الحياة: ولادة عسيرة للرئيس اللبناني بانتظار التجديد للأسد

لا حكومة قبل حلحلة الوضع السوري

أشارت صحيفة “الحياة” إلى ان “افتتاح جماعة 14 آذار البازار الانتخابي بالحديث عن حاجة لبنان إلى رئيس “قوي” يعيد الاعتبار إلى الطائفة المسيحية المهمّشة، وإلى قصر بعبدا الذي جرّده اتفاق الطائف من الصلاحيات المعطاة له في دستور 1926 وميثاق 1943″، لافتة إلى انه “في إحدى جلسات طاولة الحوار، حاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان عرض استراتيجية وطنية للدفاع مستوحاة من الدستور والقوانين ومستلزمات العيش المشترك وقرارات الشرعية الدولية. وتوقع أن يحلّ العرض الذي طرحه إشكالية سلاح حزب الله”.
وأوضحت الصحيفة انه “جاء في اقتراح رئيس الجمهورية ضرورة التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد إمرته، ولإقرار وضعه بتصرف الجيش المولج حصراً باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في خططه العسكرية”، لافتة إلى ان “الفريق المحايد يرى أن تنفيذ رؤية الرئيس يحتاج إلى إلغاء الطائفية السياسية كما تنص المادة 95 من الدستور. وعندها فقط تنتقل مقاومة “حزب الله” من القوقعة المذهبية، كحزب يقتصر تكوينه على الشيعة، لتصبح مقاومة وطنية مشَكَلة من مختلف أطياف المجتمع اللبناني وطوائفه المتعددة”.
ورأت أن “التطورات السياسية والعسكرية التي حدثت في سوريا، خلال السنوات الثلاث الماضية، قد حسمت هذا الإشكال المزمِن لمصلحة “حزب الله”، والسبب أنه تدخّل في الوقت الحرج لإنقاذ النظام وتغيير ميزان القوى على ساحات المعركة. وهو حالياً يستعد للإشراف على عملية إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد في منتصف حزيران”، ومن المتوقع أن يختار حزب الله فريقاً مدرباً وموثوقاً لملء الفراغ الذي سيتركه قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي نقلته طهران إلى العراق لدعم مرشحها نوري المالكي”.
وأشارت إلى ان “إدارة باراك أوباما تُعتَبر المسؤولة الأولى عن بقاء نظام بشار الأسد، بسبب الخلافات القائمة بين وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل. فالأول يستند في موقفه الصدامي إلى توصيات الجنرال ديفيد بترايوس الذي شغل منصب قائد القوات في العراق وأفغانستان. وكان يسعى إلى تنفيذ خطة تسليح مقاتلي المعارضة السورية، إلى جانب توسيع تدريبهم. كذلك طالب بضرورة تحديد أماكن محظورة للطيران، كالتي تقررت في حرب العراق”، موضحة ان “وزير الدفاع، عارض مطالب زميله لأنها، في نظره، تورط بلاده في حرب إقليمية مكلفة كالحرب التي أغرقت الجيش في معارك الاستنزاف داخل العراق وأفغانستان. وقد وجد هذا الموقف السلبي تأييداً من رئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، الذي ادّعى بأن الاشتراك في الحرب السورية سيكلف الخزينة الأميركية خمسين مليون دولار يومياً. ووصفها بأنها حرب بلا نهاية كونها تستمد استمرارها من اندفاع روسيا وإيران”.
واعتبرت ان “تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ناتج من ثلاثة أسباب مرتبطة باستراتيجية السياسة الخارجية التي وضعها أوباما، منها استقلال الطاقة، ومعنى هذا أن أميركا في عام 2016 لن تستهلك نفطاً مصدره الشرق الأوسط، وإنما ستصبح أكبر بلد منتج للنفط في العالم، أكبر من روسيا ومن السعودية”.

ومن جهة أخرى، أضافت: “على رغم من تلطيف لغة الأمر والإملاء التي يتحدث بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، إلا أن مرشحي الرئاسة توقعوا ترجمة كلامه إلى العمل على تأجيل الانتخابات إلى ما بعد 25 أيار  المقبل، أي إلى منتصف حزيران المقبل، موعد انتخابات التجديد للرئيس بشار الأسد. ومن الطبيعي أن ينعكس انتصار “حزب الله” في سوريا على المناخ السياسي اللبناني بحيث يبتسم الحظ لمرشح الحزب الذي بقي اسمه سراً حتى اليوم”. وقالت: “أما السيناريو الذي يراه المشككون بدعم “حزب الله” للحليف العماد ميشال عون، فيتلخص بالتأجيل المتواصل بحيث يقع لبنان في الفراغ السياسي، تماماً مثلما حدث بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود. يومها تولت حكومة فؤاد السنيورة ملء الفراغ، مثلما قد تتولى حكومة تمام سلام المهمة ذاتها في حال تكررت تلك السابقة”.

السابق
الأخبار: سليمان يحاول التواصل مع حزب الله لتوضيح مواقفه من المقاومة
التالي
السفير: التسوية الرئاسية مؤجلة.. وفرنسا تُمسك الملف