
أثار تصريح نائب رئيس الوزراء التركي “بولنت آرينتش” عن منع الضحك في الأماكن العامة ردّ فعل معاكس في الشارع التركي، ودفع النساء إلى القيام بـ”ثورة ضاحكة” للتأكيد على حقهن بالفرح وحبهن للحياة.
وفي ثورتهن الإلكترونية، قامت النسوة التركيات بنشر صور “السلفي” الخاصة بهنّ، متحديات تصريحات آرينتش الّذي أعرب عن أسفه “لما يواجهه المجتمع التركي من تفسخ أخلاقي”، داعيا الرجال والنساء بالبلاد لأن يلتزموا بالعفة والإخلاص للأزواج والزوجات وأن تتجنب النساء الضحك في الأماكن العامة.
بدأت ردود الفعل ضد تصريحات رئيس الوزراء منذ مطلع الأسبوع، أي بعد الإدلاء به بساعات، ولم تضيّع آلاف النسوة الوقت ليسخرن من تصريحات آرينيتش وينشرن صورهن ضاحكات. وأرفقن الصور بـ”هاشتاغ” (#kahkaha و#direnkahkaha) أي قهقهة وضحك ومقاومة.
هذا وقال “آرينتش” خلال احتفال نظمه حزبه “العدالة والتنمية” بمناسبة عيد الفطر المبارك :”إن العفة مسألة ذات أهمية قصوى فالعفة هي رصيد المرأة وعلى الرجل أن يتعفف أيضا فلا يجب أن يكون زير نساء بل عليه أن يخلص لزوجته ، كما يجب على المرأة ألا تجتمع مع رجل يجوز لها (غير محرم) وأن تتجنب الضحك أمام الناس ولا تظهر مفاتنها”، حسبما نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط .
وأضاف آرينتش أن بعض برامج التلفزيون تتسبب في ما أسماه بـ”الإدمان الجنسي” بين المراهقين, كما أن الدخول على بعض المواقع المضرة على شبكة الإنترنت وراء “الانحلال الأخلاقي” في المجتمع الذي انتشر فيه العنف ضد المرأة, بحسب قوله.
وقدّرت أرقام النساء اللواتي شاركن في مظاهرة الفرح بأكثر من 300,000 بين تعليقات وصور. لكن السيد آرينتش، بحسب الصحف المحلية، برّر تصريحاته بأنّها جزء من “خطاب سلمي”. وقال إنّ منتقديه اختاروا جزءاً واحداً فقط من خطابه الذي استمر على مدى ساعة ونصف. ووصف الحملة ضده بالمثيرة للاشمئزاز، وقال: “من استمع إلى خطابي كاملاً، لفهم ماذا أعني. لو قلت فقط، لا ينبغي للنساء الضحك، لما كان كلامي عقلانياً، لكني أدرجت الأمر في إطار اللياقات العامة”.
وقد شاركت ناشطات من حركة “فيمين” النسائية العالمية بالمظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت إحداهن صورة عارية الصدر وكتبت على جسدها: “النساء الحقيقيات لا يبتسمن”.
وكتبت نائبة حزب الشعب الجمهوري المعارض على “تويتر” أن تصريحات أرينتش “تصور الضحك على أنه فعل شائن، وهو ما قد يعرض النساء التركيات لموجة من العنف”.
ويتهم معارضون حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها تحكم بشكل سلطوي متزايد، وتتدخل في الحياة الخاصة للناس، وهي قضية مهمة محل خلاف بين العلمانيين وأنصار أردوغان المحافظين.
من جهتها، قالت إحدى المنظمات للحملة التويترية إنها سترفع دعوى جنائية ضد نائب رئيس الوزراء. بدوره، سارع مرشح المعارضة الرئاسي أكمل الدين إحسان أوغلو إلى انتقاد نائب رئيس الوزراء الذي هاجم أيضا المسلسلات التلفزيونية التركية، قائلا إنها تشجع على الانحطاط. واعتبر إحسان اوغلو في تغريدة على “تويتر” أن “بلادنا تحتاج ضحكات النساء، وان نسمع ضحكات الكل الفرحة أكثر من أي وقت مضى”.