مسؤول غربي لـ الراي: التسوية بسوريا قد تحدث خرقاً بعلاقة السعودية وايران

علما ايران والسعودية

أعرب مسؤول غربي في العاصمة البلجيكية بروكسيل معني بالملف السوري لصحيفة “الراي” الكويتية، عن “اعتقاده أن الواقع العسكري الحالي في سوريا يتيح للرئيس بشار الاسد الضرب بعرض الحائط أي تسوية سياسية من شأنها دفعه الى التخلي عن السلطة لأي شخص آخر غيره، الأمر الذي يدفع المجتمع الدولي الى البحث وعلى نحو جدي في حلّ يطيح بالأسد أو يسلّم بوجوده إذا أعيد انتخابه مجدداً في الاستحقاق الرئاسي المقبل”.
واوضح المسؤول ان “التفوّق الذي يحرزه الجيش السوري بمساعدة “حزب الله” وحلفائه على الآخرين يعطيه تقدماً على القوى المتناحرة الأخرى، وهو الأمر الذي يجعل التفاوض معه معقداً وغير متوازن”، مشيراً الى ان “هذا الامر كان من الأسباب التي حالت دون إحراز تقدم في مفاوضات جنيف التي انعقدت اخيراً”.
ولاحظ المسؤول ان “الاتفاقات التي يعقدها النظام عبر مفاوضاته مع بعض القوى المعارِضة حول دمشق تساهم في تعزيز موقعه وتجعله اكثر تفاؤلاً في الوصول الى وضع يصعب معه عدم ترشح الاسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة واعادة فرضه كرئيس لولاية جديدة”.
ورأى المسؤول ان “العمل العسكري الذي تنجزه المعارضة من الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة ضد القاعدة له وقع ايجابي في الامكان البناء عليه، فجبهة النصرة اعلنت الولاء للقاعدة وكذلك بعض اعضاء الجبهة الاسلامية، الا ان وضع هؤلاء لا يختلف عن وضع “حزب الله”، اذ ان الاثنين على لائحة الارهاب، والاثنان يمثلان شريحة في بلادهم بما ان جبهة النصرة مؤلفة من السوريين، والتزامها بمحاربة داعش مرحّب به ايضاً على المستوى الشعبي والدولي، مما يشجع للبناء على تقدُّم قوات المعارضة في بقع متعددة من سوريا والبحث بطريقة دعمها”.
ولفت المسؤول الى ان “روسيا لن تتراجع عن دعمها للاسد وهي توفر للنظام الغطاء الدولي في مجلس الامن وكذلك تمّده بالذخيرة التي يحتاجها، وقد تم التفاوض معها مرات عدة على اساس اختيار شخص آخر غير الاسد، الا ان هذا الطرح لم يلق آذاناً صاغية لا عند الروس ولا عند ايران، مما يدفع الامور الديبلوماسية في اتجاه مختلف يجري العمل في شأنه وهو يعتمد على تعاون ايراني – سعودي في ملف سوريا”.
وكشف المسؤول ان “المشكلة تكمن في ان إيران تريد البحث في الملفات كل على حدة، بينما تطالب السعودية بحل شامل يتضمن الوضع في العراق واليمن وسوريا تحت عنوان ان الامور مترابطة ببعضها البعض، وكذلك فان المطلب السعودي الاول هو انسحاب “حزب الله” من سوريا”، مشيراً الى ان “الرهان الآن هو على زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الشهر المقبل للسعودية لاقناع الرياض بضرورة تشكيل لجنة مشتركة للبحث عن حلول تشارك فيها ايران ايضاً وبرعاية دولية، لايجاد حل يرضي الطرفين، او لتشكيل ارضية مشتركة نحو مفاوضات اكثر جدية من تلك التي ينتجها جنيف”.
ورأى المسؤول ان “الهوة بين ايران والسعودية كبيرة جداً، الا ان لا مستحيل في السياسة، ومن المتوقع حصول اختراق جدي في العلاقة بين الجانبين في الاشهر المقبلة”.

السابق
«الراي»: الأسير بايع الجولاني الذي عيّنه أميراً لجبهة النصرة على لبنان
التالي
فتفت: لاجدوى من الحوار مع حزب الله طالما أنه غارق بالدماء السورية