عن قصة وسيناريو وحوار لعلي الجندي، يقدم المنتج محمد السبكي والمخرج سامح عبد العزيز هيفاء وهبي في الصورة التي عرفت بها كامرأة مثيرة في شريط “حلاوة روح”.
صورة قيل انها مستوحاة من فيلم Malena لجوسيبيه تورناتوري الذي قدمته مونيكا بلوتشي، لكن الشبه اقتصر على ملصق الفيلم والشريط الترويجي له وانجذاب الفتى بالمرأة الجميلة. هيفاء وهبي هي “روح” المرأة الجميلة التي تقيم مع حماتها في احد الاحياء الشعبية. بسبب جمالها وغياب زوجها المسافر، تتعرض لمضايقات رجال الحي الطامعين بها ونسائه الغيورات. عرفة (باسم سمرة) قوّاد الحي مصمم على استغلالها ليقدمها لتاجر قطع السيارات (محمد لطفي). وحده الفتى سيد (كريم الابنودي) المهووس بها أيضا، يحاول التصدي لوالده عرفة، ويسعى الى مساعدتها مع الفنان الكفيف (صلاح عبدالله). عندما يطلقها زوجها تضطر الى الاستعانة براقصة (نجوى فؤاد) تستغلها بدورها. حلاوة روح… الحلاوة الوحيدة هي هيفاء وهبي في فيلم “يطلّع الروح” من شدة سلبيته تجاه قضية المرأة الذي يدعي مناصرتها. فيلم “يطلّع الروح” ايضاً من تقليدية حبكته، ودورانه المسطح في حلقة احداث تتكرر على مدار ساعة ونصف الساعة، من مطاردات عرفة وتهديداته وبصبصة الجميع وخصوصاً سيد عليها. لا ندري لماذا تصر هيفاء وهبي على اعادة سجن نفسها وموهبتها وراء قضبان الصورة الكليشيه للانثى المثيرة فقط لا غير، فهي عملت بجهد على تطوير قدراتها في المجالات كافة وخصوصاً التمثيل. عندما شاهدنا اداءها المتمكن في فيلم “دكان شحاتة” (اخراج خالد يوسف)، ادركنا أن جمالها واثارتها ليسا كل ما تملكه. صحيح انها لم تبالغ في ارتداء ملابس مثيرة، وصحيح انها مغرية حتى وهي ترتدي الشادور كما حصل ايضاً في الفيلم، وصحيح انها ادت بشكل مقنع دور المرأة المنكسرة، فبدت مع الفتى الموهوب كريم الابنودي بطلي الفيلم الاساسيين وسط مجموعة شخصيات باهتة، لكن ما نستغربه انها وافقت على المشاركة في فيلم لا يساعد المرأة مطلقاً. ربما هدف الفيلم الى تسليط الضوء على معاناة النساء في المجتمع الذكوري، لكنه ضل طريقه فثبّت هذه الصورة ولم ينصف المرأة، لا بل استغلها من اجل نجاح تجاري. كما أن الشريط قدم صورة بشعة عن المجتمع المصري وعمم تحوّله ادغالاً تسوده شريعة الغاب. الحي، شاء صانعو الفيلم ام أبوا، جاء بنظرنا صورة مصغرة عن البلد بكامله، فصوّر المجتمع كله فاسداً، نساؤه عاهرات ورجاله قوادون وانذال، ولا قانون او ممثلين له يحمون المرأة التي قد تتعرض للتهديد والاغتصاب على مرأى من الجميع، فلا يهب احد لمساعدتها سوى من لا حول له ولا قوة. صورة سلبية جداً، وشريط لا مغزى له، وخصوصاً مع النهاية القاتمة التي تكرّس وضع المرأة المداسة ولا تبشر بأي تغيير.