أليستر كروك: لا يمكن للغرب محاربة «القاعدة» وإسقاط الأسد

في الوقت الذي كانت فيه واشنطن ولندن تؤكدان أن أيام الرئيس السوري بشار الأسد معدودة، وفيما كانت الحكومات الغربية ترى في المسلحين «حركة تحرر وطني ديموقراطي»، قال الضابط السابق في الاستخبارات البريطانية أليستر كروك «انتظروا قليلاً»، مشيراً إلى الدور السعودي ودول خليجية أخرى في دعم وتمويل الجماعات المتطرّفة في سوريا.

وكشف الكاتب بيتر أوزبورن في مقالة في صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن كروك التقى في العاصمة بيروت، أحد مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدداً من الديبلوماسيين الإيرانيين، بالإضافة إلى ممثلين عن «حزب الله» وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقال أوزبورن الذي رافق كروك إلى بيروت وحضر الاجتماع، إن الحاضرين أجمعوا على انتصار الأسد في الحرب السورية، بالرغم من اعترافهم بأنها قد تحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تنتهي، مشيرين إلى المعارك التي تخوضها المجموعات المسلّحة في شمال سوريا في ظل احتدام القتال في معركة القلمون الإستراتيجية، عند الحدود السورية – اللبنانية. ولفت إلى أنهم قالوا لكروك إن «المنطقة سيتم تحريرها في وقت قريب جداً».

وأكد الكاتب البريطاني أن الرسالة الأخرى في الاجتماع هي أن الرياض تشكل أكبر تهديد للاستقرار، مشيراً إلى أن «السعوديين لطالما كانوا من أبرز الداعمين للإرهاب العالمي، وهي حقيقة تتيقن لها كل أجهزة الاستخبارات في العالم».
وفي اللقاء، بحسب أوزبورن، لفت عددٌ من المشاركين إلى التشابه المقلق بين دور باكستان أثناء الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي، والدور السعودي الحالي، حيث كانت الاستخبارات الباكستانية، مدفوعة من الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي»، تموّل المسلّحين من دون أن تتوقع أن هذه الجماعات ستعمل على خلق فوضى لدى عودتها إلى بلادها.

وأشار أوزبورن إلى أن الخلاصة الثالثة من هذا اللقاء هو أن الداعمين الدوليين للأسد، كإيران وروسيا، مستمرون في دعمهم للرئيس السوري، مهما كانت العواقب، فيما الدول الداعمة للمسلحين كالسعودية، الولايات المتحدة، بريطانيا وإسرائيل، تعيش صراعاً في ما بينها.

وأوضح الكاتب أنه بالرغم من أن الحكومة البريطانية رفضت التحليلات التي وردت في الاجتماع، الذي سجّله أوزبورن، فهناك مؤشرات على تغيرات في مسار بعض القادة الغربيين تجلّت خاصة في اختفاء رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان، مذكراً بأن الولايات المتحدة حثّت، منذ عامين، الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على إيلاء بندر مهمة تدمير الأسد.

وتطرق أوزبورن إلى تنحي السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، معتبراً أن هذه التغيرات تأتي بعدما واجهت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما السعوديين بملف كامل يتضمّن أدلة على تورّطهم في الإرهاب في العراق ولبنان واليمن.
ونقل أوزبورن عن كروك تأكيده أن «الأسد سيصمد من دون شك، بالرغم من الضغوط الأميركية والبريطانية لإسقاطه، في الوقت الذي بدأ فيه الغرب يفهم أن عليه الاختيار بين قتال تنظيم القاعدة أو التخلّص من الأسد. لا يمكنهم القيام بالاثنين معاً».

السابق
وحدها القبضة المدعومة والمخوّلة
التالي
العثور على جثة مواطن في صيدا