من هو أبو محمد الرفاعي؟

شهد مسجد السلام في طرابلس، بين صلاتي العصر والمغرب، عزاء لقائد لواء “وأعدّوا” في” الجيش السوري الحر” أبو محمد الرفاعي الذي قتل جراء سقوط برميل متفجر في جرود القلمون. خبر استدعى تساؤلات عديدة أولها: لماذا الرفاعي؟

تقبل “اللقاء الوطني والاسلامي” وآل الرفاعي التعازي، وحضرت جهات عديدة العزاء، غالبيتها اسلامية وعلى رأسها “هيئة العلماء المسلمين” وجمعية “البشائر” التي تم التداول باسمها بعد مقتل الرفاعي، وقيل انه رئيسها، لكن ما الصحيح ومن هو ابو محمد؟

بحسب ما توفر لـ”النهار” من معلومات حصلت عليها من مصادر سورية معارضة واسلامية لبنانية تنشط في طرابلس، فإن أبو محمد سوري معارض من حمص، يحمل فكر “الاخوان المسلمين”، نزح إلى لبنان في الثمانينات، تزامناً مع الأحداث السورية “مجزرة حماة”. استقر فترة في طرابلس كناشط في المجتمع المدني، ثم عاد وهاجر مع توسع رقعة الوصاية السورية. عاد إلى المدينة الشمالية مع بداية الأزمة السورية واستقر فترة في لبنان.
اهتم الرفاعي بدعم الجمعيات الخيرية بالمال، خصوصاً الدينية منها، ومع انطلاق الثورة وبدء حركة اللجوء، كرس كل وقته من اجل احتضان اللاجئين السوريين وتأمين الغذاء والدواء والمأوى. ثم عاد إلى سوريا مع بدء المعارك في المناطق الحدودية، خصوصاً القصير. وتمركز في القلمون وأسس لواء “وأعدّوا” منذ نحو سنتين، معلناً انضمامه إلى صفوف “الجيش الحر” ومنذ خمسة اشهر قتل ابنه محمد خلال المعارك مع النظام في رنكوس.
تقاطعت المعلومات حول تردده على لبنان، فمصادر أكدت أنه منذ خروجه إلى سوريا لم يعد، فيما اخرى لفتت إلى أن ابو محمد كان يتردد إلى طرابلس كل فترة لرؤية عائلته، نافية أن يكون له أي نشاط عسكري في لبنان.

شعبية الرفاعي في طرابلس واسعة وله علاقات عديدة، نظراً إلى عدم التزامه بفكر “جبهة النصرة” أو “داعش”، رغم التزامه الديني، وتقول المصادر الاسلامية: “كان يمكنه البقاء واستغلال الثورة ومساعداتها لكنه فضّل الذهاب والمشاركة في القتال”.
المصادر السورية تؤكد أن الرفاعي “زار القصير اكثر من مرة”، مشددة على أن “لا لبنانيين في لوائه بل سوريين، وتقتصر علاقاته مع اللبنانيين على شؤون انسانية”. وبحسبها كان الرفاعي من المعارضين لدخول المسلحين إلى عرسال، واثبت ذلك في بيان لـ”الجيش الحر” حيث كان اول الموقعين عليه.
ابو محمد ليس رئيس جمعية البشائر اللبنانية كما جاء في بعض وسائل الاعلام، وليس حتى عضواَ فيها، بل احد المتبرعين لها، ويوّضح رئيس الجمعية الشيخ أحمد مصطفى لـ”النهار” أن “الجمعية تُعنى في أمور تربوية واجتماعية وخيرية وانسانية ورياضية. تأسست عام 2008 ولديها حملات عديدة لمساعدة المحتاجين”، لافتاً إلى أن الجمعية لا تنتمي إلى اي جهة حزبية لكنها قريبة من “تيار المستقبل”. ويقول: “اشتهر اسم الجمعية مع بداية اللجوء إلى لبنان وتحديداً تلكلخ، حيث زرنا وادي خالد وبدأنا بتوزيع المساعدات بعدما تأخرت الجمعيات المحلية والدولية في ذلك، وحصلنا على دعم من جهات دولية ومحلية على شكل واسع”.

ابو محمد معروف في طرابلس منذ الثمانينات، وبحسب مصطفى “له علاقة كبيرة مع سياسيين وامنيين وعلماء، ولم نكن نتدخل في خصوصياته وكان يطل علينا كما يطل على باقي الجمعيات كي يتبرع لدوراتنا بالمال، ومع بدء حركة النزوح، اهتم الرفاعي بالأمر وأمن لنا مساعدات غذائية وادوية لنقدمها”، مشدداً على أن “لا علاقة عضوية للرفاعي بالجمعية بل كان فاعل خير ومتبرعاً لها، وبسبب توطد العلاقة ظنّ الناس أن الجمعية سورية”.

السابق
56 وفاة جديدة بـ’ايبولا’ خلال يومين
التالي
السيستاني: لاختيار رئيس وزراء جديد يحظى بقبول واسع