واوضحت مصادر “السياسة” أن “الطرفين حرصا على إبقائها بعيداً عن الأوضاع، بهدف عدم الوقوع في الإحراج أمام حلفائهما، ولم تستطع تأكيد ما إذا كان عقد لقاء بين عون ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري خارج لبنان، كما تردد أخيراً، إلا أنها جزمت بأن الاتصالات متواصلة بينهما، سواء مباشرة، أو عبر الوزير جبران باسيل ونادر الحريري اللذين يتواصلان بشكل دوري.”
وشددت على ان “عون ما زال يحلم برئاسة الجمهورية لكنه ليس ساذجاً ليسعى إلى الانفتاح على “المستقبل” قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية بهدف الحصول على دعمه”، موضحة أنه “يخطط ليكون “الناخب الأكبر” في الاستحقاق الرئاسي، إذا تعذر عليه إقناع الحريري بدعمه للرئاسة، مقابل تخليه تدريجياً عن تحالفه مع حزب الله.”
من جهتها، نفت مصادر مطلعة على أجواء “التيار الوطني الحر” عبر “السياسة” أن “يكون عون مستعداً للتخلي عن “حزب الله” مقابل الوصول للرئاسة، لسببين رئيسيين: الأول أن الحزب يعد “ناخباً رئيسياً” أيضاً بالنظر إلى تحالفاته، والثاني أن عون لا يستطيع التخلي عن الدعم الإيراني المادي الذي يصله دورياً قبل تأمين البديل، سواء كان عربياً أم غربياً.”
وأشارت إلى أن “المزاج العام في التيار العوني لم يعد يستسيغ فكرة المضي قدماً في التحالف مع “حزب الله”، إذ يعتبر أن الأخير خذله في مفصلين رئيسيين العام الماضي، هما: التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي والتمديد لمجلس النواب.”
وأوضحت أن “الاستياء العوني من “حزب الله” لم يصل بعد حد البحث الجدي في فك التحالف معه، نظراً لاعتبارات كثيرة، إلا أن ذلك لا يمنع الاحتفاظ بهامش كبير عن الحزب والسعي لتوسيعه يوماً بعد آخر، انطلاقاً من خلافين رئيسيين هما: القتال في سوريا والموقف من مذكرة بكركي الوطنية التي تؤيد بشكل حاسم “إعلان بعبدا” الذي ينص على “النأي بالنفس” عن الأزمة السورية.”