وقد كشف عن الرسالة المطبوعة على الآلة الكاتبة باللغة الإنجليزية على مدونة المكتبة العامة البريطانية التي تحتوي الكثير من الوثائق، وقد تعهد روثنشتاين على وجه التحديد بجمع جيش يهودي من 120 ألف جندي مقاتل خلال فصل الربيع يؤلفون قوة مقاتلة إلى جانب الإنجليز من أجل غزو المنطقة وإقامة الدولة اليهودية فيها.
وقد أقر روثنشتاين بحسب الرسالة بأن الخطة تبدو “خيالية” للوهلة الأولى، ولكنه وعد بأنها ستصبح واقعية بمجرد وصول أول دفعة من المقاتلين، والمكونة من ألف رجل.
وبحسب مقترح روثنشتاين فإن جيشا مؤلفا من 30 ألف جندي سيقوم بغزو البحرين، ومنها ينطلق نحو الأحساء التي كانت آنذاك خاضعة للسيطرة العثمانية، من أجل تأسيس الدولة اليهودية الموعودة، وتوقع روثنشتاين أن ترد تركيا بإعلان الحرب، ولكنه أكد للسفير البريطاني في باريس أن القوات اليهودية ستخوض المواجهة العسكرية وتنتصر.
وتشير الوثيقة إلى أن روثنشتاين لم يكن يدرك فعليا الدقة التاريخية لما يقوله، بدليل أن منطقة الأحساء كانت في فترة كتابة الرسالة قد انتقلت من حكم الأتراك إلى حكم أسرة آل سعود وقد أقرت بريطانيا بذلك من خلال اتفاقية أقرتها مع السعوديين.
وعلى كل الأحوال، فقد رفض وزير الخارجية البريطانية، أرثر بلفور، خطة روثنشتاين، وقام مدير مكتب بلفور بإرسال رسالة إلى بيرتي في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 1917 يعلمه فيها برفض الحكومة البريطانية تنفيذ المشروع.
وبحسب ما كتب دانيال لوي، المتخصص في اللغة العربية وتاريخ الخليج، على الموقع الخاص بمدونة المكتبة البريطانية، فإنه ما من وثائق كافية تؤكد هوية روثنشتاين أو دوره التاريخي، ولكن الأدلة لا تشير إلى أنه كان يعمل ضمن حركة منظمة، خاصة هناك مقترحات أخرى قدمت لإقامة وطن لليهود في مناطق حول العالم، بينها أوغندا والأرجنتين وروسيا وقبرص.
يشار إلى أنه بعد شهر على رفض لندن لمشروع روثنشتاين، قام بلفور شخصيا بإصدار وعده الشهير الذي تعهد عبره بإقامة دولة إسرائيل