العبادي أيضاً من حزب «الدعوة»

كتب حسان حيدر في “الحياة”: قد يعتقد البعض أن شهر العسل الأميركي– الإيراني انتهى لمجرد أن طهران تخلت عن نوري المالكي، أو وافقت قبل ذلك على تشكيل حكومة في لبنان لا تمون عليها كثيراً، أو وجهت انتقادات خجولة لطريقة إدارة بشار الأسد الحرب. لكن من المبكر بالتأكيد التوصل إلى هذا الاستنتاج، لأن العلاقة بين الدولتين أعقد بكثير ومصالحهما تتلاقى أكثر مما تتباعد، حتى لو اضطر الإيرانيون إلى بعض التراجع هنا وهناك خدمة لهدف أبعد مدى.. الفوضى الطائفية التي عصفت ببلاد ما بين النهرين وغذتها طهران أفضت إلى اتفاق أميركي – إيراني على تسليم الحكم إلى حلفاء إيران المقربين كشرط مسبق لوقف العنف. ثم لم يلبث أن تكشف وجه المالكي الحقيقي وبرنامجه الإقصائي، ورويداً رويداً انتقل الحكم المشترك إلى حكم شيعي صرف يلتزم التوجيهات الإيرانية محلياً وفي الإقليم.

وعندما اصطدم المالكي برفض داخلي تحول نقمة شعبية سادت المناطق السنّية واجتذبت قسماً من الشيعة، وواجه صداً إقليمياً قارب العزلة، عاود الإيرانيون تعميم الفوضى كي لا يضطروا إلى تقديم تنازل كبير، فدخل “داعش” الأراضي العراقية بعدما “تبخر” الجيش النظامي فجأة، لكن التنظيم المشبوه توقف بعيداً من بغداد، واستدار لحصار الأكراد، أعداء المالكي، بعد اجتياح الإقليم السني، وصار خطر المتطرفين المستجد أكبر من خطر المالكي الذي كان لا بد من استبداله لإثبات “المرونة” الإيرانية، لكن مع إبقاء حزبه على رأس السلطة، ودوماً بمباركة أميركية.

وبدلاً من أن يكون تعديل النظام المهمة المقبلة في العراق، صار تكليف السنّة طرد “داعش” من مناطقهم هو المهمة التي قد تنتهي بإنهاكهما معاً. أما إشراكهم في توليفة جديدة بقيادة “حزب الدعوة” إياه، فقد يكون مجرد ترتيب موقت.

السابق
انطون سعد: الفراغ قد يساعد على فرض مؤتمر تأسيسي
التالي
البغدادي هرب إلى سوريا خوفا من الضربات الأميركية