بزي: الميثاقية شرط وممر الزامي وآمن لكي نصل جميعا الى بر الامان والخلاص

أحيت حركة “امل” الذكرى السنوية للاستشهادي حسن قصير باحتفال حاشد أقيم في النادي الحسيني لبلدة دير قانون النهر، حضره النواب علي بزي، علي خريس وعبد المجيد صالح وحشد من رجال الدين، ممثلون عن الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وقيادات حركية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفعاليات اجتماعية ونقابية وتربوية وحشد غفير من اهالي المنطقة.

بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وبعد النشيد اللبناني ونشيد حركة امل عرض فيلم عن العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي حسن قصير في البرج الشمالي ضد قافلة للعدو الاسرائيلي ثم قدمت فرقة من كشافة الرسالة الاسلامية نشيد الانتصار.

وبعد تقديم من يونس زلزلي، تلا الشيخ فؤاد دبوس السيرة الحسينية. ثم القى عضو المكتب السياسي للحركة النائب علي بزي كلمة الحركة استهلها عن سيرة الشهيد حسن قصير والدوافع الايمانية التي كانت تحركه في سبيل تقديم نفسه من اجل الوطن وفي سبيل الله.

وقال: “هكذا تكون العمليات الاستشهادية في سبيل اسمى الاهداف والغايات الوطنية وليس لغايات ودوافع طائفية او مذهبية نتيجة الشحن الحاقد الذي يمارسه البعض”.

واشار بزي الى “ان زمن حسن قصير هو زمن الاستشهاديين وليس زمن الانتحاريين وهو زمن المؤمنين وليس زمن التكفيريين الارهابيين، وهناك فرق بين زمن حسن قصير وبلال فحص وسناء محيدلي وهادي نصرالله ومحمد سعد وخليل جرادي وبين زمن الارهاب والاجرام والتكفير مشيرا الى ان وطننا يعيش على حافة الانحدار وهو محاصر بجملة من التحديات وان هذا الارهاب المتنقل من مكان الى آخر وإن لبس لبوس الدين فهو اول ما يستهدف جوهر الدين الذي دعا الى التآخي والمحبة والعدل والاحسان”.

ودعا جميع الفاعليات الدينية والسياسية والنخبوية في هذا الوطن الى “كلمة سواء والى صرخة عالية بوجه هذا الارهاب الذي يجب ان نتبرأ منه جميعا لانه سيرتد على الجميع ولن يستثني أحدا”.

كما دعا الدولة الى “الدخول في منظومة الحرب على الارهاب كي يبقى لنا وطن سليم وآمن”، لافتا الى “ان الانشطار والانقسام الذي يشهده البلد يوفّر البيئة والمناخ لهذا المسلسل اللامتناهي من الازمات ولهذا القلق الكبير الذي يعيشه اللبنانيون”، اضاف: “كيف نواجه هذه التحديات وهذه الازمات، هل بمزيد من التحريض والعزف على اوتار الشحن الطائفي والمذهبي ام نواجهها بمزيد من تدعيم اواصر الوحدة الوطنية اللبنانية التي قال عنها امام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر بأنها افضل وجوه الحرب ضد العدو الاسرائيلي”.

واضاف: “ان الاجابة على هذه الاسئلة تبقى برسم كل المعنيين في هذا البلد”، مضيفا: “لماذا نتفنن في استحضار الازمات ولا نجيد التفنن في ايجاد الحلول لمشاكلنا ومجتمعنا وتبديد الهواجس والمخاوف والقلق الذي يعيشه المواطن على مختلف انتماءاته ومشاربه”.

ودعا بزي الى “مقاربة وطنية مسؤولة لايجاد الحلول”، معتبرا “ان الطروحات التي قدمها ويقدمها دائما الرئيس نبيه بري تجيب على كل هذه التساؤلات وتضع الامور على سكة الحل لكن للاسف يدا واحدة لا تصفق، لذلك اعلن الرئيس بري انه خدم عسكريته وكان ذلك في مثابة جرس انذار الى اين تأخذون البلد. وطبعا هذا الامر نابع من حرصنا على هذا الوطن الذي آمنا انه وطن نهائي لجميع ابنائه وهذا نابع من فهمنا لخطورة المرحلة ولخطورة الوضع حيث بتنا نعيش على خط زلازل وبراكين، ولا بد من التحرك الفاعل والجاد من اجل خلاص بلدنا”.

واضاف: “اليوم نؤكد ومن موقع الناصح ان على المسؤولين تقديم كل ما يحفظ ويصون البلد وليس كل ما يؤجج ويزيد من حال التشرذم والانقسام لذلك ندعو الى التريث وعدم الاستعجال وعدم الاقدام بدعسة ناقصة في اي امر تقدمون عليه. فالميثاقية هي شرط وممر الزامي وآمن لكي نصل جميعا الى بر الامان والخلاص”.

واضاف: “لقد جربتموها في السابق ولم نمش بها فلا تفعلوها الآن لاننا لن نمشي بها.
فنحن من مدرسة ومن حركة سياسية تعمل لجميع اللبنانيين دون استثناء وتعتبر ان الهم اللبناني واحد والدم اللبناني واحد وان المصير واحد، لذلك علينا ان نعمل لما فيه المصلحة الوطنية بعيدا من التحديات والتجاذبات والزكزكات، وعلينا اعادة الحسابات
ومقاربة الامور بعين وطنية كي نعبر فعلا الى الدولة العادلة والقوية والقادرة”.

وختم: “بأمثال المخلصين كحسن قصير وكل الشهداء الذين قدموا انفسهم قرابين على مذبح الوطن نصون وطننا ونحفظه قويا وقادرا على مواجهة التحديات وبالمقاومة التي تبقى هي الاساس نستطيع ان نواجه العدو الاسرائيلي الذي بتنا نراه اليوم نتيجة الانقسام العربي والانشغال العربي بتحطيم وتدمير داخله بدلا من ان يتوحد ضد العدو المتغطرس الذي يقتل ويدمر ويزيد من الاستيطان ويعمل على تهويد القدس دون اي رادع”.

كما دعا كل القوى والفصائل الفلسطينية الى “الوحدة فيما بينها وعدم الاتكال على الخارج لان الوحدة الفلسطينية الداخلية هي اقصر الطرق الى التحرير”.

السابق
منطقة البركسات: فلسطينيون ولبنانيون والهمّ يجمعهم
التالي
الراي: ولادة الحكومة اللبنانية… إلى الأسبوع المقبل