لبنان العاشر عالميا في الاكتئاب… بسبب السياسيين

في ظاهرة جديدة من نوعها أُعلن مؤخرا عن عدد من الدراسات التي تتناول الاوضاع النفسية للبنانيين. إذ لم يحدث سابقا أن اهتمّت جمعيات نفسية وعلمية ومدنية بالجانب النفسي وبآثار الحروب والاعتدءات الاسرائيلية على المواطنين اللبنانيين، أو بتداعيات حالات التهجير المستمر، والفقر، أو تدنّي مستوى المعيشة، والغلاء والفلتان الامني على صحّة اللبنانيين النفسية. وقد كشفت الدراسة الجديدة أنّ لبنان يحتلّ المركز العاشر عالميا في كثرة حالات الاكتئاب. ويشتري اللبنانيون 13 مليونا و600 ألف علبة خلال عام واحد، بحسب دراسة أعدّتها جمعية (Gallup).

يعدّ لبنان بين أكثر بلدان العالم استهلاكًا لمهدئات الأعصاب، اذ يعاني نصف سكّانه تقريبا من حالات اكتئاب عصبيّ. لذا نرى اللبنانيين مقبلين على شراء الأدوية المهدّئة التي وصل عددها إلى 13 مليونا و600 ألف علبة خلال عام واحد، بحسب دراسة أعدّتها جمعية (Gallup)، وهي شركة أميركية تقدّم مجموعة من البحوث في الخدمات المتعلقة بإدارة الأعمال، وتظهر الدراسة أنّ 47 % من اللبنانيين يعانون حالات اكتئاب عصبي.

 

مهدئات الأعصاب

لا يقتصر انتشار ادوية المهدئ على كبار السن، بل تنتشر أكثر من المعدّل اللطبيعي بين الشباب والنساء. ما يعني أنّ حالات التوتر تسيطر على جميع فئات الشعب اللبناني. ورغم أنّ أسعار الادوية المهدئة باهظة، فإنّ الاقبال على شرائها ما زال مرتفعا، وإن بالمفرّق. فنشهد شراءها بالـsechet  أي بالمفرق، أنّه رغم صدور قرار من وزارة الصحة يمنع شراء هذه الاصناف دون وصفة طبيب، فإنّ بيعها مستمرّ بلا رقابة فعلية.

 

وبحسب دراسة جمعية (Gallup) تناولت البلدان الأكثر حزناً وكآبة في العالم، احتل لبنان المرتبة العاشرة:

 

1. العراق

gallup

2. ايران

3. مصر

4. اليونان

5. سوريا

6. سيراليون

7. قبرص

8. شمال قبرص

9. كمبوديا

10. لبنان.

 

الدكتور في علم النفس الإجتماعي الدكتور زهير حطب قال في حديث لـ”جنوبية” إنّ “نتائج هذه الدراسة غير مستغربة خصوصا ان لبنان يعيش مراحل التوتر منذ العام 1973 اي منذ 40 عاما والى اليوم يعيش ما يشبه الحرب. وانا ارى ان من كان شابا في العام 1973 بات اليوم بعمر الخمسينيات ولا زال يعيش التوترات، فـ70% من الشعب اللبناني مصاب بعوارض الاكتئاب. وهؤلاء عاشوا كلّ تفاصيل عدم الاستقرار، وبالتالي عانوا ما يعانيه كلّ من عرف الحرب. وفي كل دول العالم عاش المواطنون حربا لعام او لعامين، اما في لبنان فالمواطن يتعرض للاهانة والضغط والاكتئاب باستمرار.”

 

وتابع الدكتور حطب: “هذه الضغوطات لم تأت من جهة واحدة، ولم تكن ظرفية. بل انها لم تترك صديقا او اخا او عدوا الا وتولّى علينا بالاهانة والقمع والقتل، وبالتالي صار اللبناني محور قدر مكتوب عليه بشكل دائم الضغط”. ولا يستثني حطب من هذه الحالات: “الا من سافر او هاجر او لا يملك تعلقا ببلده، ومن لديه مشاعر هوائية”.

 

وبحسب رأيه، لأنّ الكآبة لم تقتصر على منطقة واحدة، بل شملت اضافة الى الجنوب، البقاع، والشمال، وعكار وبيروت، فإنّ “فئة واحدة بقيت خارج دائرة الكآبة هي فئة السياسيين، لأنّهم هم الذين يسببون الكآبة للبنانيين”.

السابق
4 قتلى في الهجوم على موكب مرشح للرئاسة في افغانستان
التالي
ميركل: على روسيا تحمل حصتها الكبيرة في حل الازمة الاوكرانية