كيف صالح جنبلاط جميل السيد ولماذا عباس ابراهيم بينهما؟

بعد مشوار من “العداوة” استمر نحو تسع سنوات، صار الكلام المباشر بين وليد جنبلاط وجميل السيّد أمرا مستحبّاً ومقبولاً.
التقى الرجلان وجها لوجه.. وكي يزيد جنبلاط من “حلاوة” المصالحة، وجد بعض الوقت في غمرة انشغاله بلقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر لإجراء اتصال بالسيد ليتباحث معه في التطوّرات الأخيرة.
تروي جريدة “السفير” تفاصيل قصّة عودة الروح الى العلاقة بين الرجلين. قبل أشهر عدّة، يستقبل اللواء السيد في منزله في الجناح صديقه (الاشتراكي السابق) سامي غضبان الذي أبلغه أن جنبلاط سأل عنه واستفسر عن أحواله، ناقلا عنه قوله بالحرف الواحد “وينو جميل أنا بحبو… وما عندي شي ضدو”.
كان سبق لزعيم المختارة أن “غَضب” على غضبان، مسؤول بيروت السابق في “الاشتراكي” والذي غالبا ما كان يتردّد الى مديرية الأمن العام إبّان حقبة السيد، وأنزل عليه الحرم السياسي بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ووضعه على لوائح الممنوعين من الاقتراب من المختارة لمجرّد أنه “صديق اللواء”. لكن كان على جنبلاط نفسه، بعد تسع سنوات، أن يعيد ترميم الجسور مع المغضوب عليه ويعتمده موفدا لكسر جليد المسافات مع جميل السيد.
بعد ذلك أرسل جنبلاط، عبر غضبان، كتاب «Le Chemin de Damas» (طريق دمشق) الى السيد، بجزءيه الاثنين، مع العلم بأنه سبق للمدير العام للأمن العام السابق اللواء الراحل وفيق جزيني، أن منع توزيع كتاب “لائحة الحريريط «La Liste Hariri» للكاتب نفسه بسبب تضمّنه بعض المقاطع التي كانت تشير بشكل غير مباشر الى تورّط عناصر من “حزب الله” في الاغتيال.
بعد الكتاب، اتصال هاتفي، قبل أن يدرج جنبلاط خصمه السابق على لائحة متلقّي رسائله الالكترونية التي تضم سياسيين وأصدقاء وإعلاميين وتتضمّن إما تعليقات منه على أحداث معينة، أو تقارير غربية وأجنبية استحصل عليها، أو تحليلات وكتابات لكبار الكتّاب والإعلاميين الاجانب…
من الرسائل الالكترونية.. الى اجتماع الرجلين للمرّة الأولى بعد انقطاع امتدّ لأكثر من تسع سنوات تخلّلته جولات من الاتهامات المتبادلة والبيانات العنيفة. ناقشا قضايا كثيرة.. بهدوء. طال الحديث وتشعّب. الماضي والحاضر، وطغت الأزمة السورية وسلاح “حزب الله” والتغييرات في المنطقة على نقاشات الرجلين، بينما لم يغب طيف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عن اللقاء.
خرج الرجلان بانطباع مفاده أن مرحلة العداء قد ولّت، أما الخلاف في النظرة الى ملفات حسّاسة، فأساسي وجوهري ومستمر.

السابق
صورة اثارت صيدا.. انها عائلة متسولة
التالي
التايمز: فرق الموت في بغداد تقتل على الهوية