افتتح صباح أمس في فندق “هيلتون الحبتور” في سن الفيل مؤتمر “مذكرة بكركي… مشروع وطن” الذي دعت اليه “الهيئة المدنية لدعم المذكرة الوطنية لبكركي” برئاسة الوزير السابق فريد هيكل الخازن والذي يستمر حتى مساء اليوم الثلثاء ويُختتم بكلمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وحضر الجلسة الافتتاحية أمس ممثل رئيس الجمهورية وزير السياحة ميشال فرعون، وممثل البطريرك الماروني النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، وحشد من الوزراء والنواب وممثلي رؤساء الاحزاب والكتل النيابية، ومثّل الرئيس أمين الجميّل وزير العمل سجعان قزي، ولفتت مشاركة السيد تيمور جنبلاط ووزير الزراعة أكرم شهيب ممثلين النائب وليد جنبلاط، وقيادات ورجال فكر.
وألقى الخازن كلمة جاء فيها: ” يغمرني شعور متناقض بين الامل واليأس ونحن نفتتح اليوم المؤتمر الاول للهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي الوطنية تحت عنوان “مذكرة بكركي… مشروع وطن”. يأس لأن حوار اهل السلطة كما واكبناه وشهدناه موجود في العناية الفائقة في حال حرجة دون ان تحرك الطبقة السياسية ساكناً لنجدته (…)
الأمن اللبناني يعيش الازمة السورية كأننا في سوريا، وفي بعض المنعطفات نعيشها على نحو اكثر حدة من بعض المناطق السورية. من النأي بالنفس الى الحياد السلبي الى الحياد الايجابي لم تجد لها دولتنا نأياً الا ومارسته حتى نأت بنفسها عن نفسها، واستفاقت ذات يوم على تكفيريات باتت تجوب مدنها وضواحيها وبلدنا منها براء! فيما تستمر اسرائيل في تغذية الارهاب وفي احتلال اراضينا، وبدل ان يذهب المجتمع الدولي الى تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الامن التي تحمي لبنان وسيادة اراضيه وتضع حداً للعدوان الاسرائيلي المتمادي، نرى المجتمع الدولي يغض النظر لا بل يدعم في الباطن مطامع المشروع الصهيوني الذي دمر المنطقة”. واضاف: “المذكرة محاولة لتفادي الهاوية. إنها مشروع وطن وليست مشروعاً منزلاً ولا مشروعاً مقفلاً. للأسف الشديد، يذهب المجلس النيابي الى شغور في سدة الرئاسة، ليضيف على الاعطال والاعطاب عطلاً جديداً وعطباً جديداً… ولكن هذه المرة عطل قد لا يصلح، وعطب قد لا يصحح.
مذكرة بكركي الوطنية ميثاقية، واذا اعتل الميثاق، اعتلت الصيغة. الميثاق بلا صيغة روح بلا جسد، والصيغة بلا ميثاق جسد بلا روح”.
مظلوم
ثم ألقى المطران مظلوم كلمة حمل فيها بركة البطريرك وتحياته، وقال: “مذكرة بكركي الوطنية هي تجسيد جديد لفعل الايمان بلبنان الذي انتهجه البطاركة الأوائل ودينامية محفزة لكل اللبنانيين حتى يتيقنوا في الأزمنة العجاف أن تجربتنا الحضارية استثنائية، تجربة التعددية ضمن احتِرامِ الخصوصية ومسارِ الانفِتاح والحداثة.
واليوم، في ظِل المنعطف المصيري الذي يمر بهِ لبنان لا بد من أن نتوقف عند الإستحقاقات الداهمة التي يتوقف عليها مصير الديمقراطية الميثاقيّة وفرادة الصيغة اللبنانية، أعني مسألة انتخاب رئيسٍ جديد ضِمن المِهل الدستورية وبعيداً عن أي جدال دستوري، كما عن مسائِل سيادة الدولة وحيادِها، من دون أن يعني ذلك عدم التِزام لبنان قضايا العدالة والسلام في محيطِه.
هذه الثوابت هي المِدماك وكل الإصلاحات في نِظام لبنان السياسي تصبِح مدار نقاش للتطوير ومواكبة الحداثة وضمان الاستقرار، وكل زعزعة للثوابت تزعزع الهيكل الوطني بأسرِه”.
ثم بدأت جلسات نقاش، وتناولت الحلقة الاولى عنوان “الديموقراطية الميثاقية في مذكرة بكركي”، وتكلم فيها الدكتور أدونيس العكرا والدكتور داود الصايغ والدكتور عباس الحلبي والمهندس هنري صفير والوزير السابق سليم جريصاتي.
وتناولت الحلقة الثانية عنوان “بين العيش المشترك في الدستور والعيش معاً في مذكرة بكركي الوطنية”، وشارك فيها المهندس نعمت افرام والدكتور خالد قباني والنائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والوزير السابق محمد جواد خليفة والوزير السابق يوسف سعادة والاب جورج حبيقة.
وتناولت الحلقة الثالثة عنوان “رسالة المسيحيين ودورهم في لبنان والمشرق في ضوء مذكرة بكركي الوطنية” وشارك فيها وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج والدكتور جورج سعد والدكتور سامي نادر والوزير السابق عصام نعمان وناشر جريدة “السفير” طلال سلمان.
أما الحلقة الرابعة فتناولت عنوان “قرار السلم والحرب في مذكرة بكركي الوطنية”، وأدارها الاعلامي وليد عبود وشارك فيها العميد المتقاعد أمين حطيط والنائب السابق صلاح حنين والعميد المتقاعد الياس حنا.