فضل الله: الصراع سياسي و’الطرفان’ يستخدمان التحريض المذهبي

وجّه العلامة السيد علي فضل الله انتقادات لاذعة الى الطرفين المتناحرين في المنطقة من المسلمين السنة والشيعة واتهمهما باثارة النعرات المذهبيّة والطائفية خدمة لأهدافهما السياسية.

ودعا خلال لقائه عددا من المثقفين والشباب من بلدان عربية وإسلامية، إلى أن نكون حكماء في التعامل مع ما يحدث في واقعنا، من فتن ومشاكل تعصف ببلداننا، وأن نبتعد عن التوترات والانفعالات وردود الفعل التي تزيد تعقيد الأمور وشرذمة الواقع، بما يخدم مشروع المتعصبين في المذاهب.

و لفت الى أن ما يحصل في المنطقة العربية “هو صراع سياسي يستخدم فيه الجانبان المذهبي والطائفي، لقدرتهما على التحريض والإثارة والحشد.”

واتهم فضل الله ” الطرفين” – في اشارة ضمنيّة الى معسكر ايران وحزب الله – باستخدام “حساسيات التاريخ لتهديم الأمة”.

وقال:” المطلوب من كل الواعين والحريصين على الإسلام، التلاقي والتشاور والتعاون، لكي يبقى الصوت المعتدل هو الأقوى في مواجهة الأصوات الدخيلة والشاذة، التي استفادت من الواقع السياسي، وعملت على الإثارة والتحريض، وعلى اجترار حساسيات التاريخ ومآسيه، لهدم مستقبل الأمة، وإدخالها في أتون الصراعات المذهبية والطائفية.

وشدد على ضرورة استخدام الخطاب العقلاني الرصين، والكلمة الطيبة، بما يساهم في تبريد الأجواء، وتخفيف حالة الاحتقان والحساسية والتشنجات، التي يراد للأمة أن تكتوي بنيرانها، لتغرق في دوامة من الفوضى والنزاعات واللاستقرار، تستنزف كل قواها وثرواتها وقدراتها على التنمية والتطور.

ورأى أن التغيير لا يبدأ من رأس الهرم، بل من القاعدة، وعلينا ألا ننتظر هذا التغيير من الآخرين، بل علينا القيام به بأنفسنا، مؤكدا أن الخط الإصلاحي والرسالي الذي رسم معالمه المرجع فضل الله، هو الخط الأصيل الذي يستمر، لأنه متجذر وقابل للحياة، ولأنه يمثل الحاجة الحقيقية للأمة.
وأضاف: مسؤوليتنا الشرعية أن نقدم الصورة النقية للتشيع، بعيدا عن التعصب والغلو، وأن نمد جسور التواصل والتلاقي مع الجميع، لأن ما يجمعنا، وخصوصا على المستوى الإسلامي، أكثر بكثير مما يفرقنا.

وختم بدعوة الجميع إلى مراجعة نقدية شاملة لكل هذا الخطاب المتوتر والانفعالي، داعيا إلى العمل على إزالة كل الهواجس التي يحاول البعض الترويج لها، لكي تصبح خوفا مستحكما في قلب الأمة، ومشددا على مد جسور التواصل والتلاقي، لبناء مستقبل واعد لشعوبنا وبلداننا، والتصدي للأخطار التي تتمثل بالاستكبار والكيان الصهيوني، الذي يتربص بالجميع، ويعمل على تهويد كامل فلسطين.

ومعروف ان السيد علي فضل الله نجل المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، مثله كمثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، لا يشيران من قريب أو بعيد لمسألة تدخّل حزب الله في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، ولم يصرحا بتأييدهذا التدخّل يوما، وهو ما يفسره بعض المراقبين للواقع الشيعي اللبناني بأنه عدم رضى ضمني من قبل هاتين المرجعيتين عن جز أبناء الطائفة، والتضحية بشبابها في هذه الحرب المجنونة التي لا طائل منها ولا أفق لنهايتها.

السابق
المطارنة الموارنة: لاختيار رئيس قادر وفاعل يحمي سيادة لبنان
التالي
دمشق: البيان الفرنسي عن كسب محاولة لتغطية أعمال الإرهابيين