
استمرت المعارك العنيفة في ريف اللاذقية شمال غربي سورية، وفي حين أعلن معارضون أنهم قصفوا القرداحة مسقط الرئيس بشار الأسد، أفيد أن قوات النظام تحفر خنادق حول مناطق في مدينة اللاذقية، في مؤشر إلى توقعها معركة قد تكون وشيكة ضد مقاتلي كتائب المعارضة في إطار ما بات يُعرف بـ «معركة الساحل».
وبدأت «معركة الساحل» في 21 آذار (مارس) الماضي بهجوم شنته كتائب إسلامية على معبر وبلدة كسب على الحدود مع تركيا ثم توسع ليشمل تلالاً استراتيجية بينها تلة النسر ونبع المر والنبعين و «المرصد 45»، كما شمل قرية السمرا الساحلية والتي منح سقوطها المعارضة منفذاً بحرياً على البحر المتوسط.
لكن «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) نقلت عن مصدر عسكري تأكيده أمس أن «وحدات من الجيش العربي السوري والدفاع الوطني أحكمت سيطرتها بشكل كامل على النقطة 45 بريف اللاذقية الشمالي» وأنها تتابع ملاحقتها «فلول» المجموعات المسلحة في المنطقة، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. كما أوردت «سانا» أن وحدات من الجيش والدفاع الوطني «دمّرت 6 سيارات مزودة رشاشات ثقيلة بمن فيها من إرهابيين على طريق نبع المر كانت تحاول الهروب بعد إحكام الجيش سيطرته على النقطة 45».
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فقد أشار، من جهته، إلى أن الطيران المروحي للنظام قصف صباح أمس مناطق في قسطل معاف والمرصد 45 وجبل الكوز، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني و «المقاومة السورية لتحرير لواء اسكندرون» الموالين لها، من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة من جهة أخرى في المنطقة ومحيط تلة النسر ومنطقة تل إدريس وأنباء عن سيطرة القوات النظامية على منطقة تل إدريس». وأضاف أن القوات النظامية قصفت أيضاً «مناطق في جبلي الكبير والكوز وبلدات الزويك وكتف الرمان والسرمانية والقصب وكبانة وأنباء عن استشهاد وجرح عدد من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة».
وفي الإطار ذاته، أوضح «المرصد» أنه «ارتفع إلى أكثر من 1052 عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة وجنود الشام، والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني و «الجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون» وكتائب البعث والمسلحين غير السوريين الموالين للنظام، الذين استشهدوا ولقوا مصرعهم وقتلوا وأصيبوا بجروح خلال الاشتباكات المستمرة بريف اللاذقية الشمالي، منذ فجر 21 آذار (مارس) وحتى صباح اليوم (أمس)».
وفصّل «المرصد» أرقام الضحايا، قائلاً: «قُتل ما لا يقل عن 194 من عناصر وضباط قوات الأمن والجيش النظامي والدفاع الوطني و «الجبهة الشعبية لتحرير لواء الاسكندرون» وكتائب البعث والمسلحين غير السوريين الموالين للنظام، بينهم ما لا يقل عن 27 ضابطاً إضافة إلى هلال الأسد قائد قوات الدفاع الوطني في اللاذقية، كما أصيب نحو 500 منهم بجروح، بعضهم بحالات خطرة».
أما بالنسبة إلى القتلى في صفوف المعارضة، فقد أوضح «المرصد» أنه «استشهد ولقي مصرعه أكثر من 128 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة وجنود الشام وجبهة النصرة، بينهم ما لا يقل عن 56 مقاتلاً من جنسيات عربية وأوروبية وآسيوية، كذلك أصيب ما لا يقل عن 230 مقاتلاً بجروح».
وأفاد موقع «كلنا شركاء» أن «الجبهة الإسلامية» أعلنت أنها استهدفت «مطار حميميم الدولي (في اللاذقية) بخمسة صواريخ غراد فجر اليوم (أمس) وحققت إصابات مباشرة بالمطار الذي يستقبل بصفة دورية شحنات الأسلحة الروسية ومرتزقة فيلق القدس الإيراني». كما أورد الموقع معلومات عن «استهداف مقرات الدفاع الوطني بمدينة القرداحة (مسقط رأس الأسد) بصواريخ غراد»، مشيراً إلى أن بعض صفحات التواصل الإجتماعي المؤيدة للنظام أكدت حصول القصف. ونقل الموقع عن ناشطين قولهم: «إن قوات النظام حفرت خنادق حول بعض المناطق في اللاذقية خوفاً من هجوم الجيش الحر، كما كثفت دورياتها الأمنية في حي الصليبة وسط مدينة اللاذقية».
في غضون ذلك، أفاد معارضون أن العميد عبدالإله البشير رئيس أركان «الجيش الحر» الجديد قام برفقة قائد المجلس العسكري بجولة تفقدية لبعض الكتائب المقاتلة في حلب (شمال سورية). ونُقل عن العميد البشير إن هدف الزيارة هو «الاطلاع على أوضاع المقاتلين وزيارة الخطوط الأمامية للجبهة ورفع الروح المعنويه للمقاتلين من الجيش الحر مع زياده التواصل والتنسيق بين الداخل والخارج». ويُتوقع أن يقوم البشير بزيارات أخرى لمواقع قوات المعارضة في أكثر من منطقة ومحافظة.
وجاءت زيارة البشير لحلب في وقت أفاد «المرصد» أن مروحيات النظام قصفت مناطق في حي مساكن هنانو، في حين أعطب مقاتلو «جبهة النصرة» دبابة للقوات النظامية في منطقة تل الشيخ يوسف، وقصف الطيران الحربي مناطق في بلدتي حريتان وحيان.
وفي محافظة ريف دمشق، أعلن «المرصد» أن الطيران الحربي نفّذ غارة على مناطق في بلدة المليحة، في وقت قصفت القوات النظامية مناطق في الجبال الغربية لمدينة الزبداني ومناطق في بلدة المليحة والمنطقة القريبة من الصرف الصحي بمدينة عدرا، ما أدى إلى سقوط جرحى. وجاء ذلك في وقت دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة على أطراف مدينة داريا، فيما «قُتل عقيد ركن من القوات النظامية في اشتباكات مع جبهة النصرة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط بلدة رأس المعرة بمنطقة القلمون»، كما أورد «المرصد».
وأوضح «المرصد» أن القوات النظامية جددت قصفها مناطق في مدينة دوما، كما قُتل رجل من مدينة عربين برصاص قناص من قوات النظام أثناء خروجه من مخيم الوافدين قرب مدينة دوما. وأضاف أن مقاتلاً من الكتائب الإسلامية المقاتلة قُتل «جراء قصف الطيران الحربي على مناطق في الغوطة الشرقية، كما استشهد قائد كتيبة إسلامية مقاتلة في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف دمشق».
وفي محافظة الحسكة، ذكر «المرصد» أن مجهولين ألقوا صباح أمس قنابل مولوتوف على مكتب المجلس الوطني الكردي في مدينة رأس العين (سريه كانيه) ما أدى إلى احتراقه.
وفي محافظة حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب الإسلامية في محيط حي جورة الشياح. أما في محافظة درعا، فأشار «المرصد» إلى قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة صيدا، وإلى غارات على مناطق في بلدة الطيبة، كما قصفت قوات النظام مناطق في مخيم درعا بمدينة درعا، وسط اشتباكات عنيفة بينها وبين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط حاجز المؤسسة الاستهلاكية بالمدينة.