هل العملية الإرهابية الأخيرة بداية مسلسَل؟

“اليوم الأمني بامتياز الذي شهدَه لبنان يوم الجمعة الفائت استدعى تساؤلات من طبيعة متناقضة: هل دخلَ لبنان في مرحلة أمنية جديدة شبيهة بالتي اختبرها قبل تأليف الحكومة؟ وهل التسريبات العشوائية التي أساءت إلى الحكومة وصورة لبنان ناتجة عن ارتباك فعليّ أم عن وجود مخطّط بأهداف سياسية؟..

 

الأيام المقبلة كفيلة بتظهير كامل الصورة لجهة ما إذا كان لبنان دخلَ في مرحلة أمنية جديدة وأنّ العملية الإرهابية الأخيرة هي بداية مسلسَل ستشهد الساحة اللبنانية المزيدَ من حلقاته الدموية ربطاً بالحدث العراقي الذي حرَّك الخلايا النائمة ونشّطها، أم أنّ المقصود إدخال البلاد في توتيرات أمنية مبرمَجة ومضبوطة ومقصودة ومحدودة، بغية الخروج من الجمود السياسي، خصوصاً أنّ عامل الوقت، بالنسبة إلى “حزب الله”، بدأ يعمل لمصلحة 14 آذار، وبالتالي يريد أن يضمن وصول رئيس يكون مشاركاً في إيصاله. وفي موازاة ذلك،

 

ثمَّة وجهة نظر تجمع ما بين الاحتمالين، بمعنى التأسيس على واقعة فعلية تتّصل بوجود انتحاري بغية توظيفها عبر تضخيمها لمآرب سياسية، لأنّ الأسباب التي أدّت إلى وقف التفجيرات لا يبدو أنّها انتفت وتبدّدت، ومن أبرزها الآتي: أوّلاً، الاتفاق الدولي-الإقليمي على تحييد لبنان ما زال مستمرّاً.. ثانياً، إتّفاق الخارج والداخل على قيام حكومة تجمع السُنّي والشيعي حول طاولة واحدة.. ثالثاً، القرار بالتفجير في لبنان هو قرار إقليمي بالدرجة الأولى.. رابعاً، أيّ تفجير في لبنان اليوم، سيكون موجّهاً ضدّ تيار “المستقبل”، الذي يمسك برئاسة الحكومة والوزارات الأمنية..

السابق
الحريري وجنبلاط اتفقا على محاولة لانتخاب رئيس
التالي
هل يفتح الحلّ العراقي أبواب بعبدا؟