
أعلنت السلطات البلغارية ان منفذ هجوم بورغاس، في بلغاريا العام 2012، يُدعى محمد حسن الحسيني وهو يحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية.
وأفادت وكالة الأمن البلغاري ومكتب المدعين في بيان مشترك، الى أنه “تم التعرف على هوية منفذ الهجوم الانتحاري في مطار بورغاس بعد اختبارات الحمض النووي”.
مصادر مقربة من عائلة الفقيد الشاب “الانتحاري” المفترض كما وصفته السلطات البلغارية، أكدت لموقع “جنوبية” هول الفاجعة التي ألمت بأسرته، فهو وحيدها وأخ لثلاث شقيقات، واسمه محمد حسن محمد الحسيني، أي ان الاسم الاول مركب من اسمي علم ووالده اسمه محمد.
هاجر الوالد محمد الحسيني ابن البقاع الى فرنسا منتصف الثمانينات من القرن الفائت وتزوّج إحدى الفرنسيات المحجبات المهتديات الى الاسلام حديثا، وآثرت “فاضلة”، وهو الاسم العربي الذي اختارته زوجته لنفسها بدل اسمها الفرنسي، ان تعود مع محمد الى وطنه لبنان لتعمل مدرسة لغة فرنسية في مدرسة “الكوثر” التابعة لجمعية المبرات التي كان يشرف عليها المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله. بينما عمل زوجها محمد موظفا في شركة “حلباوي” للبهارات المملوكة من صهره زوج احدى شقيقاته، وأنجبت العائلة الفرنسية – اللبنانيّة ثلاث فتيات إضافة لـ”محمد حسن” الذي ولد عام 1989. فشبّ وترعرع في الضاحية الجنوبية بمنطقة بئر العبد معقل حزب الله، حيث يقطن وعائلته، حاملا جنسية أمه الفرنسية الى جانب جنسيته اللبنانية.
ويتابع مصدرنا المقرب من العائلة: منذ عامين وبعد تنفيذ عملية بورغاس ببلغاريا في 18 تموز 2012 واستهدفت حافلة مدنية تنقل اسرائيليين، أبلغ الوالد محمد السلطات الأمنية اللبنانية والفرنسية عن فقدان الاتصال بولده محمد حسن بعد سفره الى فرنسا لغاية زيارة الاقارب. وقبل حوالي الشهرين من العام الحالي استدعي الاب الى السفارة الفرنسية في بيروت وأبلغه أحد الضباط الفرنسيين الملحقين بالسفارة ان نجله “محمد حسن” هو من نفذ العملية الانتحارية في بلغاريا بناء على معلومات مؤكدة وبعد تحقيقات تولتها شرطة بلاده مع الشرطة البلغارية، وان فحوصات الحمض النووي الـ”DNA” المأخوذه من آثار قليلة من جثته مقارنة مع العينات المأخوذة من أقاربه الفرنسيين، لم تترك مجالا للشك وتؤكد انه كان هو المنفّذ والأقرب للعبوة الناسفة التي انفجرت في الحافلة. خصوصا أن إفادة الوالد لم تقل ان نجله كان في صدد التوجّه الى بلغاريا وهو الذي كان على اتصال يومي بنجله قبل فقدان الاتصال به يوم تفجير الحافله. وبالتالي فإن وجوده في بورغاس لم يكن بعلم أحد من عائلته بل وكان مستغربا كون “محمد حسن” لا يعرف أحدا في هذا البلد ولا عمل فيه، وهذا يؤكد أيضا الصفة الأمنية السرية لزيارته بورغاس البلغارية.
ويضيف مصدرنا الذي واكب ما حدث قائلا: لم يكن أمام العائلة المفجوعة سوى ان تعلن وفاة وحيدها “محمد حسن” وتتقبل التعازي في منزلها في الضاحية الجنوبية وقد علقت صورة لـ”محمد حسن” عند مدخل المنزل، وتحتها عبارة “شهيد الاغتراب”، وكانت سحنة “الشهيد” الأوروبيه الفاتحة في الصورة وملامحه الناعمة الوسيمة تشي بأصول غربية له بشكل صريح.
وقد أكد محمد الوالد لمن قام بواجب التعزية ان نجله بريء من تهمة الارهاب ولا يمكن ان يؤذي أحدا لأنه طيب ومؤمن ويحب الناس وغير متفرغ بعملي امني مع حزب الله أو غيره، وانه ربما غرر به أحدهم في فرنسا واستدرجه الى بلغاريا ليمسك حقيبة متفجرة في الحافلة التي فجرت. طبعا كان الكل يومىء بالإيجاب اما مصدقا او محترما لمشاعر الاب الطيب الذي نكب بوحيده.
ويختم مصدرنا: اللافت ان أحدا من مسؤولي حزب الله لم يتواجد في العزاء كما لم ترفع اية اشارة او علم يفيد ان من قضى كان يمت لهم بصلة، خصوصا أنه لم يعرف عن “محمد حسن” انتسابه الرسمي الى حزب الله ولو انه كان معروفا كمناصر وصديق لعدد من عناصرهم.
وكانت بلغاريا قد نسبت هذا “العمل الارهابي” الى حزب الله، واوقع انفجار الحافلة ستة قتلى هم خمسة سياح اسرائيليين وسائق الحافلة البلغاري، فضلا عن مقتل الانتحاري. كما ادى الهجوم الى سقوط 35 جريحا.
وكشفت وزارة الداخلية البلغارية في تموز 2013 هوية شخصين مشتبه بهما وهما الاسترالي من اصل لبناني ميلاد فرح (32 عاما) المعروف ايضا باسم حسين حسين، والكندي من اصل لبناني حسن الحاج حسن (25 عاما).
وبحسب الصحافة البلغارية فإن هذين المشتبه فيهما موجودان حاليا في لبنان. واكتفى المدعي العام البلغاري بالقول الخميس ان “قرار تسليمهما (الى بلغاريا) يعود الى دولة اخرى”.