القصار: اللبنانيون محصنون ضد الفتنة ولن ينجروا الى حيث يسعى اعداء الوطن

عدنان القصار

قدم رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار الكتاب الذي ترجمه وطبعه “يوحنا بولس الثاني – هذا البابا الذي عرفته جيدا”، الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.

ويعالج الكتاب قضايا دينية وسياسية واجتماعية، ويركز في الدرجة الاولى على جوهر الديانات السماوية التي تحض على التسامح والسلام والانفتاح.

ويعتبر القصار أن “الاعتدال يمثل جوهر الانسان، وبالتالي تبقى مظاهر التطرف لا تمثل قيم اللبنانيين الذين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم السياسية أعلنوا رفضهم المطلق لهذه الاعمال الاجرامية”.

ويطالب اللبنانيين مسلمين ومسيحيين “بتعزيز التضامن والعمل قولا وفعلا على نبذ كل مظاهر التطرف وطردها من مجتمعاتهم”.

لقاء مع القصار
وفي لقاء اجرته الوكالة الوطنية للاعلام مع القصار، تحدث عن الاسباب التي دعته الى طبع هذا الكتاب وترجمته. وفي يأتي نص الحوار:

* ما هي الأسباب التي دعتكم إلى ترجمة وطبع كتاب “يوحنا بولس الثاني -هذا البابا الذي عرفته جيدا”؟

– إن لقداسة الحبر الأعظم الراحل مار يوحنا بولس الثاني، مكانة خاصة في قلوب جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، وفي قلبي تحديدا، والبادرة التي قمت بها ليست سوى عربون تقدير واحترام لقداسته، الذي نادى وعمل حتى الرمق الأخير من حياته على تقريب وجهات النظر بين المسلمين والمسيحيين.
اليوم، وفي ظل ما يعانيه العالم من حروب وقتل ودمار، وبلدنا والبلدان العربية المجاورة على وجه التحديد، فإننا في أمس الحاجة إلى أمثال قداسة البابا الراحل، الذي بعثت زيارته للبنان عام 1997 الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين، خصوصا لجهة تخصيصه لبنان بإرشاد رسولي رسخ من خلاله لبنان كبلد للرسالة في المشرق العربي.

* إلى من تتوجهون من خلال هذا الكتاب الديني-الإنساني-الاجتماعي؟ وكيف سيتم توزيعه؟
– كتاب “يوحنا بولس الثاني-هذا البابا الذي عرفته جيدا”، عبارة عن ثلاثة آلاف نسخة معربة عن اللغة الفرنسية، تم إرسال أكثر من 2400 نسخة منها إلى المطران فرنسيس البيسري، ونحو 500 نسخة قدمتها إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال زيارتي له في الصرح البطريركي.
يعالج الكتاب قضايا دينية وسياسية واجتماعية، يركز بالدرجة الأولى على قيم وجوهر الديانات السماوية التي تحض على التسامح والسلام والانفتاح على الآخر بعيدا عن البغضاء والتناحر والاقتتال، وهو ما أكثر ما نريده في هذه المرحلة المصيرية التي يمر فيها لبنان والمنطقة العربية والعالم.
وبالتالي، كل إنسان مهما اختلفت ديانته، معني ليس فقط بقراءة هذا الكتاب، بل بالإقتداء بتعاليم قداسة الحبر الأعظم، المتأتية بالدرجة الأولى من الكتب السماوية، وفي مقدمها الإنجيل المقدس والقرآن الكريم، الأمر الذي يساهم في نبذ العصبية والتطرف والمغالاة في الدين، وترسيخ سياسة الحوار والتلاقي بعيدا من أصوات المدافع والمتفجرات.

* ما هو الرابط الذي يجمع رئيس الهيئات الاقتصادية برأس الكنيسة؟
– الدين الإسلامي الحنيف، يقوم بالدرجة الأولى على مبدأ احترام جميع الديانات السماوية، وفي مقدمها الدين المسيحي، وبالتالي الرابط الذي يجمعني كرئيس للهيئات الاقتصادية برأس الكنيسة هو إيماني بالدرجة الأولى الذي رسخته الكتب السماوية.
أضف إلى ذلك العامل الأخلاقي، المعيار الأساسي الذي يحكم هذه العلاقة، وإن لم يكن يغلب عليها الطابع الشخصي. فبقدر ما كانت الأفعال تتواءم مع جوهر الرسالات السماوية، فأنا كمؤمن أقرب إلى رجل الدين بمعزل عن سلطته الدينية، وبعيد عنه إذا تناقض دوره مع رسالته الإيمانية والتبشيرية والدعوية.

* في ظل موجات التطرف التي تحصل اليوم في العالم العربي، هل يجد هذا الكتاب آذانا صاغية لدى المجتمع اللبناني بمسلميه ومسيحييه؟
– رغم تنامي ظاهرة التطرف في العالم العربي، ولبنان في الآونة الأخير حيث شهدت البلاد العديد من العمليات الانتحارية، تبقى هذه المظاهر الشاذة رغم خطورتها لا تمثل قيم اللبنانيين الذين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وانتماءاتهم السياسية، أعلنوا رفضهم المطلق لهذه الأعمال الإجرامية التي طالت مناطق عزيزة على قلوب جميع اللبنانيين.
اليوم، المطلوب من اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، تعزيز هذا التضامن والعمل قولا وفعلا على نبذ كل مظاهر التطرف وطردها من مجتمعاتهم، الأمر الذي لا يسمح بتوفير بيئة حاضنة لمثل هذه الأفكار الغريبة عن مجتمعنا وعاداتنا.
إن اللبنانيين، أثبتوا على مر التجارب، وخصوصا في خلال السنوات الأخيرة، أنهم محصنون ضد الفتنة، وأنهم ضد الاقتتال مع بعضهم البعض، وهذا شيء إيجابي يؤشر إلى أن لبنان رغم كل الانقسامات السياسية الحاصلة اليوم، لن ينجر إلى المكان الذي يسعى أعداء لبنان الى جر اللبنانيين إليه.

السابق
خليل حمدان: الحفاظ على الوحدة الوطنية أولوية في ظل هذه الظروف
التالي
ناصر حمود حول تمزيق اللافتات بصيدا: رسالة من خفافيش الليل