مهام الحكومة!

جريدة النهار

فيما لجنة صياغة البيان الوزاري تعقد اجتماعات متتالية للتوصل الى صيغة مقبولة من الجميع، صرح احد اركان “حزب الله” في نهاية الاسبوع الفائت ان امام الحكومة اولويتين: محاربة الارهاب والتهيئة للاستحقاقين الرئاسي والنيابي، مستبقا بذلك نتائج اجتماعات اللجنة، كأنه اراد وضع سقوف امام اللجنة الوزارية استنادا الى ان موضع ما يسمى بـ”مقاومة” وكل سلوكيات الحزب وصولا الى سلاحه ليست موضع سؤال ومساءلة.

طبعا هذه اضغاث احلام يا حضرة النائب محمد رعد باعتبار ان ما تعتبرونها “مقاومة” ليست في نظر ملايين اللبنانيين سوى ميليشيا معتدية على الدولة والقانون والسيادة والشعب، فبالنسبة الى هذه الشرائح التي تمثل اكثرية موصوفة في لبنان لا وجود لما يسمى بـ”مقاومة”، خصوصا ان الحزب الذي صادر هاتين الصفة والمهمة راكم السلبيات مدى الاعوام الماضية الى حد ما عاد معه معظم اللبنانيين يرضون ببقاء هذه الحالة الشاذة المنافية للكيان ولمعنى لبنان نفسه على ما هي عليه. ومن هذا المنطلق كانت المهمة الاولى لاي حكومة في رأي الشرائح اللبنانية المشار اليها التخلص من هذه الحالة التي فجرت مناخات الفتنة في لبنان ووضعت البلاد على حافة الحرب الاهلية ولما تزل.
بداية لا حاجة الى التذكير بان مكافحة الارهاب ايا يكن مصدره ينبغي ان يكون من اولى مهمات اي حكومة، ولا بد من التشديد على مكافحة الارهاب ايا تكن الجهة التي ترتكب اعمالا ارهابية. وهنا نذكر النائب محمد رعد ورفاقه وقادة “حزب الله” كافة بأن ثمة متهمين بارتكاب جريمة ارهابية مطلوبين الى العدالة الدولية وعليهم تسليمهم من دون اعذار ولا “خزعبلات” من نوع انهم في مصاف “القديسين”. ثم على من يريد مكافحة الارهاب ان يوقف قتل السوريين، والاعتداء على كرامات فئات لبنانية عدة في سياق معالجة اسباب التفجيرات التي تستهدف مناطق لبنانية واقعة تحت نفوذ الحزب.
ان الحكومة اللبنانية الجديدة التي دخلها فريق من قوى ١٤ آذار ليست مكلفة بالتغطية على ارتكابات “حزب الله” وعلى قتل اللبنانيين هنا والسوريين في سوريا. وليست مكلفة بان تقدم الى الحزب ما لم تقدمه الحكومة التي سبقت. هذه الحكومة اما ان تكون حكومة توازن وطني في حده الأدنى او لا تكون.
لقد وصل الجميع حول طاولة لجنة الصياغة الى ساعة الحقيقة. اما ان يعيد “حزب الله” انتاج “شرعية” لسلاحه او يضع نفسه تحت سقوف الاجماع الوطني المتمثلة بتضمين البيان الوزاري “اعلان بعبدا” وحده من دون اي ذكر لما يسمى بـ”مقاومة”.
لا بد لـ”حزب الله” من إدراك ان لا “ثلاثية” بعد اليوم، ولا ذكر لما يسمى “مقاومة” الى جانب الجيش الوطني. فالدولة ينبغي ان تكون فوق الجميع، والجيش ينبغي ان يكون وحده حاملا السلاح. وفي الانتظار على ممثلي القوى الاستقلالية ألا يمنحوا “حزب الله” شرعية مفقودة أصلا.

السابق
المرصد السوري لحقوق الإنسان: الغارة استهدفت قاعدة صواريخ لـ«حزب الله»
التالي
حماس تنظم حملة إعلامية لمواجهة التحريض الإعلامي ضد الفلسطينيين في لبنان