موقع رئاسة الجمهورية فارغ موضوعياً

رئاسة الجمهورية

سواء قبل اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، حقيقةَ أنّ موقع رئاسة الجمهورية مُتّجه الى الفراغ، أم لم يقبلوا، فإنّ واقع الأمور يؤكد بما لا يقبل الشك أنّ لا انتخابات رئاسية، لا قبل 25 أيار ولا بعده، على الأقل حتى أشهرٍ عدة.
العرض الأسبوعي لـ»مسرحية» جلسة الإنتخاب، في ظل غياب أيّ تعليقات للعواصم الإقليمية والدولية المعنية بهذا الاستحقاق، او حتى ملاحظات يُعتدّ بها، يؤكّد أنّ موقع الرئاسة الأولى تحوّل فعلاً منصباً فخرياً، بعدما خرج المسيحيّون من دائرة تقرير مستقبل هذا الكيان.

وفي هذا السياق، يقول مصدر أميركي «إنّ تجربة الفراغ المتكرّرة على هذا الصعيد لم تعد تثير قلقاً كبيراً، في ظل المتغيرات الكبرى التي تعصف بالمنطقة عموماً، وتعيد طرح فكرة تشكّل كياناتها من الأساس. إنها ليست المرة الأولى وربما لن تكون الأخيرة، اذا ما قُدِّر لهذا الكيان الصمود في وجه الزلزال الوجودي الحاصل».

ويضيف هذا المصدر: «لكنّ ما يعزّي على الأقل بأن لا يثير هذا الفراغ المتوقّع مشكلاتٍ أمنية، هو أنه «فراغ موضوعي»، سواء كان هناك رئيس او لم يكن، بعدما أُفرغ هذا الموقع عملياً من مضمونه، في معزل عن الأسباب التي أدّت الى ذلك. فلبنان الذي رزح تحت وصايات خارجية عدة، باتت مؤسساته السياسية والدستورية خارج البحث، بعدما انتقل موقع القرار منها الى الأطراف الخارجية التي تدير اللعبة فيه».

ويسأل هذا المصدر «عن الفارق السياسي الذي يحدثه وجود رئيس جمهورية اليوم أو غداً او حتى بعد سنة، ما دام الجميع مقتنعاً بأنّ الأمر متصل بما يعيشه المحيط الإقليمي؟».

وفيما يرفض المصدر تأكيد أنّ الأمر مُتّصل بالحوار الإستراتيجي الذي تجريه الإدارة الأميركية مع إيران حول ملفها النووي، يرى أنّ «تقاطعات إقليمية عدة توحي بأنّ أحداً ليس مُستعجلاً لحسم هذا الملف طالما أنه يمكن التعايش مع هذا الفراغ، في ظل حدّ أدنى من الإستقرار السياسي والأمني الذي يحتاج دعماً اجتماعياً ومعيشياً بفعل الضغوط الإضافية التي يثيرها اللاجئون السوريون».

وكلّ التحليلات والتعليقات التي تشير الى أنّ «توافقاً إقليمياً قد يؤدي الى حلحلة ما في ملف الرئاسة، لا يوجد ما يثبتها، على الأقل موضوعياً حتى هذه اللحظة».

وفي الملف السوري، يقول المصدر الأميركي «إنّ واشنطن تستعدّ للتعامل مع أزمة مديدة لا يمكن توقع نهايتها، خصوصاً أنّ الاطراف المتورطة والمؤثرة فيها، تتعامل معها وفق تصوّر طويل المدى، في انتظار أن يُحقّق كل طرف أهدافه». ويشير الى أنّ «خطوة منح «الإئتلاف الوطني السوري» المعارض صفة «بعثة أجنبية»، تُذكّر مجدّداً بما جرى مع حركات سياسية وهيئات تمثيلية لبلدان عدة، بدءاً من منظمة التحرير الفلسطينية الى تشكيلات المعارضة في جنوب السودان، الى جنوب افريقيا وبعض دول شرق آسيا وحتى ايرلندا».

ويكشف هذا المصدر أنّ «اعتراف واشنطن بـ»الإئتلاف المعارض» يتجاوز بكثير شكليته الاحتفالية، ليصل الى نوع من الشراكة السياسية». لا بل إنّ جولة رئيسه أحمد الجربا على المسؤولين الأميركيين، والتي ستتوَّج بلقائه الرئيس باراك اوباما الأسبوع المقبل، فضلاً عن مخاطبته المؤسسات السياسية والبحثية الأميركية، «ستثمر نتائج ملموسة في المرحلة المقبلة، في ظل معلومات تؤكد أنه لن يعود خالي الوفاض، خصوصاً في قضية التسليح النوعي، تسليح من شأنه رسم خطٍّ فاصل واضح بين ضرورات تحسين موقع المعارضة المسلحة المعتدلة والحفاظ قدر الإمكان على التوازن السياسي والميداني، المرتبط موضوعياً بالنزاع الدولي المتصاعد على خلفية الأزمة الأوكرانية وموقع روسيا في المعادلة الدولية في السنوات المقبلة».

السابق
الساروط في وداع حمص
التالي
قوات الأسد تسيطر على حمص… والدفعة الاخيرة من مقاتلي المعارضة عالقة