ابلغ مصدر امني في الجنوب ان التطورات الامنية في العراق وسوريا والمنطقة، فرضت على القوى الامنية اللبنانية وضع خطة امنية وتعميمها على الجنوب، دخلت حيز التنفيذ خلال الساعات الماضية، هي خطة استباقية ووقائية وتدابيرها سرّية تضع انصار الشيخ الفار احمد الاسير في دائرة الرصد والمراقبة بعد التحركات التي قاموا بها مؤخرا ومنها قطع طرقات في مدينة صيدا، كما انها تشمل مراقبة الخلايا النائمة في المخيمات العشوائية للنازحين السوريين في الجنوب من صيدا الى شبعا.
وأشار المصدر الى ان من ضمن بنود الخطة مراقبة تحركات تلك الخلايا التي تضم مؤيدين وداعمين لـ”كتائب عبدالله عزام” في مخيم عين الحلوة، خشية اقدامهم على اي عمل يخل بالامن في الجنوب، لافتا الى ان القوى الامنية اللبنانية تنسّق مع الفصائل الفلسطينية في المخيم لنزع فتيل اي توتير وعدم السماح لتلك الجماعات بالقيام بأي عمل تخريبي حفاظا على أمن المخيم وجواره.
واعلن المصدر ان الخطة ستتواصل طيلة شهر رمضان وستواكبها دوريات للجيش وقوى الامن الداخلي في محيط المساجد التي يؤمها المصلون ليلاً، حفاظا على الامن والسلامة العامة في الجنوب ومدنه. وشدد على ان هذه الخطة وليدة قرارات ذات طابع سري لمجلس الامن الفرعي في الجنوب، الذي سبق ومنع الاعتصامات وقطع الطرقات وحمل السلاح ورفع اللافتات التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية.
وفي اطار التدابير المشددة التي يتخذها عند مداخل المخيمات الفلسطينية وفي محيطها، ابلغت مصادر امنية “المركزية” ان الجيش اللبناني استحدث نقطة عسكرية جديدة له عند الطرف الجنوبي الغربي لمخيم عين الحلوة. وترافق ذلك مع تعزيز نقاط انتشار الجيش عند مداخل المخيم وفي محيطه، وعلى أسطح بعض الأبنية المطلة.
ولفتت المصادر الى ان الاجتماع اللبناني – الفلسطيني الذي عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا خلال الساعات الاخيرة، انما جاء لتحصين الوضع في مخيم عين الحلوة ونزع كل اسباب التوتر بعد معلومات توافرت للجيش عن وجود مجموعات لـ”كتائب عبدالله عزام” في المخيم تنوي القيام بأعمال امنية. وقالت انه تم اتخاذ سلسلة اجراءات ميدانية في المخيم ومحيطه تولاها الجيش للحفاظ على الاستقرار ومنع الجماعات التكفيرية من القيام بأي عمل تخريبي.
واشارت المصادر الى ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مهّد للاجتماع، وحضره مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور، ووفد من القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة ضم امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب ومسؤول عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو طارق السعدي والناطق الرسمي الشيخ ابو شريف عقل، كما شارك فيه امام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود وجرى البحث في الاوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة وتشكيل القوة الامنية المشتركة وضرورة نشرها قريبا لمنع الجماعات التي لا تحمل اجندة فلسطينية من استفزاز الامن اللبناني وتوريط المخيم في اي عمل مدسوس خدمة لمآرب جماعات خارج الحدود اللبنانية.