كفى! وارتفاع منسوب التشنج السياسي قابله تشنج حياتي معيشي في ساحات بيروت مواكبة لجلسة مجلس النواب التشريعية عبرت عنه شريحتان من اللبنانيين الاولى منظمة “كفى” التي اعتصمت في حديقة مبنى الاسكوا للضغط في اتجاه اقرار قانون حماية النساء من العنف الاسري مع تعديلاته التي ايدها 71 نائبا كانوا وقعوا على عريضة تدعو الى ذلك، غير ان المشرعين رأوا خلاف ذلك، فأقر القانون من دون تعديل بما يبقي مسيرة جمعيات المجتمع المدني قائمة بهدف السعي من اجل ادخال التعديلات عليه، وقد دعت جمعية كفى الى الاعتصام مجددا في ساحة رياض الصلح للمطالبة باقرار التعديلات.
اما الشريحة الثانية فكان صوتها اعلى واحتجاجاتها اوسع، اذ عمد المياومون الى الاعتصام والتظاهر قرب مبنى اللعازارية بأعداد كبيرة استدعت استنفارا امنيا، تحسبا لأي تصعيد او تحرك غير سلمي، الا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصفه المعتصمون “بالرجل العظيم” سحب القانون الجديد الذي يرفضه المياومون وطرح القانون القديم من دون تعديلات، وعمد الى تشكيل لجنة لدراسته قوامها النواب علي عمار، جورج عدوان، سامي الجميل، ابراهيم كنعان، علي بزي ومحمد قباني الى جانب وزير العمل سجعان قزي، بعدما كان المياومون هددوا بالتصعيد اذا لم يقر القانون وتشابكوا مع القوى الامنية التي منعتهم من الدخول الى ساحة رياض الصلح صباحا.
وكان المجلس النيابي التأم قبل الظهر برئاسة الرئيس بري الذي اكد في بداية الجلسة ان “رئاسة المجلس لا تشرع تحت التهديد” واعلن ان ملف سلسلة الرتب والرواتب امام جلسة اللجان المشتركة التي ستتابعه مع وزير المال، مؤكدا ان التهديد لا يساعد في اقرار السلسلة، وذلك في اعقاب المواقف التي اطلقها رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض معلنين الاضراب غدا وملوحين بمزيد من التصعيد، ورفع الرئيس بري الجلسة الى الخامسة عصرا بعد التصديق على عدد من المشاريع من بينها قانون الايجارات.