صبحية في باب التبانة: مخدّرات وقنص

"لم نعد شعباً واحداً، صارت كل طايفة شعب مستقل عن الآخر". تقول فاطمة ابنة باب التبانة. تعود هبة لتفتح موضوعاً آخر: "هل سمعتم بانتشار الحبوب المخدرة بين طلاب وطالبات المدارس؟". بعدها بدأت كل سيّدة تروي قصة حصلت في إحدى المدارس حول توزيع الحبوب المخدرة وبيعها بأبخس الأثمان.

في جلسة صباحية شاركت فيها بباب التبانة في طرابلس، أبدى جميع الحاضرات الرغبة بالأمن والأمان، قالت سلوى: “الناس العاديون ليسوا مع أحد، آخر جولة دامت 11 يوماً وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى، وما هي النتيجة؟ أنّنا ضد العنف”.

تتابع جميلة الحديث: “لقد أصبحت معقدة من 8 و14، الناس تتقاتل والطرفان يتقاسمان الحكومة، وهنا قادة المحاور يتحكمّون بنا”.

وعند السؤال عن نواب المدينة، تسرع هبة إلى القول: لشو النواب؟ عندنا مصري وعلّوكة، هما أصحاب القرار، وشريكهما رفعت عيد من فوق”، قاصدة في جبل محسن الذي يتربّع فوق باب التبانة.

تتدخل فاطمة: “محمد كبارة أبو العبد ابن البلد لم نسمع صوته، وغيره، لكنّ المفاجأة كان (وزير العدل اللواء أشرف) ريفي، قبل تعيينه وزيراً كان له تصريحاً يومياً بالدفاع عن طرابلس وأهلها، بعد التعيين لم نعد نسمع له أي تصريح”.

تعود سلوى لتوضح ما جرى: “خلال الجولة الأخيرة، الناس جاعت ولم يهتم بها أحد، البنايات فتحت الجدران بينها حتى نستيطع التنقل من بناية إلى أخرى، والقنص شغّال، ومن لا يقتل يصاب بجراح بالغة”.

تعود فاطمة لتقول: “العلويون لا يريدوننا أن نعيش بأمان؟”. تتدخل ميرفت قائلة: “لا يجوز التعميم، هناك علويون يرفضون العنف الدائر، وكما يحصل هنا، الناس الذين ضد العنف لا يستطيعوا أن يقفوا بوجه المسلحين، هناك أيضاً من ضد القتال لا يستطيع المعارضة “.

وعن العلاقة بين الطرفين، تشير فاطمة إلى “ثارات قديمة بين بعض شباب التبانة وشباب جبل محسن،”، وتوضح: “من أيام السوريين”، أي منذ ما قبل خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005.

حينها كان بعض الشباب العلويين يمارسون تجاوزات “على شبابنا السنّة بحماية الجيش السوري، وبعد انسحاب الأخير، شبابنا يحاولون الانتقام منهم وخصوصاً بغياب الجيش السوري”، تضيف، وتختم: “الجميع يتضرّر، نحن وهم”، تقصد العلويين.

“لكننا جميعنا لبنانيون” تقول سلوى، فتجيب هبة: “وهل لبنان لنا، وهل هو وطن فعلي؟ نحنا الشعب السنّي نعاني الأمرين حالياً”. لكن ميرفت تعود لتقول: “المعاناة مشتركة بين العلويين والسنة والزعماء يتقاسمون الحصص”.

لكنّ فاطمة تصر على موقفها: “لم نعد شعباً واحداً، صارت كل طايفة شعب مستقل عن الآخر”. تصمت لحظة قبل أن تستطرد: “نحن مع الجيش كمؤسسة جامعة، لكن هناك تصرّفات من بعض الضباط تجعل من بعضهم يقف إلى جانب أحد ضفتي النزاع، وهذا ما لا نريده”.

تعود هبة لتفتح موضوعاً آخر: “هل سمعتم بانتشار الحبوب المخدرة بين طلاب وطالبات المدارس؟”.

بعدها بدأت كل سيّدة تروي قصة حصلت في إحدى المدارس حول توزيع الحبوب المخدرة وبيعها بأبخس الأثمان.

فتوضح سلوى الأمر: “إنها حرب جديدة ستقضي على أطفالنا وشبابنا ولا توجد أي مرجعية تقف ضد هذا الفلتان في المدارس.” وكان الجالسون يقصدون تجمّع المدارس في البدّاوي.

تختم سلوى الجلسة قائلة: “إذا كنا لا نستطيع أن نفعل شيئاً ضد العنف الدائر… لنقسم يميناً أن لا نقترع إلا ورقة بيضاء لأن النواب الموجودين ومن سيترشح لا يستحقون أصواتنا، ومطلبنا الوحيد الأمن والأمان”.

السابق
قزحيا مشيك وربيع جمعة ضحيتان جديدتان لحزب الله في سوريا
التالي
فيلم نوح مسموح في لبنان من وحي الإنجيل وبرؤية المخرج