جعجع: حلفائي يتمنون وصولي للرئاسة

سمير جعجع

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انه سيترشح لرئاسة الجمهورية “لا طمعا بمركز ولا شيء. لو كنت كذلك لما دخلت السجن وأنا لا أعرف متى أخرج منه، إلا انه في المكان الذي أصبحنا فيه، بتنا نحتاج تغييرا جذريا، لا مجرد ترقيعات كالتي تحصل الآن. فبهذه الترقيعات من الممكن أن نقوم بشيء كتنفيذ خطة طرابلس وغيرها، لكن هذا لن يؤثر بمسار الأمور في البلد الذي ينزف شيئا فشيئا. الأمور باتت بحاجة إلى إنقاذ وتغيير جذري، وإلا فسيكون أمام الشعب اللبناني عذابات كثيرة للأسف”، مشددا على انه “يجب أن نحدث تغييرا جذريا في كيفية معالجة المشاكل في البلاد، وأنا أريد أن أكمل، بشكل أوضح، ما بدأ به رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لكن للأسف في آخر سبعة أشهر من حكمه”.

وأوضح انه “في تشاور مستمر مع حلفائي. هم يتمنون وصولي إلى رئاسة الجمهورية. جل الأمر بالنسبة إليهم يتعلق بحسابات المعركة”. وتوجه إلى حلفائه قائلا “أنا أقول لهم بأننا لا يمكن أن نجري الحسابات جيدا، قبل خوض هذه المعركة، وعلى هذا الأساس يتم العمل حاليا”. وقال: “وأكرر أن حلفائي يتمنون وصولي بخلاف ما يحاول البعض تسويقه. وذلك لسبب بسيط هو أنهم أول من سيرتاح إذا وصلت”. وشدد على ان ترشحه لا علاقة له بترشيح رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، “هو مرتبط ببرنامج عمل إيجابي وفعلي لمحاولة إخراج الوضع مما هو عليه. ترشيحي يسير بشكل جدي”.
ورأى في حديث صحفي اننا “قادرون على إنقاذ كل شيء. على قدر ما الدولة اللبنانية منذ 20 سنة إلى الآن صورت على أنها غير قادرة على فعل شيء، وأن الجيش عاجز الجيش عن فعل أي شيء. على سبيل المثال لا الحصر يتكلمون من وقت إلى آخر عن أن الجيش لا أحد يرضى بتسليحه وبالتالي كيف يكون قادرا على مواجهة إسرائيل. فلو تلقي نظرة على تسليح الجيش كما هو الآن فهو أكثر من تسليح حزب الله بخمسين مرة، وهم يطرحون أشياء غير صحيحة ولكن للأسف يسكتون الجيش من أن يتكلم. فالقوات الخاصة في الجيش “مغاوير البحر ومغاوير الجبل والقوة الضاربة” هم أكثر من القوى الخاصة التي يملكها حزب الله بمرتين أو ثلاث مرات”، لافتا إلى ان “حزب الله “يتنقل في شاحنات صغيرة تستعمل في نقل الخضار، وبعض صواريخ الكاتيوشا التي يمكن أن يأتي بها أيا كان، والجيش يملك مدفعية أهم بكثير، وهو قادر على أن يأتي بصواريخ الكاتيوشا”، معتبرا ان “الجيش قادر على امتلاك  صواريخ “فجر” إن شاء”، لافتا إلى انه “من 20 سنة إلى اليوم تم ضرب صورة الدولة أمام الناس إلى حد أن اللبنانيين يسألون إن كان بالإمكان أن ننقذ شيئا”.
واعتبر انه “بمجرد قرار سياسي من قبل الحكومة نفذت الخطة الأمنية في طرابلس، ولم يكن هناك أي قتيل والجيش وقوى الأمن يستكملان انتشارهما في المدينة، هذا يؤكد ان الأمور احتاجت إلى قرار سياسي واحد”، معتبرا ان “الأمر نفسه يمكن أن نطبقه على السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في لبنان، فالأمر يحتاج إلى مجرد قرار سياسي”، موضحا ان “غياب القرار السياسي الفعلي ورجالات الدولة الفعليين أدى إلى ما وصلنا إليه. عندما تكون هناك دولة مصممة سيكون أمام المعارض لقرارها هامش أقل للاعتراض بطبيعة الحال.
وأضاف “إن حزب الله حشر كثيرا في سوريا، ورأى أن السنة في لبنان يذهبون أكثر فأكثر نحو التيارات الأصولية المتعصبة. وزن الأمور ورأى أنه لا يمكن أن يكون له مخرج من الوضع الحالي، إلا بالاستعانة مجددا بالإسلام السني المعتدل، فذهب إلى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وترك مطلبه بالثلث المعطل”، مشددا على ان “خطة طرابلس لم تكن لتتم لولا توقف حزب الله عن العرقلة. فالحزب هو من كان يمنع تطبيقها، ولما رأى أن بقاء آل عيد لم يعد يفيد”. واعتبر ان “حزب الله لا يريد للدولة أن تحسم في أي مكان. فبقدر ما تكون الأوضاع متفجرة فالوضع أفضل بالنسبة إليه. لقد لاحظ الحزب أنه بسبب وجود هؤلاء في منطقة جبل محسن، تتكاثر المجموعات المتشددة وانحسار التيارات الإسلامية المعتدلة، ولهذا السبب قبل بالخطة الأمنية”.
وعبر عن تخوفه من التيارات الجهادية، “فهي لا قلب لها ولا عقل. لكن بتقديري أن محاربتها تتم بقيام دولة فعلية على كل لبنان. علما بأن السبب الرئيس لوجودها هو وجود تيارات أخرى متطرفة من الجهة المقابلة. مثلا، خطاب أحمد الأسير كله كان قائما على أن حزب الله يستعمر السنة في لبنان. كلنا متفقون على توصيف التيارات الجهادية، لكننا مختلفون على كيفية معالجتها”، مؤكدا انه “لا يمكن إبقاء السلاح في يد فريق لبناني ومنعه عن الآخر. الكلام عن المقاومة لم يعد مقنعا”. وقال: “العلاج هو أن تكون الدولة وحدها موجودة على الأرض”.
ورأى جعجع انه “إما أن تكون في لبنان دولة فعلية تأخذ القرارات أو لا تكون. لا يستطيعون أن يتخذوا قراراتهم بالنيابة عنا، ولا يستطيع حزب الله أن يفترض هو أن هذا السلاح هو لحماية لبنان. هناك مقياس واضح في كل العالم، وهو وجود الدولة التي يتوجب عليها حماية أبنائها”.
وقال: “ما أعرفه هو أن هناك سلاحا موجودا لدى أحزاب لبنانية، أما من أين أتوا به فهذه مسألة أخرى. ما يهمنا هو أنه لا يجوز أن يكون هناك سلاح لدى فئات لبنانية لديها تنظيمات عسكرية وأمنية. وإلا فإن لبنان سيتفتت ويتقسم”، معتبرا انه “لا يجب على المسؤولين في لبنان أن يشرعوا هذا السلاح ويعطوه التبرير بأنه للدفاع عن لبنان. فإذا كان كذلك، ما هو مبرر وجود الدولة اللبنانية”.
وردا على سؤال، طمأن “حزب الله بما أفكر به كبرنامج لرئاسة الجمهورية، ستستفيد منه البيئة الحاضنة لحزب الله قبل أي مجموعة أخرى، لأنهم في النهاية هم من يعاني من الوضع القائم، سواء على المستوى الاجتماعي والاقتصادي أم على المستوى الأمني. جمهور الحزب سيكون أكثر المستفيدين من خلال وجود دولة قوية ووضع طبيعي وآمن واستقرار، ما يسمح للاقتصاد اللبناني أن يستعيد عافيته ويزيد فرص الدولة ويتيح للدولة بتنفيذ مشاريع إنمائية واقتصادية وغيرها”. وسأل “أين الفائدة الحقيقية لبيئة حزب الله، في الوقت الراهن في ظل الحروب المتتالية وقرع طبول الحرب المستمر، أم في الوضع الذي أصفه؟”.
وعن برنامجه الانتخابي، أوضح جعجع أنه “سيكون هناك دولة فعلية. في حياتي اليومية، أساسا، لا يقبل عملي المزاح. على سبيل المثال، لنفترض أنني رئيس للجمهورية، وحصلت عملية خطف في لبنان، عندها أوقف الجمهورية اللبنانية بأكملها لملاحقة الخاطفين. حين يتوقف المسؤولون في الدولة عند أكبر وأصغر الأحداث، برأيي، لن يتجرأ بعدها أحد على الإخلال بالأمن أو الشروع بارتكابات، بحوادث”.
ووعد بأنه سيضفي طابعا من الجدية، “لأن السلطة تعني الهيبة والقرار. منذ عشرين عاما، عودتنا الوصاية على التوافق. إذا كان هناك سارق يسرق”، مشددا على ان “هناك قوانين يجب أن تُنفذ، وبرأيي القوة الشرعية لا تزال الأقوى في لبنان وخارجه، إلا إذا كان هناك أحد لا يجيد استخدام القوة الشرعية. قوة الشرعية بحد ذاتها هي الأقوى. قوة عسكري لبناني واحد على الحدود، توازي قوة حزب الله بأكملها على الحدود، بما يمثله”.
وعن مستقبل الأزمة السورية، رأى “أنّها تعقدت جدا وعلى المدى المنظور الوضع على ما هو عليه “كر وفر” ومزيد من القتلى والضحايا والخراب. حرب استنزاف مستمرة، إلى متى لا أرى لها نهاية”.

السابق
سرّ الخطوط التي تغطي جسم الحمار الوحشي؟
التالي
الأخبار: عون طلب من سليمان تغيير قهوجي وتعيين شامل روكز مكانه