قاسم اسطنبولي يدعم فلسطين من صور

يلتفت الحاضرون في سينما حمرا في صور ــ «مسرح اسطنبولي» الى صوت يخرج من عتمة، ينادي على بضاعته المحمولة بكيس من القماش: «معنا زبيب وجوز ولوز من يافا ومن حيفا». أراد الممثل قاسم اسطنبولي ان يستهل عرضه المسرحي الذي حمل عنوان: «قوم يابا» لمناسبة يوم القدس العالمي والمقتبس عن رواية «ذاكرة» للكاتب الفلسطيني سلمان الناطور ان يتسلل الى مسامع الحاضرين ويربطهم بالعرض المسرحي الذي استمر اربعين دقيقة على مسرح يفتقر الى التقنيات المطلوبة خصوصاً لناحية الاضاءة.

جهد اسطنبولي خلال العرض الذي واكبه فيه ابنه (الشهيد محمد، «دمية») في خلق مساحة تفاعلية ما بين النص والحضور، فنجح الى حد كبير في التحكم بأداء شخصية العجوز الفلسطيني الذي ما انفك يكيل الوصايا لابنه محمد كي لا ينسى فلسطين حتى ساعة استشهاده بين يديه برصاص الاحتلال الاسرائيلي، حيث اراد ان يحتفظ بجسده وهو ميت، رافضا ان يضمه تراب فلسطين الا وهي محررة.

تتحدث «قوم يا بابا»، وهي عمل مونودرامي، عن حقبات الانتداب الانكليزي لفلسطين والنكبة عام 1948، ومسلسل العدوان والاجتياحات الاسرائيلية التي لاحقت الفلسطينيين، لا سيما في لبنان، اقتبسها اسطنبولي عن رواية الناطور مع اضافات تتكيف وطبيعة الأداء والعرض وإيصال الفكرة بأسلوب بعيد عن الجمود والرتابة، مغلبا مساحات الحزن على ما عداها، على الرغم من ومضات فرح وابتهاج يدخلها في إطار نجاحات المقاومة.

ولم يغب عن العرض إظهار الوجه السياسي للصراع والعدوان الذي تديره اميركا وتخرجه اسرائيل بتواطؤ عربي، في حين لم يغفل في ختام العرض هوية فلسطين الديموغرافية حيث ادى الصلاة على جثمان ولده على الطريقتين الاسلامية والمسيحية.

السابق
النيران تلتهم كروم الزيتون في طيرفلسيه
التالي
حزب الله مستمرّ في ’تجفيف’ منابع الإرهاب