دوفريج: الاعتدال هو المستهدف ولبنان بحاجة الى رئيس مرجعية

اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج أن “الشرق الاوسط الجديد الذي منعنا حصوله حصل لسوء الحظ، حاولوا وضع الديموقراطية في العراق وان يفرضوا على العراقيين الديموقراطية على الطريقة الاميركية”.

ولفت دو فريج في حديث تلفزيوني، الى أن “الاعتدال اليوم هو المستهدف، وأميركا شنت غارات من خوفها على كردستان لانها تريد المزيد من النفوذ، ومن اجل ان تبقى كردستان وان يكون المسيحيون في حماية الاكراد بعد ان تم ذبحهم من قبل الاكراد في الماضي. هم يقومون بقصف بعض المواقع من أجل ان يسيطر الاكراد عليها، ويريدون ان يبقى العراق لكن ضمن الفيدراليات وهذا المخطط يجب ان نقرر ان نسلم منه، واذا قررنا تنفيذه لا نكون لبنانيين والصيغة اللبنانية تطير عندها”.

وقال: “ما جرى في عرسال دليل على انه كان هناك شيء محضر للبنان في عرسال، وقبل ان تتشكل الحكومة استيقظ الناس على انسحاب المسلحين من يبرود وهي التي كانت ستكون ام المعارك، ورأينا انه تم فتح المجال لهم من اجل الدخول الى جرود عرسال، وهنا السؤال لماذا تم فتح الطريق لهم؟”.

وأكد أن “الطريقة الوحيدة لمواجهتهم تكون بالوحدة، وما نراه يذكرنا بالـ1976 وقت شعر المسيحيون انهم سيذهبون الى الخارج، في الـ40 سنة الماضية تراجع عدد المسيحيين في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين”.

وعما قاله وزير الخارجية جبران باسيل اليوم في مؤتمره الصحافي، اعتبر دو فريج ان “الوزير باسيل وتياره من الذين يساهمون بعدم وجود رئيس جمهورية طالما انهم لا يذهبون الى الجلسات التي يدعو اليها رئيس مجلس النواب”.

أضاف: “لبنان اليوم بحاجة الى رئيس مرجعية لكل الناس، هذا هو الرئيس القوي وهذا الطائف، وعليه ان يكون معتدلا كذلك الامر بالنسبة لرئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب”، لافتا الى أنه “بالنسبة للعونيين، الرئيس عليه ان يمثل بيئته وهذا غير صحيح، فمثلا الرئيس تمام سلام محبوب مسيحيا فلماذا علينا ان نسير بمبدأ المثالثة التي حاربناها؟”.

وتابع: “نحن لم نضع فيتو على احد فلتتفضلوا على الانتخابات ولنصوت للرئيس. لم اقتنع يوما بسياسة العماد عون، وخفت من سياسته فأنا اعتبر ان هذه السياسة لا تصلح للبنان فحرب التحرير حرب ساقطة عسكريا”.

ورأى أن “الانتخابات النيابية كي تكون قريبة للديموقراطية عليها ان تكون في يوم واحد”.

وإذ ذكر بأن “الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يجتمع بأخصامه اكثر مما كان يجتمع بحلفائه”، قال: “الحوار عليه ان يبقى مفتوحا مع اكبر خصم لنا”.

اضاف: “لست خائفا من تطيير الرئاسة ولكن لا يجب ان نمر بأزمة كي ننتخب رئيسا”، مشيرا الى أن “الرئيس شمعون كان على حق عندما قال ان ما يجري في العراق يجري في لبنان والواضح انهم ذاهبون في العراق الى تأليف حكومة وتسوية، ولكن عيب علينا ان ننتظر ماذا سيجري في العراق ونبقى معلقين بما سيجري في المنطقة”.

وتابع: “نشعر ان الناس لم تعد تتكل على الطبقة السياسية الموجودة في البلد ولم يعد هناك ثقة بالتركيبة السياسية الموجودة اليوم”.

وإذ لفت الى ان “الرئيس سعد الحريري عاد الى لبنان بسبب امرين: الأول الهبة السعودية الى الجيش اللبناني والأمر الآخر من اجل تثبيت الاعتدال في البلد”، رأى دو فريج أنه “لا وجود لصفقة من اجل انتخاب رئيس للجمهورية وهاجس الرئيس الحريري الأول هو الفراغ الرئاسي والكل لديهم هاجس عدم انتخاب رئيس ونحن في مجلس الوزراء نشعر بهذا الهاجس”.

وأكد ان “الرئيس الحريري سيعود الى لبنان وعودته باتت قريبة هذه المرة وهو سيعود الى منزله بعد ان ثبت عودته في المرة السابقة. بالاضافة الى اولئك الذين قتلوا والده والذين كانوا يهددونه زاد عليهم اليوم وجود داعش”.

وعن موضوع التمديد للمجلس النيابي، قال: “الكلام سهل حول اجراء الانتخابات في حين ان الوضع في البلد لا يسير على ما يرام في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية. نحن قمنا بواجبنا في موضوع التوقيع على دعوة الهيئات الناخبة وقلنا اننا سنذهب الى التمديد في اللحظة الأخيرة في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية. اليوم علينا انتخاب رئيس للجمهورية شئنا ام ابينا”.

وسأل: “حتى لو انتخبنا مجلس نواب جديدا فمن الذي سيقوم بالاستشارات النيابية في ظل غياب رئيس الجمهورية؟”، مشيرا الى أن “الحكومة الحالية تصبح مستقيلة ولا تستطيع القيام بأي عمل”.

أضاف: “هذه العملية اذا حصلت ستؤدي من الشغور الى الفراغ التام وهذا الفراغ سيصعب تعبئته. بين المر والأمر اختار المر اي التمديد. نحن اول من يريد الانتخابات لكننا نتحدث عن الواقع. اذا جاء مجلس نيابي جديد لن يكون هناك حكومة ولا رئيس جمهورية”.

وشدد على أنه “اذا مدد للمجلس هذا يؤدي الى ان تبقى المؤسسات الدستورية قائمة حتى لو كان الأمر غير ديموقراطي، لكن على الأقل يكون مجلس الوزراء والنواب موجودين”، مضيفا “المسيحيون اليوم متوافقون على اجراء الانتخابات النيابية ولكنهم ضمنا يعرفون انه من الصعب حصولها”.

واعتبر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان كان مدنيا اكثر بكثير مما هو عسكري في حين ان الرئيس اميل لحود كان عسكريا”.

أضاف: “حتى الآن لسوء الحظ لا جديد في موضوع رئاسة الجمهورية لأنها وضعت في الخارج وهذا الخارج غير مهتم بلبنان حاليا بل له اولويات ماذا يحصل في سوريا والعراق”.

ولفت الى أنه “راض عن عمل الحكومة واداء رئيسها”، مضيفا: “اولا فالرئيس تمام سلام يبرهن عن الاعتدال المطلوب وهو من خلال جدول الاعمال لا يضع اي شيء قد يؤدي الى الخلاف والطريقة التي يدير بها مجلس الوزراء يعطي لكل واحد حقه وانا ارى انه رجل المرحلة”، مؤكدا أن “هناك قرار بالتضامن الحكومي من قبل كل الافرقاء”.

وقال: “بعد باريس 3 انخفضت نسبة الدين العام الى 130 في المئة، ولكن في السنتين الاخيرتين ارتفع هذا المؤشر الى 140 في المئة وهذا مؤشر سيء جدا”.

أضاف: “عن سلسلة الرتب والرواتب، السلسة هي اعطاء الحق للناس ولكن ضمن الامكانيات”، موضحا أن “السلسة لم تبدأ كسلسة بل كاقتراح قانون يريد ان يأتي الى مجلس النواب لزيادة المعاشات في القطاع العام الذي كانت كلفته 180 مليار”.

وتابع: “ما قامت به هيئة التنسيق هو حق لها فالقانون كان صادرا ولكن المشكلة من اين يؤتى بالمال كي ندفع السلسلة؟ آمل ان نصل الى اتفاق نهائي يؤمن مصلحة الناس الذين يطالبون بالسلسة اي الاستقرار النقدي”، مشددا على أنه “علينا تأمين مدخول اضافي الى الخزينة كي ندفع منها الزيادة”.

وعن قول الوزير باسيل ان الارهاب يتغلغل الى لبنان عبر المخيمات الى مجتمعنا ومتخفيا بزي النازحين في بعض الاماكن، قال دو فريج: “ممكن هذا الامر صحيح وهو يقصد عرسال وغيرها، والحل لموضوع النازحين يكمن بانشاء مخيمات لهم وهي التي تؤدي الى حصرهم بيئيا”.

وسأل: “هل نحن باستطاعتنا ان نفرض على سوريا ان تنشئ لهم مخيمات داخل سوريا؟” لافتا الى أن “الوزير باسيل قالها بوضوح ان النظام السوري لا يرغب بعودة اللاجئين الى ديارهم وهو تحدث بهذا الامر في مجلس الوزراء وكان الرئيس سليمان لا يزال موجودا من اجل ان نطلب مساعدات من الخارج كما حصل في تركيا وفي الاردن علينا ان نظهر كدولة اننا سعينا الى بناء مخيمات ووضعناهم بمناطق معينة بوجود امن لهم وعندها تطلب المساعدات من الخارج”.

وعن الاسباب التي منعت من تحديد سقف للاعداد التي قدمت الى لبنان من النازحين؟ رأى أن “السبب انه في لبنان لا يمكن ان تضبط الحدود المفتوحة وعندما تحدثنا عن القرار ال1701 وصفونا يومها بالخونة”.

وذكر بأن “اول من تحدث عن مسالة النازحين من بعد ثلاثة اشهر من بدايتها في سوريا بالعام 2011 هو الرئيس فؤاد السنيورة في مجلس النواب وقال يومها كلاما واضحا الموضوع السوري بدأ ولا نعرف متى ينتهي وبدأ تدفق العائلات الى لبنان وعلينا معالجة هذا الامر من اليوم يا دولة الرئيس وانا اتحدث بكلام مسجل في محاضر المجلس”.

وختم دو فريج: “يومها قام بعض الناس وقالوا ما بدنا نرجع الى موضوع المخيمات لانها تذكرنا بامور اخرى وبمجرد ان ننشئ لهم مخيمات فعندها يمكن لنا كما ذكرت سابقا ان تطلب لهم مساعدات من الاتحاد الاوروبي”.

السابق
علاوي: عندما اسقط نظام صدام اسقطت الدولة العراقية ايضا
التالي
ضحالة الأهلية الثقافية لرجال دين