كيف نحلّ الأحجية الفلسطينية – الإسرائيلية؟

فلسطين –اسرائيل
الفلسطينيون في أزمة، الحركة الوطنية الفلسطينية في أزمة... فماذا تريد؟ وما هي حدود الامكانات المتاحة؟ في حين أنّ المصالحة الفلسطينية هي مصالحة حول محاصصة في السلطة الفلسطينية... اللاجئون الفلسطينيون يعيشون في مستويات أدنى من البشر في مخيّمات لبنان والدول الأخرى، بلا حقوق اساسية وطبيعية. والسياسات العنصرية العربية وغير العربية تلاحقهم. المشكلة الآن هي: فلسطين هي اسرائيل، واسرائيل هي فلسطين. فهل نستطيع أن نحل هذه الأحجية؟ وكيف؟

ثمانية وستون عاماً مرت على نكبة فلسطين، عندما احتلت العصابات الصهيونية اراضيها وطردت أصحاب الأرض منها وشردتهم في الشتات. ثمانية وستون عاماً مرت على قيام دولة اسرائيل على أرض لا يملكها من أقام الدولة المغتصبة.

النكبةالنكبة الفلسطينية 

عام 1903 وافق أحد الزعماء العرب، الذين نادوا ببناء دولة عربية متحدة إذا زالت السلطنة العثمانية، على قيام اقليم ذو حكم ذاتي لليهود في فلسطين وآخر للموارنة في جبل لبنان.

بين 1917 و1919 جرت مباحثات في فرساي وباريس للاتفاق على الكيانات المقترحة في المنطقة، وبين 1920 و1923 خرجت الى العلن خلافات حول ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين بين بريطانيا ومن خلفها التنظيمات الهصيونية، وفرنسا ومن خلفها موارنة لبنان.

عام 1947 – 1948، يروي خيري أبو الحاج (فلسطيني عاش في العراق): “كنت صغيراً في قريتي في فلسطين وأذكر مجيء شاحنات الجيش العرافي ناقلة يهوداً عراقيين.. أنزلتهم في قريتنا وحملتنا بدلاً منهم وأخذتنا إلى العراق”.

معروف سعد ومحمد زغيب كانوا على رأس متطوعين يحررون المالكية من العصابات الصهيونية. وحينها استشهد زغيب وديب عكرة. واستلم جيش الانقاذ القرية وانسحب منها المتطوّعون، وجرى تسليمها مجدداً إلى العصابات الصهيونية!

محمد زغيب الشهيد محمد زغيب

في 1948 أعلن مفتي فلسطين حكومة عموم فلسطين رداً على قيام دولة اسرائيل، لكنّه اضطرّ إلى النزوح بعد سيطرة الأردن ومصر على المناطق العربية..فسقط حلم بناء دولة فلسطينية مستقلة حسب قرار التقسيم.

أنظمة جديدة تسقط بعد النكبة وأنظمة جديدة تأتي تحت شعار دعم القضية الفلسطينية. الأنظمة الجديدة تمارس استبداداً كبيراً، تمنع الحريات، تسلب الحقوق، تمنع الحياة السياسية، لا معارضة، لا مجتمع مدني، لا انتخابات تحت شعار كل الجهد لتحرير فلسطين، وكانت النتيجة هزيمة حزيران 1967.

أواسط الخمسينات، نفر من الشباب الفلسطيني يرى أنّ من واجبه تحمل المسؤولية وأنّ فلسطين قضيته المركزية الأساسي…، فكانت المقاومة الفلسطينية والأنظمة العربية تحاول استخدام هذه الحيوية الثورية.

نشبت خلافات حول كيفية استمرار الصراع ضد اسرائيل منذ البدايات، وجاءت معركة الكرامة لتحسم الشكل الجديد للمواجهة، لكنها كانت مواجهة خاسرة وشهد لبنان آخرها عام 1982.

في 1991 عُقِدَ مؤتمر مدريد، الأنظمة العربية مجدداً. فحاول استخدم الورقة الفلسطينية، لكنّها لم تنجح. وفي العام 1993 إعلان مبادئ أوسلو وسط تباين كبير في فهم الاتفاق ومدلولاته. الفلسطينيون افترضوا أنّ ما حصلوا عليه في أوسلو يشكل بداية الطريق نحو الدولة المستقلة، والاسرائيليون اعتقدوا أنّ ما أعطوه في أوسلو هو كل ما يمكن أن يعطوه.

مؤتمر مدريد 1991                اتفاقية اوسلو  

                       مؤتمر مدريد 1991                                                               اتفاقية اوسلو

ومعروف أنّ خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، الذي شارك في احتلال بيروت العام 1982، آرييل شارون.. خطّته المستمرة منذ عام 2002 تهدف إلى إقامة 4 كانتونات في أراضي السلطة الفلسطينية تحول الفلسطينيين إلى هنود حمر جدد.

الفلسطينيون في أزمة، الحركة الوطنية الفلسطينية في أزمة… فماذا تريد؟ وما هي حدود الامكانات المتاحة؟ في حين أنّ المصالحة الفلسطينية هي مصالحة حول  محاصصة في السلطة الفلسطينية.

اللاجئون الفلسطينيون يعيشون في مستويات أدنى من البشر في مخيّمات لبنان والدول الأخرى، بلا حقوق اساسية وطبيعية. والسياسات العنصرية العربية وغير العربية تلاحقهم.

بريطانيا  احتلت الهند أكثر من قرن ونصف وبعدها اضطرت إلى الانسحاب وسحب جنودها إلى أرضهم الأم. فرنسا احتلت الجزائر أكثر من قرن وبعدها انسحبت عابرة البحر المتوسط. الأوروبيون كفّروا عن أخطائهم تجاه قضية اليهود في أوروبا وحلوا المسألة اليهودية على حساب شعب آخر.

المشكلة الآن هي: فلسطين هي اسرائيل، واسرائيل هي فلسطين. فهل نستطيع أن نحل هذه الأحجية؟ وكيف؟

السابق
وجوه إفتراضية لمحمود أمهز: تشويه الوجه بزمن #Selfie
التالي
ملفّ الرئاسة (12): زياد بارود مرشّح الميديا والمجتمع المدني