أشارت “السفير” إلى أن قرار “تحييد لبنان” يبقى ساري المفعول، في انتظار الصورة التي يمكن ان ترسو عليها الحرب في سوريا وعليها، في مستقبل لا يستطيع أحد التكهن منذ الآن بحدوده الزمنية. ومن خلال هذه النافذة، فاز لبنان بحكومة “مصلحة وطنية”، يفترض أن تجد من يكتب لها بيانها الوزاري، ويأخذها بيدها الى مجلس النواب لتنال ثقة تجعلها حصينة. وتعطي هذه المظلة الاقليمية ـ الدولية، منسوبا، ولو بالحد الأدنى، من الاطمئنان، للبنانيين، برغم ما يحيط بيومياتهم من حذر وخوف وصعوبات معيشية…
ولفتت “السفير” إلى أنه من الواضح وجود ارادة دولية باجراء الانتخابات في موعدها. لا يتردد الأميركيون في تثبيت هذه القناعة، لا بل كانوا الأكثر وضوحا مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بأنهم يفضلون خيار الانتخاب على التمديد. يصح القول إن دول مجلس التعاون الخليجي، وحدها عربيا، ومعها فرنسا، دوليا، لم تغادر مربع الحماسة للتمديد. تكرس هذا الانطباع أكثر فأكثر مع صفقة الأسلحة السعودية للجيش اللبناني من المستودعات الفرنسية، وهي صفقة، يأمل الفرنسيون أن يستطيع سليمان استثمارها لسنة… أو سنتين على الأكثر.
ووفق تقارير ديبلوماسية أرسلت الى بيروت، وفق “السفير” في أعقاب مؤتمر باريس الدولي الأخير من أجل لبنان، فإن أكثر من عاصمة معنية بالملف اللبناني، قررت ارسال “ضباطها” الديبلوماسيين الى بيروت، وبينهم ديبلوماسي أميركي وصل الى بيروت مؤخرا، بمهمة محددة، هي متابعة الملف الرئاسي، على أن يقتدي بهم الفرنسيون الذين كلفوا مجموعة ديبلوماسية بمتابعة الملف اللبناني، أبرز رموزها مستشار الشؤون الخارجية والشرق الاوسط ايمانويل بون والمستشار جان اورتاز والسفير السابق في لبنان دوني بييتون.
وبرغم الموقف الأميركي المتحفظ، من جهة، وعدم وجود معطيات لبنانية، ولو بالحد الأدنى، لمصلحة التمديد، من جهة ثانية، يردد الفرنسيون بحسب “السفير” ان الوضع الانتقالي الراهن في لبنان والمنطقة والعالم، خاصة في ضوء الاشتباك الأميركي ـ الروسي في ساحات عدة، أبرزها أوكرانيا، قد لا يسمح باجراء انتخابات رئاسة الجمهورية نظرا لصعوبة التفاهم بين الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية على مرشح توافقي واحد، وما دام ان القرار الدولي ـ الاقليمي ساري المفعول بتحييد الساحة اللبنانية، فان ذلك يحتم الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية عبر التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان» وفق ما يردده الفرنسيون.
في المقابل، تعتبر الإدارة الأميركية بحسب “السفير” أن الأسباب الموجبة التي يقدمها الفرنسيون والسعوديون للتمديد، “غير مقنعة”، فالعناصر التي أملت التمديد للرئيسَين الياس الهراوي واميل لحود في زمن “الوصاية السورية” قد انتهت، “وبالتالي، نحن نصر على السير في العملية الانتخابية حتى النهاية وفي موعدها الدستوري”. ووفق تقرير ديبلوماسي،