الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لنصرة اهل السنّة في العراق

الشيخ القرضاوي

صدر عن الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين اثر اجتماع عقده في دولة قطر البيان التالي:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ ما يشهد العراق من العنف المتصاعد وما أقدمت عليه الحكومة من توجيه ضربات عسكرية إلى مناطق السنة واقتحامها، مما ترتب عليه من سفك للدماء، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين العزل والجيش والشرطة، وما تشير إليه التقديرات من مقتل أكثر من ألف شخص في يناير/كانون الثاني الماضي وحده، ونزوح عشرات آلاف من العوائل حتى الآن، من محافظة الأنبار نحو محافظات أخرى، بسبب الاشتباكات وأعمال العنف.

ونحن في الاتحاد إذ نعبّر عن أسفنا البالغ، وقلقنا الشديد تجاه هذا الوضع المأساوي في العراق، وما يعانيه من مشاهد يومية للقتل والتفجير والهجوم بالمدافع والقصف العشوائي ، فإننا نعلن ونؤكد ما يلي:

1- يُحَمِّل الاتحاد الحكومة العراقية المسؤولية كاملة عما حصل ويحصل، من إزهاق الأرواح، وتدمير للممتلكات، والبنية التحتية، ويطالبها بوقف الهجوم والتدخل العسكري، لكسر المقاومة الشعبية في الاقاليم السنية. ويهيب بها الى انتهاج الحوار الجاد مع أصحاب المطالب العادلة، للوصول إلى حلول منصفة مرضية، ويطالبها في نفس الوقت، بعدم الاعتداء على رموز المُكّون السنّي في كل حين، من أجل محاولة خلط الأوراق، وإثارة الفوضى على الساحة العراقية الملتهبة أصلاً.

2- يدعو الاتحاد الحكومات والشعوب الإسلامية والعربية، والمنظمات الخيرية الإنسانية عامة، إلى التدخل الفوري لنصرة أهل السنة، وإغاثة الضحايا، والنازحين الذين يقيمون في المدارس والمساجد وأبنية عامة أخرى، ويحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية.

3- يجدد الاتحاد إدانته لكل التفجيرات وعمليات القتل من أي طرف كانت، ويعتبر أن النفس وحق الحياة خط أحمر، لا يجوز الاستهانة بها بالاعتداء عليها، كما قرر القرآن: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، ودلّت النصوص القطعية على شدة العقوبة والآثار الخطيرة على القتل.

4- يدعو الاتحاد القادة السياسيين، وزعماء العشائر، وعلماء الدين، وحملة الفكر، وقادة الرأي في المجتمع العراقي، إلى تحكيم الشرع والعقل وتغليب المصلحة العامة، لوقف مسار الانزلاق نحو الحرب الاهلية، والفتنة الطائفية، فليس وراءها إلا الدمار.

5- يهيب الاتحاد بالقوى الإقليمية، وبخاصة دول الجوار الى الكف عن التدخل، في الشأن العراقي، والسعي لتصفية الحسابات على أرضه، بل يدعو كل الخيرين في المنطقة والحريصين على الأمن والاستقرار، وحسن الجوار فيها، إلى المساعدة الجدية، في تسوية الوضع المتأزم في العراق، بدل اشعال نار الفتنة وتصدير الصراعات.

وإننا لندعو الله عز وجل، ونهيب بكل المسلمين في العالم، أن يدعوا معنا أن يفرج الله كربة إخواننا في العراق، وفى سائر بلاد المسلمين، ويجمع كلمتهم على الهدى والتقى، ويرفع عنهم بأس القتال.

السابق
دوّامة الإرهاب العراقي: مزيد من والدم
التالي
في انتظار يبرود.. فحص لجنوبية: جاهزون للمساعدة