استفتاء حول الديانة الايزيدية وما يحدث لاتباعها في العراق

توجه بعض العراقيين بسؤال الى المرجع السيد حسين اسماعيل الصدر حول الايزيديين هذا نصه:

السؤال:
لقد أثارت قضية اخواننا الايزيديين مؤخراً موضوع كيفية التعامل معهم في الفقه الاسلامي من حيث انهم ليسوا اهل الكتاب وهم غير مشمولون بالاحكام الخاصة لاهل الكتاب. فهل هذا يعني أن ليس لهم حرمة وان اموالهم واعراضهم غير مصانة وان ما يجري لهم من مأساة واضطهاد كبير من قبل الارهابيين يجد تبريره في الفتاوى الفقهية؟
فنرجو من سماحتكم تبيين الامور التالية:
1- حرمة دمهم واموالهم واعراضهم حسب الفقه الاسلامي؟
2- حكم التعامل والتعاشر معهم؟
3- هل انهم طاهرون ام لا؟
4- هل هناك امور خاصة بهم تميزهم عن غيرهم؟ واليس ذلك تمييزا وعنصرية تخالف المبادئ انسانية؟
الجواب:
ما يحدث لإخواننا في الانسانية والوطن في الايام الأخيرة من قبل الارهابيين قد احرق قلوبنا جميعاً وهو ظلم وجريمة غير انسانية وغير موافقة مع كل الشرائع الانسانية والسماوية. ولا يوجد أي تبرير ديني وشرعي وقانوني لذلك.
إن مصطلح اهل الكتاب لا يعني أن غيرهم غير مشمولين بالحقوق الانسانية العامة المبتنية على أساس المساواة في المواطنة. فلهم ما لغيرهم من المسلمين والمسيحيين والمندائيين وكل مكونات العراق العزيز.
فدمهم محترم والتعدي عليهم حرام بلا ادنى فرق بينهم وغيرهم من مكونات العراق. وأن أموالهم وأعراضهم محترمة والتعرض لهم لا يجوز اطلاقاً.
وأما التعامل معهم والمعاشرة الحسنة واجبة بحكم الاشتراك في الانسانية التي هي القاعدة العامة التي تجمعنا جميعا وقد بُني عليها الاسلام ايضاً حيث خاطب الله بني آدم جمعاء ونهى عن التعدي على غير المعتدي اطلاقاً.
وأن حمايتهم وايواءهم ومساعدتهم واجب انساني وديني واخلاقي على الجميع. ونحن أبوابنا مفتوحة لهم في مدينة الكاظمية المقدسة واطلب من جميع العراقيين أن يقوموا كل ما بوسعهم لمساعدتهم وغيرهم ممن يتعرض للتعدي من قبل الارهابيين وخاصة الاقليات التي ليس لها ظهر ولا نصير.
وأما بخصوص الطهارة فقد ذكرنا سابقاً أن الطهارة الذاتية ثابتة للانسان بشكل عام ومطلق دون تمييز بين الكتابي وغيره. وقد سبق أن وضحنا في فتاوي سابقة أن ما جاء في القرآن الكريم من تعبير “النَجَس” بفتح الجيم لا يعني النجاسة المادية اطلاقاً.
وبخصوص معتقداتهم فقد ثبت في دراسات عديدة عنهم بأنهم موحدون ولا يعبدون سوى الله، واما احترامهم لموجودات غيبية اخرى لا يعني عبادتهم لها وانها من خصوصياتهم الدينية والثقافية التي يجب احترامها رغم الاختلاف الموجود بيننا وهذا ما يرشدنا القرآن اليه بقوله الكريم بأن “لكم دينكم ولي دين” ما يعني بأن لا يحق لأحد أن يفرض قناعاته الدينية على الآخرين.

السابق
هل لبنان أمام «خطر وجودي»؟
التالي
لبنان في المرتبة ما قبل الاخيرة بسرعة الانترنت!