أوكرانيا: ياتسينوك يلتقي أوباما

في انتظار أن تقدم زيارة رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينوك إلى واشنطن شيئاً، فلا جديد في الأزمة الأوكرانية حتى الآن. وفي ظل التخبط الغربي لمحاولة إقناع الروس بعدم ضم القرم إليها، واحتواء الاستفتاء المقرر إجراؤه يوم الأحد المقبل، وصل ياتسينوك إلى الولايات المتحدة أمس، حيث التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وخلال اللقاء، أعلن ياتسينيوك أن الجانب السياسي في اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الأوروبي سيوقع الأسبوع المقبل.
وقال رئيس الحكومة الأوكرانية «أنا واثق بأن أوكرانيا ستوقع الأسبوع المقبل الجانب السياسي من اتفاق الشراكة، وستجتاز بذلك مرحلة مهمة ومتينة في مشروع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أن «كييف لن تستسلم أبداً».
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي عن أمله في أن تسمح الجهود الديبلوماسية المستمرة بتفادي تنظيم الاستفتاء يوم الأحد المقبل حول القرم.
وبعدما ذكر بأن واشنطن لن تعترف بنتائج مثل هذا التصويت، أمل أوباما في «أن يُعاد التفكير، بفضل الجهود الديبلوماسية في الأيام المقبلة».
وحذر أوباما مجدداً نظيره الروسي بشأن الوضع في أوكرانيا، مهدداً إياه بدفع «الثمن» إذا لم يعدّل عن ضم القرم إلى روسيا.
وسيلتقي رئيس الوزراء الأوكراني أيضاً، مسؤولين من صندوق النقد الدولي و«البنك الدولي» ثم سيتوجه إلى نيويورك حيث ستكون الأزمة الأوكرانية على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي اليوم.
وكان مجلسا الكونغرس الأميركي تبنيا نصين يدينان التدخل الروسي في أوكرانيا، حيث أقر مجلس النواب بشبه إجماع (402 في مقابل 7) قراراً يدين «انتهاك القوات العسكرية للاتحاد الروسي لسيادة واستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا».
ويدعو القرار غير الملزم الحكومة الأميركية إلى «فرض عقوبات مالية وتجارية وعقوبات أخرى، خصوصاً عدم منح تأشيرات دخول، ضد كبار المسؤولين في الاتحاد الروسي وعقوبات على المصارف والمنظمات التجارية التي تشرف عليها الدولة وكذلك على وكالات عامة أخرى». كما أعلن وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو أمام الكونغرس أمس، ان صندوق النقد الدولي قد يقدم مساعدة لأوكرانيا «تفوق 15 مليار دولار».
من جهة أخرى، حذر مسؤولون في الدول الغربية من «مجموعة السبع» أن استفتاءً في القرم حول التحاقها بروسيا «لا قيمة قانونية له»، مطالبين موسكو بوقف دعمها لهذه المبادرة «فوراً».
وقالت المجموعة التي تضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، في بيان نشره البيت الأبيض أمس، أنه «نظراً إلى قلة التحضيرات المناسبة والوجود الكبير للقوات الروسية، ستكون عملية غير قانونية لن يكون لها أي قيمة معنوية. لهذه الاسباب كلها لن نعترف بنتيجتها».
إلا أن تصريحات الرئيس الأوكراني الانتقالي اوليكسندر تورتشينوف في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، تؤكد على ما يبدو أن كييف رضخت لوضع التخلي عن القرم لروسيا، وباتت قلقة من تدخل محتمل عند حدودها الشرقية.
وقال تورتشينوف إنه «لا يمكننا خوض عملية عسكرية في القرم لأنه لن يعود هناك قوات على الحدود ولن تكون أوكرانيا محمية، وهذا ما يراهن عليه الجنود الروس»، مضيفاً أنه «عند الحدود الشرقية لأوكرانيا تنتشر وحدات كبيرة من المدرعات».
وانتقد الرئيس الانتقالي الاستفتاء في القرم «الذي كتب الكرملين سيناريو» تنظيمه، بحسب قوله، معتبراً أنها «مهزلة قررها مكتب الكرملين».
وديبلوماسياً، وبعد محادثة هاتفية أمس الأول، بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف، أعلن كيري أمس، أنه سيلتقي نظيره الروسي في لندن غداً الجمعة، ليبحثا مرة جديدة خطة للخروج من الأزمة الأوكرانية.
وقال كيري أمام نواب في البرلمان، إنه بطلب من أوباما سيغادر واشنطن مساء اليوم، للاجتماع مع لافروف في اليوم التالي في العاصمة البريطانية، في لقاء هو الخامس بينهما حول الأزمة الأوكرانية.
من جهة ثانية، حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي أمس، من أن ضم القرم إلى روسيا سيكون «غير مقبول»، كما جاء في بيان للرئاسة.
وذكر البيان أن هولاند دعا بوتين أثناء محادثة هاتفية إلى «بذل كل ما في وسعه لتجنب ضم القرم إلى روسيا، الذي سيكون غير مقبول بنظر المجتمع الدولي.

 

السابق
انتشار أمني كثيف على طول اوتوستراد الجنوب
التالي
ما هي معايير التوافق في لبنان؟