الجمهورية: بكركي تستعجل وبرّي يستمهل والمستقبل لم يُحدّد موقفه

حلّ أحد الشعانين هذه السنة موحّداً لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الشرقي والغربي، وتزامنَ مع محطات عدّة، أبرزُها ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية في 13 نيسان 1975، في ظلّ الدعوات إلى الاتّعاظ منها واستخلاص عبرها، لمنعِ تكرارها، خصوصاً على وقع الحرب السورية والأمن المضطرب الذي تسعى الحكومة السلامية بخططِها الأمنية لضبطه، فضلاً عن الخشية من حصول فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، وضجيج المطالب العمّالية والنقابية، والتجاذب الحاصل حيال سلسلة الرتب والرواتب، وما يرافقها من إضرابات واعتصامات وحركات احتجاجية وتحذيرات من إقرارها من دون توافر الإيرادات المطلوبة. وكلّ هذه القضايا لم تكن بعيدةً من عظات العيد.

في انتظار دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسةٍ لانتخاب رئيس جمهورية جديد، وهو أكّد أمس أمام زوّاره أنّه سيدعو إليها بعد انتهاء المجلس من إقرار مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، متمنّياً ازدياد عدد المرشّحين لرئاسة الجمهورية، تمحورت المواقف السياسية حول هذا الإستحقاق، من دون أن يتبلور بعد موقف تيار «المستقبل» وهوية مرشّحِه، الأمر الذي تعوّل عليه قوى 14 آذار عموماً وحزب «القوات اللبنانية» خصوصاً، بعدما أعلن رئيسه سمير جعجع أنّ حلفاءَه السياسيين في 14 آذار «باتوا قاب قوسين أو أدنى من اتّخاذ القرار في دعم ترشّحه للرئاسة»، وأنّه لو لم يثِق بتأييدهم لمَا فكّر في ترشيح نفسه.

وفيما تتواصَل المشاورات داخل 14 آذار للاتّفاق على مرشّح موحّد، لم تحمل الساعات الماضية أيّ عنصر جديد في هذا الشأن، وعُلم أنّ اللقاءات التي عقدها الرئيس سعد الحريري في الرياض مع بعض أركان»المستقبل» اقتصرت على إجراء جولة أفق في الإستحقاق والمشاورات الجارية في شأنه والترشيحات المقدّمة، والأسباب التي تحول حتى الآن دون انعقاد اجتماع لـ 14 آذار والبحث في إمكان الانتقال الى الرياض للإجتماع مع الحريري بسبب عدم قدرته على المجيء إلى لبنان في هذه المرحلة.

وقد عاد رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس مكتب الحريري نادر الحريري عصر أمس من الرياض بعدما التقوا الحريري وناقشوا معه التطوّرات المحيطة بالإستحقاق الرئاسي والترشيحات في صفوف فريق 14 آذار بغية الوصول الى موقف موحّد إذا أمكن.

إلى ذلك، سيزور عضو 14 آذار النائب روبير غانم، وفي أوّل تحرّك له بعد إعلان ترشّحه للرئاسة، رئيسَ تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، العاشرة قبل ظهر اليوم لمناقشته في الإستحقاق الرئاسي، والمواقف منه، في ظلّ التحرّكات التي تواكب التحضيرات لجلسة انتخاب الرئيس.

الراعي

وفي هذه الأجواء، تطلّع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أن يعلن برّي في اليومين المقبلين بداية الجلسات لانتخاب رئيس جديد للجهورية يكون على مستوى التحدّيات السياسية والإقتصادية والأمنية». وأكّد أنّ الرئيس الجديد «يجب أن يكون الضمان لشرعية كلّ المؤسسات الدستورية، وللدفع بالدولة إلى الأمام»، معتبراً «أنّ حسنَ اختيار الرئيس الأنسب والأجدر للبلاد يقتضي المتّسع اللازم من الوقت للتشاور».

عودة

وطالب متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده «برئيس يحبّ لبنان ومن أهل السلام، لا حقدَ في قلبه ولا بغض، بل كما يقول بولس الرسول: أريده طاهراً عادلاً أميناً لوطنه ومحبّاً للناس، وأن يكون جميع معاونيه على شاكلته». وقال: «عندما نستشعر خطراً نهرب. أيّام الحرب كنّا نسأل عن المسؤولين وإذا بهم مشغولون في الخارج، لا أدري بماذا هم مشغولون في الخارج عوضَ الإنشغال بشعبهم».

«حزب الله»

ورأى «حزب الله» أنّ «اللبنانيين أمام فرصة استثنائية لانتخاب رئيس للجمهورية بإرادة لبنانية مئة في المئة». وأعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي للحزب الشيخ نبيل قاووق تمسّك الحزب «إلى أقصى حدّ بانتخاب رئيس جديد»، رافضاً أيّ تمديد للرئيس الحالي»، ومشيراً إلى أنّ هذا «موقفٌ محسوم ومعروف ولا تراجعَ عنه»، وقال إنّ «المصلحة الوطنية وحساسيّة المرحلة وخطورة التحدّيات تفرض انتخاب رئيس للجمهورية يحمي الهوية والموقع والدور الوطني للبنان، ويؤتمَن على تقوية موقف لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي والتكفيري، فهكذا نفهم الإستحقاق الرئاسي، وعلى هذا الأساس نعمل بواجباتنا الوطنية».


السابق
سقوط صاروخين على بلدة اللبوة في البقاع الشمالي
التالي
عون لزواره: سأفوز بالانتخابات من الدورة الأولى