاريخي تعرّض للتشويه بعد فيضان نهر أبو علي عام 1955 وتنفيذ مشروع تقويم مجرى النهر، وطال الدمار قبته وقاعاته خلال حوادث الثمانينات في طرابلس، لا سيما بعد أن سكنه مهجّرون وتجار آثار.
أصابها الأهمال وكادت أن تندثر، لولا أن قامت الدولة التركية بمشروع إعادة ترميمها أخيراً.