نانسي أفيوني على خُطى مايا دياب

تُعوِّض MTV غياب “هيك منغنّي” مع مايا دياب بـ”أحلى الأوقات” مع نانسي أفيوني ومحمد نور. تُصبح برامج الأغنيات والعلامات والمُنافسة ما بين فريقين مُستهلكة، تتكرر بطريقة أو بأخرى، حتى يغدو المطلوب مُقدِّمةً تُتقِنُ إنقاذ الموقف.
لا يبدو أنّ أفيوني تفعل، ولا بالطبع محمد نور. الأولى تتقدّم بأداء مصطنع، والثاني “يُسمِّع” دوره. الكيمياء المُفترضة بينهما غائبة، وكأنّ كلاً منهما يؤدي وظيفته لمُشاهدي بلده مُتجاهلاً الآخر، إلا ظاهرياً. يُعاني المُشاهد طفرة برامج الضجيج التي توهمه بأنها تفعل ذلك من أجله. الرجاء أن يُدرك أحدهم أنّ المعجزة لا تُصنَع بالشكل ولا بهاجس الملابس “الغريبة”، وليست قطعاً تحويل القاف في اللفظ كافاً، أو الضاد دالاً. هذا بُهرج زائف ينطلي على قلّة. لا نُريد التصديق أنّ القلة ستُصبح الأغلبية الساحقة، القادرة على قلب المُعادلات التلفزيونية نحو الكثير من تفريغ المضمون.
على خطى دياب، تسير أفيوني في جعل ليلة السبت تشي بالصخب. فريقان يؤديان ألعاباً مستوحاة من هنا وهناك، فإذا بالأصوات تتداخل بالضحك المُلعلِع المليء بالإزعاج. لا ضابط إيقاع في الستوديو، والمقدّمان يسمحان بالفوضى. ثمة فوضى لطيفة تُولِّد في المُشاهد رغبة بألا يكون في لحظة ما وسط هدوء المنزل. وثمة ما يُسبب الصداع. عندما يختلط دور الكلّ بالكلّ، تذكّر أنّ البوصلة تضيّع اتجاهها. نكون مع الضحك غير المفهوم، والحماسة على هيئة صراخ يفرض البحث سريعاً عن تلك الآلة الطيّبة القادرة على خفض الصوت.
نعتاد عملاً أكثر اتقاناً، حينما نقرأ اسم باميلا جبرا رومانوس وإيلي أبي عاد. لم تعد “لعبة” الأغنيات كافية لخلقِ برنامج. وليس المهم أننا جهّزنا الستوديو واخترنا الوجوه “الأنسب”، وتقاسمنا حقوق البثّ مع فضائية الـCBC، التي لم تنفكّ هيلدا خليفة في “ستار أكاديمي” تُسميها “الأشهر”. يُصبح من الضرورة الحذر من وجود ثقل ما في منتج يُفترض أنه ترفيهي، ويُطلب الى أفيوني البحث عن جُمَل اطراء أخرى تُساير بها الفنان “الوسيم”، غير الجزم بأن “البنات” مأخوذات به، أو اسداء نصيحة الى نور بالحدّ من استعمال مصطلح “جامد” بكمية هائلة في الحلقة الواحدة، والسعي، ربما، الى مصطلح آخر.
نُشاهد عملاً هو بعضه “هيك منغنّي” وبعضه “الليلة جنون” و”كبسة زر” وبرامج أخرى مُتشابهة نتركُ لكم تذكّرها. جديده فقرة مع ستافرو جبرا (والد باميلا، التي استعانت به أيضا شقيقتها في “نوّرت”، عندما كان تحت إدارتها)، يبدو أنها ليست ثابتة. الضيوف من لبنان ومصر، ونسمع أغنيات تُؤدّى بنشاز لا يُغتَفر. مُمتنّون للربّ على نعمة البلاي باك، بينما يؤدي بعض الضيوف أغنيته منفرداً. ثم قدّمت أفيوني أغنية نور الجديدة، فأدّاها “حصرياً” في البرنامج الذي يُشارك في تقديمه. لكنّ أحداً لم يُثر حماستها كالمغني دياب وتحفته “عوعو”. آسفون حقاً، لكنّ أفيوني جزمت بأنها “كسّرت الدنيا”، فلماذا نحرمكم مطلعها؟ يلا: “يا حبيبي/ اللي يخاف من العفريت/ يطلعلوا/ ينزلوا/ يقعدلوا/ عو عو عو”! نكتشف كل يوم أنّ القصد هو جعلنا سطحيين للغاية، وباسم الترفيه تُمرر التفاهة ويُمسي الوقت عقاباً.
نُخمِّن أنّه صوت ايلي برباري في البرومو يقول: “هيك منمضي أحلى الأوقات”، مستقياً من “هيك منغني” عبارته. ينقص البرنامج، الى هويته المستقلّة واقتناع مقدّمته بأنّ مايا دياب ليست “أيدول”، أنْ يُلحَقَ ببعض الجدّية المرِحة.

السابق
فضيحة هيئة الإغاثة تمويل حروب طرابلس
التالي
روبوت” يعلّم الأولاد الصلاة: المربي الإيراني