البرغوثي لـ«جنوبية»: احتلال فلسطين أزاح العرب من البحر الى الصحراء

الدكتور أياد البرغوثي
يبدو أن الانقسام المذهبي في فلسطين يختلف عن البلدان العربية الأخرى، فمدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الدكتور أياد البرغوثي اعتبر في حديث لـ"جنوبية" أنّ "التأثير الثقافي لقيام دولة إسرائيل كان أكثر عمقاً وتأثيراً وأهمية مما نتصور، فقد تم إزاحة العرب من ثقافة البحر وما تحمله من انفتاح، إلى ثقافة الصحراء وما تمثله من انغلاق وتقوقع".

يبدو أن الانقسام المذهبي في فلسطين يختلف عن البلدان العربية الأخرى، فمدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان الدكتور أياد البرغوثي اعتبر في حديث لـ”جنوبية” أنّ “التأثير الثقافي لقيام دولة إسرائيل كان أكثر عمقاً وتأثيراً وأهمية مما نتصور، فقد تم إزاحة العرب من ثقافة البحر وما تحمله من انفتاح، إلى ثقافة الصحراء وما تمثله من انغلاق وتقوقع، كما كان قيام إسرائيل على أساس مذهبي طائفي ماثلها عند قيامها إعلان باكستان دولة دينية أيضاً. إسرائيل قامت على مفاهيم غيبية، وهي أرض الميعاد، شعب الله المختار، والآن تدعو إلى يهودية الدولة وكل ما تطلبه أن تعترف الضحية برواية القاتل”.

خريطة-صور-احتلال-فلسطين-nb14351

وحول ديموغرافيا إسرائيل، أوضح البرغوثي: “يتألف المجتمع الإسرائيلي من 6 مليون يهودي ومليون ونصف المليون فلسطيني، لكن إسرائيل قسمتهم تبعاً إلى مذاهبهم وأضافت المذهب إلى الهوية الإسرائيلية وتحول الفلسطينيون إلى مسلمين ومسيحيين ودروز وبدو وأجبرت الدروز والبدو على الخدمة العسكرية الإجبارية. ومنذ أشهر طلب رجل دين مسيحي من الجليل تجنيد الشباب المسيحي في الجيش الإسرائيلي وتم تجنيد عدد منهم. في حين رفض آخرون التجنيد. وعدد من الشباب الدرزي رفض التجنيد وتم اعتقاله وأمضى سنوات في المعتقل”.

مسيحي في لبجيش الاسرائيلي

وذكر البرغوثي أنّ “عدد الدروز في فلسطين المحتلة يبلغ نحو 125 ألف شخص ونحو 50 ألف مسيحي والباقي من المسلمين. أما في الأراضي الفلسطينية فيسكن الضفة الغربية نحو مليوني فلسطيني بينهم 100 ألف مسيحي وفي قطاع غزة نحو 1،5 مليون فلسطيني بينهم ألف مسيحي”.

وأشار البرغوثي إلى أنّ “هناك في القانون الأساسي للسلطة الوطنية بند يشير إلى ذكر الإسلام في هوية الدولة. لكن في التشريعات هناك انحياز لصالح المسيحيين… فلا بد إذا من ذكر السامريين وهم أصغر طائفة في العالم إذ يبلغ عددهم نحو 300 شخص فقط، لكن في المجلس التشريعي يوجد كوتا المسيحيين (7 – 8 نواب) ونائب عن السامريين (رجل دين) كما أن العرف قضى بتوزير اثنين من المسيحيين في كل وزارة”.

واستدرك البرغوثي قائلاً: “لكن على المستوى الشعبي لا أحد يهم الناس بطبيعتها لا تفرّق بين مسلم ومسيحي، لكن في غياب سلطة قوية كان يتم في بعض المناطق تعديات على املاك بعض المسيحيين المهاجرين”.

وعن الصراعات المذهبية الجدية في فلسطين قال البرغوثي: “أصل النزاع الديني هو بين المستوطنين والفلسطينيين، الآن هناك نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية، وزعماؤهم اليهود يعلنون أنهم على استعداد للقتال ضد الجيش الإسرائيلي إذا حاول إجلاءهم. لذلك أعتقد أن المجتمع الدولي مقصّر بموضوع المستوطنات”.

السابق
يرضى القتيل وليس يرضى القاتل!
التالي
لا حواجز أمنية على مداخل الضاحية مطلع الشهر القادم